دام برس - متابعة : عمارابراهيم

الفارس الأخير .. الشهيد  فيصل أديب الجكر المعروف بأسد مطار منغ ...

قدم الجيش العربي السوري في تصديه لمحاولات الإرهابيين القادمين من وراء الحدود الكثير من خيرة شبابه وأبطاله للحفاظ على استقلال وكرامة الوطن السوري على امتداد الجغرافية السورية

حكايات تروى لأجيال قادمة عن رجال عاشوا بكرامة واستشهدوا كشجر السنديان وهم واقفون في أرضهم شامخون شموخ الشمس في سماء الوطن

وفارسنا اليوم هو أسد مطار منغ كما لقبه رفاق السلاح, فضل البقاء مع رفقاه في المطار المحاصر منذ أشهر  وهو الذي كان يردد عبارة مشهورة بقي رفاقه الناجون يرددونها من بعده وهي أن الوطن أهم من الضيعة وأهل الضيعة.

منذ بدأ حصار المطار، حاول المسلحون التواصل مع من يظنون أنّ انشقاقه أمرٌ وارد، وكان التواصل عبر اللاسلكي حصراً  لطالما كان فيصل أحد المعنيين بهذه المحاولات؛ لأنهم يعرفون الكثير عنه وعن أهله في مدينته القريبة.

في قصّة الانسحاب من المطار، التي تداولتها وسائل الإعلام بلهفةٍ عارمة، ذُكر أنّ مجموعةٌ من المقاتلين وصفوا بـالفدائيين بقيت لتغطية انسحاب بقية المجموعات المتوزعة على أرض المطار الواسعة.
أصرّ "الجكر"_بحماسته المشهودة_ أن يكون ضمن هذه المجموعة، ووعد أصدقاءه باللحاق بهم بعد تأمين الانسحاب مباشرةً.
كان لا بُدّ من تغطيةٍ حثيثةٍ للانسحاب، فالهجوم كان كبيراً جداً، والتراجع دون غطاءٍ ناريٍ هو انتحارٌ صرف.

هتافات بلهجة عربية فصيحة وهجينة كانت تُطلق كلّ فينة وفينة،وبطش السلاح المتطرّف يُخيّم على الأرواح هناك.
رغم ذاك كلّه.. شهد جميع أهل القرية أنّ الشاب العشرينيّ كان يجهد ليرفع رأسه طوال دقائق اقتياده في الأزقة والحارات، وكأنّهُ يحفظ للمدينة كرامتها..أويستذكر تفاصيل جدرانها وألوان أبوابها للمرة الأخيرة، ويتأمّل ما تغيّر منذ فارقها قبل قرابة السنتين.

ويبدأ احتفالٌ جنونيٌّ بالتشفي من الجسد الفتيّ، ورصاص عشرات الأسلحة الأوتوماتيكيّة تفتك به.
لم يترجلّ الشاب عن موقفه، ولم يطلب الرحمة أو يستعطف أحداً، لم يناشد أقربائه حتى..
يحكــــــي أهلُ القريـــــة أنّهُ كان يزدري جلاديه ويصيح فيهم حين يدفعونه بأعقاب البنادق، وأنّهُ كان ينظر في أعين الجميع وهو مسندٌ إلى ذاك الحائط.

وقد وضعت صورة الشهيد وهو مكبل  الأيدي بين قاتليه  فخرا بموقف الفارس ونظرته الشامخة التي تحدت كل إرهابيي العالم ممن جاؤوا لقتل الوطن وكل مافيه

هؤلاء هم فرساننا...لا يتراجعون عن موقفهم..فكيف الحال إن كان موقفهم الوطن وعزة الوطن وكرامة الوطن