دام برس - فراس رحمة :
في تجربة إنسانية فريدة أقامت المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة - آمال عرضا مسرحيا لأطفال اضطراب طيف التوحد بعنوان "وجهان" قدمه الفنان أيمن زيدان على خشبة مسرح الحمراء بدمشق أمس وسط حضور جماهيري حاشد.
وسبق العرض المسرحي فيلم وثائقي قصير عن طبيعة أطفال التوحد قبل ظهورهم على خشبة المسرح في الوجه الآخر مما يعكس الطريق الشاق للوصل بهم لأن يظهروا بشكل مختلف أمام الناس ومحاولة دمجهم وتفاعلهم مع المجتمع.
وفي حديث لدام برس وصف الفنان أيمن زيدان هذا العمل بالحالة المذهلة نظرا للخطوات المعقدة التي بذلت من أجل أن يصل الأطفال إلى ما شاهدناه.
وأكد زيدان دعمه لهذا العمل ليس فقط لمهمته النبيلة بإدماج هؤلاء الأطفال المصابين بالتوحد اجتماعيا، وإنما أيضا لكون المسرح يمكن أين يكون واحدا من الحلول والوسائل والطرق التي ممكن أن تخفف هذا المصاب الشديد.
وأكد زيدان أنه لم يكن وراء صناعة هذا العمل، بل كان ضيفا لتقديمه وإشهاره وتسليط الضوء عليه، مضيفا أن هذه فرصة لنرفع القبعة للأبطال الذين بذلوا كل هذا الجهد من أجل الوصول إلى ما شاهدناه.
من جانبه مدرب الدراما في منظمة آمال نجيب الحبال أشار إلى أن هذا العمل هو نتاج سنوات من خلال العمل على منهاج دراما يلائم الخطة التربوية للطفل بخطوات صغيرة، مضيفا أن "وجهان" تم العمل عليه منذ ثلاثة أشهر وجاء نتيجة تعب وجهد كبيرين نظرا لخصوصية طفل التَوحد وتعامله مع عناصر المسرح من إضاءة وموسيقا وصوت وخشبة، حيث استطعنا أن نشاهد هؤلاء الأطفال ينتقلون على خشبة المسرح وحدهم دون مساعدة أحد، مشيرا إلى أن هذا العرض كان تتويجا لجهد كادر كامل ومراحل من الصبر والتعب.
وأكد الحبال أن هذا العرض المسرحي يهدف لإيصال رسالة تدعو للإيمان بأطفالنا لنرى حجم قدراتهم واستطاعتهم.
بدورها باسمة شاهين مديرة مركز التوحد بمنظمة آمال أشارت إلى أن شهر نيسان هو شهر التوعية باضطراب التوحد، وبما أن المسرح كان وسيلة للتوعية قدمنا هذا العرض كي نري العالم قدرات هؤلاء الأطفال الذين كل مرة نعمل معهم نتعلم منهم وهم حقا في كل مرة يفاجئوننا، مضيفة أننا لم نكن نحلم أن نشاهد 20 طفلا مصابين باضطراب التوحد على خشبة المسرح وحدهم بدون مساعدة.
وأكدت شاهين أن فكرة العرض هي من أجل تجربة رؤية أشياء غير مألوفة، وكسر النمطية خاصة أن هؤلاء الأطفال لا يشبهون الطفل الذي تعودنا أن نراه.
من جانبه تحدث عمار البري عن أنشطة المنظمة بشكل عام مشيرا إلى أنها أنشطة تفاعلية لدمج هؤلاء الأطفال في المجتمع من خلال التفاعل والتواصل مع الآخرين وتدريبه على ذلك. مشيرا إلى أن عرض "وجهان" عُرض سابقا في حمص وسيعرض بعد أسبوعين في اللاذقية وطرطوس.
الجدير بالذكر أن مركز التَوحد في آمال يعتمد على فنون الأداء المختلفة ومنهجيتها في دعم عملية التأهيل الخاصة بالطفل، وتسعى "آمال" للاستفادة من تقنيات المسرح للمساعدة في تحقيق أهداف الخطط التربوية الفردية للأطفال، وبعد أن تمت مواءمة منهاج الدراما ليتناسب مع قدرات أطفال المركز، أصبحت هذه التقنيات أدوات أساسية في تطوير الوعي والتعبير الجسدي والإدراك المكاني للطفل، وغيرها من العناصر التي تسهم في تطوير جوانب النمو المختلفة لدى الطفل.