الإرهاب حط في باريس، فتداعت الأجهزة الأمنية والاستخبارية لنشر ما احتوته تقاريرها من ملاحقات.. وما بدأته من استعدادات، وخرج مسؤولوها في تصريحات يشتم منها العجز والتردد والخيبة والخوف من الآتي.

وإسنادا لفرنسا التي وضعت يدها في اليد الأمريكية لدعم العصابات الارهابية.. قرر وزراء الداخلية الاوروبيين التلاقي في بروكسل وربما في باريس بحضور ومشاركة وزير العدل الأمريكي لتدارس الوضع الخطير، وهو لقاء ستعقبه قمة في الثاني عشر من شباط القادم للغرض نفسه.

وتستمر اجتماعات الأزمة، وتتواصل الاستعدادات الأمنية، وهذا لن يتتوقف رغم مصرع منفذي الهجمات في باريس.

مع الهجوم العنيف على مكاتب الصحيفة الفرنسية تبودلت التقارير الأمنية، وخرجت سجلات التعقيب من الأدراج، وكلها اشارت الى أن المهاجمين كانوا تحت الرقابة المشددة، هذا ما أوضحته فرنسا وأمريكا، فلماذا اذن نجح المهاجمون في توجيه الضربات المؤلمة للأهداف الفنرسية، وهذا في حد ذاته ، يحتمل تفسيرين، الأول، وجود خلل واسترخاء الأجهزة الأمنية الفرنسية، والثاني، له معاني أخرى، يستفيد منها اليمين الفرنسي لمواصلة الاساءة للاسلام والمسلمين فكان صحفيو الجريدة الفرنسية ضحايا التفسير الثاني، لكن، بعد أن قتل المهاجمون، فان هذا التفسير سيظل غامضا، الى أن يتم الكشف عنه، بطريقة أو أخرى.

وتقول دوائر دبلوماسية لـ (المنــار) أن الارتداد الارهابي اجتاز الحدود ووصل الساحة الاوروبية، وهذا يعني الكثير ويتطلب مواقف وردودا سليمة شجاعة، مصحوبة بنوايا سليمة، وفي مقدمتها ، وضع برامج جديدة لمكافحة الارهاب، تكون بدايتها، وقف الدعم الاوروبي الأمريكي الخليجي للارهاب، وعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري،  والتعاون الحقيقي الجاد مع الدولة السورية، التي أثبتت قدرتها على مكافحة الارهاب، والتوقف عن ضخ الأسلحة وامال والمرتزقة الى الاراضي السورية، بل العمل مع دمشق لاجتثاث هذا الارهاب، هذا اذا كانت حكومات أوروبا وأمريكا معنية بحماية شعوبها وتجنيبها ويلات الارهاب وفكره المتطرف، فالارهاب هو نفسه، وله نفس المخاطر في أوروبا أو في سوريا.