دام برس _ ريتا قاجو :
لعلّ البعض يقول أن الحديث عن شرعية الحكومة في اليمن من عدمها، أمر داخلي يمني يدخل في سياق عاصفة الحروب التي تشهدها المنطقة ولسنا بصدد الحديث عنه والوقوف مع طرف ضد آخر، لكن بغض النظر عن انتماء الشرعية لصالح أي من الأطراف المتنازعة ، الذي يثير الدهشة والاستغراب وربما " الاشمئزاز" أن تستمر دول الخليج بلعب دور عرّاب الحقوق والديمقراطيات والشرعية في الوطن العربي، وهي النقيض الأكبر لكل تلك الشعارات البراقة.
وتستمر دول الخليج بتفصيل المواقف على مقاسها، في سوريا دعموا الإرهاب في وجه الجيش السوري وقيادته الشرعية وسموا تلك الغوغاء والمؤامرة "ثورة" ،  أما في البحرين واليمن أصبحت تلك الحكومات شرعية وممثلة حقيقية لإرادة الشعوب ووقفوا معها ضد الحراك الشعبي! .
يوسف المهابي شاب يمني، مقيم في دبي ، يؤكد لدام برس أن غارات السعودية وحلفائها لا تصب في مصلحة الشعب اليمني، بل عدوان فاضح، يذكر بالعدوان السعودي على الشعب البحريني، ويدخل في سياق  خدمة السعودية لأجندة الدول الاستعمارية في المنطقة.
ويضيف يوسف الذي وصف هذا العدوان بلعبة مكشوفة محضرة مسبقاً : " منذ  أن اشتعلت نيران النزاع في بلادي لزمت الصمت حيال كل المواقف السياسية ، مع أنني أملك وجهة نظر واضحة، لكن الدمار والقتل والقاعدة الوهابية جعلتني أترفع عن ممارسة السياسة ليصبح جلّ خوفي من عدوان عربي على بلادي العربية كنت أعرف مسبقاً إلى أن أين سنصل ! "
السعودية وحلفاؤها يقصفون ويدمرون، وجميع المصادر الإخبارية تتحدث عن قتلى وجرحى من المدنيين، إضافة إلى أضرار كبيرة بالبنية التحتية، ولعلّ ذلك يشابه إلى حد كبير ما تفعله دولة عدوة لدولة أخرى، فتستحضرنا صورة العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، والاحتلال الأمريكي للعراق، مما يجعل الحديث عن أي مصلحة لليمن وشعبها من هذا العدوان " كذبة" كبيرة ، تدخل في عداد الألاعيب والمؤامرات المحاكة في المنطقة ! .
ومن جديد " ينتفض" أوباما ليقدم الدعم اللوجيستي لغارات التحالف، من إجل إنقاذ الحكومة  " الشرعية " في اليمن ، كما دعم " المعارضة المعتدلة" التي قتلت وشردت الملايين في سوريا !
وتستمر الازدواجية في المعايير، والمستفيد الأول والأخير من كل ما يحدث من المحيط إلى الخليج الطفل المدلل للبيت الأبيض " إسرائيل" !!