دام برس :

بعد 22 شهراً من المفاوضات المضنية والمكثفة، توصل كل من إيران والدول الكبرى مجموعة (1+5) في الـ 14 يوليو تموز 2015 إلى توافق لحل سوء التفاهم حول البرنامج النووي الإيراني السلمي، ورفع الحظر الظالم عن الشعب الإيراني، وبالتالي فإن هذا الاتفاق تمت كتابته مع الالتزام بالأطر والثوابت والخطوط الحمر المحددة من إيران.

وصرح رئيس الجمهورية الإيرانية حسن روحاني إيران تملك اليوم مع توقيع الاتفاق النووي 6000 جهاز طرد مركزي، مشيراً أن ما كان على الغرب أن يستخدم أسلوب التهديد مع إيران.

وأضاف روحاني الاتفاق النووي أثبت أن الحوار أفضل طريق لحل الأزمات مؤكداً أن صفحة جديدة فتحت في تاريخ المنطقة مبنية على أساس الحوار.

وبدوره وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاتفاق الذي توصلت إليه إيران ومجموعة 5+1 بشان البرنامج النووي الإيراني جيد لجميع أطراف المجتمع الدولي وأن طهران ملتزمة بتطبيقه.

وقال ظريف في مقابلة مشتركة مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني عصر اليوم الثلاثاء في فيينا: نأمل من المجتمع الدولي دعم هذا الاتفاق بين إيران والدول الست.

وأضاف ظريف ما نعلنه اليوم ليس اتفاقا نوويا فحسب وإنما اتفاق جيد للجميع، مؤكدا أنه  سيكون في متناول الجميع النص الشامل للاتفاق النووي وكافة ملحقاته.وصرح ظريف اليوم نقدم لكم النص النهائي للاتفاق بين إيران والسداسية الذي يضمن سلامة النشاط النووي الإيراني مضيفاً: انه مرة أخرى نؤكد أن إيران لم تكن يوما تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية.

وأشار وزير الخارجية الإيراني الجميع كان يتوقع أن نهاية هذا الاتفاق ستكون سعيدة ونشكر كل الذين بذلوا الجهود طيلة العقد الماضي للتوصل الى هذا الاتفاق، مؤكدا أن القرارات التي اتخذت مصيرية وتمكنا من حل الخلاف القائم منذ 10 سنوات.وتابع ظريف كنا دائما نرى أنفسنا أننا مسؤولون أمام الأجيال القادمة، وأنجزنا اليوم ما كان يعول عليه العالم طيلة الفترات السابقة والمعطيات التي توصلنا لها لم تأت نتيجة جهد فردي وإنما جاءت بجهود جماعية مؤكداً أن اليوم هو يوم تاريخي ونعلن بفخر واعتزاز أننا توصلنا الى الاتفاق النووي.

وفي كلمة للرئيس الأمريكي باراك اوباما بشأن حصيلة المفاوضات النووية بين إيران والدول الست، وصف أوباما المحادثات بأنها كانت واضحة وشفافة لتحقيق الأهداف التي رسمت من قبل، مشيراً إلى أن مجلس الأمن الدولي سيصادق على الاتفاق مع إيران.

أوضح أن المجتمع الدولي يدعم الاتفاقية مع إيران، مبيناً أنه على الكونغرس دراسة بنودها، قائلاً إن الاتفاقية النووية مدعومة من قبل المجتمع الدولي وهي جيدة بالنسبة للجميع.وأضاف أن الاتفاق النووي سيسمح للمفتشين الدوليين الوصول إلى بعض المواقع الإيرانية، مؤكداً رفع الحظر إذا التزمت ايران بالاتفاق.وأشار إلى أن الأمور ليست كما كانت في السابق بعد الاتفاق النووي بين إيران والسداسية، مضيفاً: لقد تغيرت الأمور بعد الاتفاق ولم تعد إيران تتحرك وفق الضغوط السابقة.

وصرح الرئيس الأميركي أن استخدام القوة العسكرية يتعارض مع المصلحة القومية الأميركية "كما أنني أرفض ذلك"، وقال: ليس من المسؤولية أن يتراجع الآخرون عن الاتفاقية بين إيران والسداسية.وقال أوباما: كان لدينا عداء مع إيران طيلة الـ35 عاماً الماضية ولكن اليوم تغيرت الأمور لا ينبغي علينا الدخول في نزاعات، كما أن الوقت غير مناسب لذلك.

وأضاف أن البرنامج النووي الإيراني "شفاف وسوف ننتظر النتائج". مؤكداً أن الاتفاقيات السلمية هي التي جعلت العالم أكثر أمناً "ونحن لا نبحث عن الأزمات."

وفي نفس السياق قال  وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريح أدلى به اليوم الثلاثاء في ختام اجتماع وزراء خارجية مجموعة "5+1"، بشأن حصيلة المفاوضات حول القضية النووية الإيرانية،  إنه عامل صحي بالنسبة للوضع في الشرق الأوسط بشكل عام.

وأعرب لافروف عن أمله في أن يساعد هذا التطور في عقد مؤتمر دولي خاص بتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.وتابع في مؤتمر صحفي مقتضب عقده على هامش المفاوضات النووية التي اكتملت الثلاثاء 14 تموز في فيينا، أن الجانب الروسي ذكّر الأميركيين بتصريحاته السابقة الداعية لعدم تطوير الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا في حال التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، مضيفا أن موسكو تنتظر ردا على تلك الملاحظات من واشنطن.