دام برس :

لا تزال أوكرانيا تمثل عقدة لدى العديد من الدول الأوربية، وما تمثله من أهمية بالنسبة إلى روسيا، فعلى إثر تلك العلاقات، يرتفع صيد العقوبات ضد موسكو، أو ينهار، ومؤخراً، قرر وزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف إنشاء قوة جديدة على الحدود مع روسيا، وهذه الدول هي فرنسا وألمانيا وايطاليا وإسبانيا وبريطانيا وبولندا، وافقوا على المشاركة في هذه القوة التي ستنتشر في غضون أسبوع في حالات الأزمة.

هذه القوة، والتي تتألف من كتيبة برية قوامها نحو خمسة آلاف رجل، أكد من بعدها حلف الناتو، أنها لا تمثل تهديداً لروسيا، إلا أن ّالعكس هو الصحيح، وهو ما أشار إليه المندوب الروسي الدائم لدى الناتو ألكسندر غروشكو؛ حيث أكد أن تعزيز قدرات حلف شمال الأطلسي على الحدود مع روسيا في شرق أوروبا، ما هو إلا محاولة للضغط على موسكو، مشيراً إلى أنّ الرد الروسي سيكون مناسباً.. فما هو هذا الرد، وما أشكاله؟

قبل يومين، عملت كل من فرنسا وألمانيا، على حل سلمي للأزمة الأوكرانية، والتوصل لاتفاق مع روسيا، بشأن الموضوع، ولكن، وكما جرت العادة، لا تزال الإدارة الأميركية تحاول ضبط أوروبا على إيقاع واشنطن، ويعمل الرئيس الأمريكي على استهداف روسيا، عبر محاصرتها ضمن محيطها الأوراسي، لكن، هذه الخطوة، يمكن أن تكون ورقة ضغط بيد روسيا نفسها، وبالتالي من حيث لا يعلم أوباما، سيكون ضمن نطاق خطر تمدد الأزمة الأوكرانية على أوربا وأمريكا، ما يعني تفشي الخطر والانقسام بين تلك الدول حول الأزمة الأوكرانية، ويزيد "الطين بلة عليهم"!

وضمن احتمالات الرد الروسي، لا بد من التعريج على موضوع انهيار العملة الأوكرانية "الهريفنا" إلى أدنى مستوياتها مقابل الدولار الأمريكي رغم رفع المصرف المركزي الأوكراني معدل الفائدة بأكثر من 5% دفعة واحدة.، وبالتالي تعكس هشاشة العملة الأوكرانية مشكلات الاقتصاد وإمكانية تخلف البلاد عن سداد ديونها إن لم يسعفها الدائنون بقروض جديدة، ما يضع أوكرانيا، مجدداً أمام "خانة اليك" الروسية، ويربك قادة دول أوربا الشرقية، من جديد، وبالتالي ما عليهم سوى غما الخضوع على روسيا من اجل إعادة انتعاش الاقتصاد في أوكرانيا، أو الوقوع في المزيد من الديون، و بالتالي ستكون أوكرانيا أمامالعجز عن السداد، ولن يفيدها التمسك بطوق النجاة الأخير لها، وهو صندوق النقد الدولي الذي ما تزال بعثته تعمل في كييف من دون التوصل إلى اتفاق حول منح شريحة جديدة من برنامج الدعم المعروف بـ "ستاند باي" حتى الآن!.

على ما يبدو، فقد فضلت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول أوروبا طريق المواجهة مع روسيا بدل الشراكة المثمرة معها، كما قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، لكن، الأكيد، أنّ صعوبات عدة ستكون في طريق هذا التوتر، وتلك المواجهة، ستؤكد في النهاية أنّ موسكو هي طريق النجاة الأخير لأوكرانيا، ومن خلالها فقط!.

عربي برس - ايفين دوبا