تصعد حركة حماس من تصرفاتها المناقضة لاتفاق الوحدة الوطنية في غزة، رسائل التهديد التي وصلت إلى أعضاء حكومة الوفاق الوطني كانت تشير إلى أخذ الموقف باتجاه التهديد المباشر للحياة، و فيما كانت نص الرسالة التي وصلت إلى الهواتف المحمولة للوزراء يصف الحكومة بـ «عصابة عباس» فقد حملت الوزراء مسؤولية ما يعانيه القطاع من أوضاع معاشية صعبة، و رد قيادة حركة حماس على الوزراء الذين وضعوهم بالصورة، كان مؤيداً للرسائل إذ كان الرد « لا نملك العدد و العدة و لا القدرة أن نحميكم من المتضررين من سياسة حكومتكم ولا نتحمل مسؤوليتكم».

 

و فيما أكدت مصادر مطلعة من قلب حماس أن عدد من الحمساويين قاموا بالتعرض لبعض قيادات فتح في قطاع غزة بشكل مباشر وأجبرتهم على خلع ملابسهم و قيل لهم ما حرفيته ” قولوا لمحمود عباس من هم حكام غزة الحقيقيين”.

 

و تشير المصادر إلى أن تصرفات قيادات حماس كانت بعيدة عن موافقة كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، والتي تفصل نفسها بالعمل المقاوم بقرار من قائدها “محمد الضيف” الذي يرفض التدخل في الترهات السياسية، إلا أن القيادات الحمساوية التي تستخدم عناصر شرطة غزة، وهم لا ينتمون للمقاومة، للممارسة تهديدها و الضغوط على الفتجاويين في غزة، و على ما يبدو فإن المكتب السياسي لحماس تتجه نحو المطالبة بفصل قضية غزة عن قضية الضفة الغربية، ليكون حل الدول الثلاث هو الأكثر تجاوباً من الدول الغربية.

 

القيادات الفتحاوية اتجهت نحو التهدئة، وحجبت ما تعرضت له قياداتها و الوزراء من تهديدات عن وسائل الإعلام، وكان القرار في مركزية فتح على ما يبدو الحفاظ على “شعرة معاوية”.

 

مصدر مطلع أوضح أن حركة حماس وبتوجيه مباشر من خالد مشعل ترفض تحول محمود عباس إلى بطل قومي لفلسطين، فما يقوم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس من توجه بضم فلسطين إلى المنظمات و المعاهدات الدولية يفضي إلى أن فلسطين تذهب باتجاه الاعتراف الرسمي بها كدولة مستقلة، وفي حال تمّ ذلك سيكون محمود عباس هو الأقرب للفوز بمنصب الرئاسة مرة أخرى في أي انتخابات وطنية فلسطينية، فالرجل سيكون قد حقق المعجزة التي عجزت عنها كل القيادات التي سبقته، و يستغرب المصدر أن يوصف محمود عباس بـ “بائع الوطن” فقط لأنه يصر على طرح جدولة لإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية، و أن يكون ثمة دولة فلسطينية معترف بها من قبل الدول و المؤسسات و المنظمات الأممية.

 

الموقف الحمساوي يدلل على دور قطري يلعب لصالح الكيان الإسرائيلي الذي بدأ يتخبط نتيجة الضربات الدبلوماسية الموجعة التي يتلقاها تباعاً من المؤسسات الدولية، فالاعتراف باستقلال فلسطين سيجبره على القبول بحل الدولتين من خلال قرار يصدر عن مجلس الأمني ينهي الاحتلال، ولن تقدر أمريكا على التمسك بالفيتو اللامنطقي مع وجود مزاج سياسي عام في الأمم المتحدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك بريطانيا، و بالتالي كانت الخطوة الدفاعية الإسرائيلية عبر قطر التي دفعت قيادة حماس للتصعيد مع حركة فتح، ليكون حل الدول الثلاث، وهذا ما سيعقد المسألة الفلسطينية ويجعل القضية الفلسطينية داخلية، بحيث تنشغل القيادة الفلسطينية في البحث عن موقف موحد داخلياً من خلال التوافق مع حماس، ليصار لاحقاً لطرح مشروع قرار الاستقلال في مجلس الأمن.