دام برس- فرح العمار:

برعاية وزارة الثقافة ومكتبة الأسد الوطنية والهيئة العامة السورية للكتاب، وبالتعاون مع جامعة الجزيرة العربية ونادي شام الثقافي، أقامت مكتبة الأسد الوطنية إحتفالاً في يوم اللغة العربية.
ضم الإحتفال نشاطات ثقافية ولغوية وفنية متنوعة وضمت معرضاً لأمهات الكتب باللغة العربية ومخطوطات نادرة.
وفي كلمته خلال الإحتفال تحدث الدكتور ثائر زين الدين مدير عام للهيئة السورية العامة للكتاب عن أهمية اللغة العربية وقال:" أحييكم باسم السيد وزير الثقافة وأنقل لكم تحياته وتمنياته بأن ينجح هذا اليوم الحافل بالأنشطة من المعارض والمحاضرات وتوقيع الكتب، من أغرب المدهشات أن تنُبت تلك اللغة القوية وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحارى، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها وحسن نظام مبانيها".

وأضاف زين الدين:"إن النظر إلى اللغة كظاهرة إنسانية عقلية تمثل جبن الإنسان المتواصل في التعرف والإدراك ينزلها من اللاتاريخية إلى الواقع فتتطور بتطور الأنسان وترقى برقي أصحابها إننا نرفض أن تحنط لغتنا وتجمد في قوالب ثابتة مهما كانت تلك القوالب براقة وجذابة ستكون في المطاف الأخر سجوننا تسجن اللغة وتسجننا معها، لكن الحقيقة المتمثلة أمام عيوننا والمتمثلة بتراجع حضور هذه اللغة في أقطار وطننا نفسه وفي المحافل الدولية تجهر بغير ذلك ولا يغفل على العالمين بخصوص هذا الشأن تضافر عاملين حاسمين في تريد وضع اللغة العربية الأول هو عامل خارجي لانه يمكن باللغة أن تغزو لتحتل قلعة الهوية الثقافية واختراق سورها ونسفها من الداخل وما سورها المسيج الإ اللغة والغرب يترصد باللغة العربية فلسنا نزايد على حماس الضمير الواعي، ولقد غزت اللغة العامية المنابر جميعها من منابر إعلامية وسمعية وبصرية حتى في أبرز وأهم المؤسسات الثقافية والأخطر أنها وصلت إلى قاعات التدريب والجامعات وهذا خطأ كبير لذلك نحن نشدد على أهمية اللغة العربية وعلى تأثيرها بين الشعوب وأنها الهوية التي تعبر عن ثقافتنا".

أما رئيس جامعة الجزيرة الخاصة الأستاذ الدكتور عبد الرزاق شيخ عيسى فتحدث بكلمته عن مكانة اللغة العربية وما مرت به من ظروف وقال:" لا يخفى على أحد مكانة اللغة العربية الرفيعة بين اللغات بل هي أشرف اللغات وأكثرها تميزاً بما فيها من سحر، حسبها أنها لغة القرأن الكريم معجزة الله الخالدة وهي لغة حية مفرداتها عديدة ومادتها غزيرة أثبتت تجددها وحيويتها واستيعابها مفردات العصر وعلومه ومعارفه، ومرت على الأمة العربية عقود من الزمن عصف بأبناءها جعلهم هذا  في حالة من الضعف واللغة بدورها تتبع حالة أهلها فبدت عليها ملامح التقهقر والتراجع، ولعلى أخطر ما يهدد اللغة العربية إستخفاف أبناءها بها وهجرهم إياها فنجد كثيراً منهم يصرون على استعمال اللفظ الأجنبي ويتشدقون به برغم من وجود المرادف العربي وذلك من باب التباهي الذي لا طائل منه سوى الادعاء بالتحضر والمعاصرة، لا نقصد بذلك إهمال اللغات الأجنبية أو تهميشها فهي لغات العلوم والتواصل والحضارة بل نطالب أهلنا وأبناء وطننا أن يكون للغة العربية مكانة في النفوس لا تنازعها لغة أخرى، حالنا في ذلك حال شعوب العالم المتحضر".

وفي لقاء مع مدير مكتبة الأسد الوطنية الأستاذ إياد مرشد لدام برس تحدث عن الإحتفال وما تضمنه وقال:" هذه الفعالية تقام برعاية وزير الثقافة وتشارك فيها مكتبة الأسد الوطنية والهيئة العامة السورية للكتاب وجامعة الجزيرة الخاصة ونادي شام للقراءة، وهذه الفعالية ضمت العديد من النشاطات متنوعة بدأت بإفتتاح معرض يضم الكتب التي تتناول علوم اللغة العربية وأيضاً عرضناً ببلوغرافياً أعدتهُ مكتبة الأسد خاصةً بعلوم اللغة العربية  الموجودة في مكتبة الأسد، بعد ذلك بدأ حفل الإفتتاح بكلمات لممثلي الجهات المشاركة وكلمة راعي الحفل وزير الثقافة وأيضا معرض للرسومات التي تتعلق باللغة العربية، وأيضاً تضمنت الفعالية ورشات تدريبية وخاصة باللغة العربية كلغة تفاعلية ولغة للخطاب وهذه الورشات يشرف عليها أساتذة متخصصين ومشارك فيها طلاب الجامعات، وأيضاً كان هناك محاضرة للدكتور حسن الأحمد والدكتور ممدوح خسارة حول اللغة العربية إضافةً إلى وجود حفل لتوقيع الكتب وهناك محاضرات متنوعة وندوات كثيرة أعتقد أن البرنامج غني وحافل لهذا اليوم واللغة العربية تستحق منا كل الاهتمام ويجب أن نعمل جميعاً لإعادة الروح في اللغة العربية والتي هي لغة الحياة".

بدوره مدير نادي شام الثقافي تحدث لدام برس عن مشاركة النادي بالفعالية:" اليوم نحن متواجدون في الإحتفال باللغة العربية برعاية وزارة الثقافة، وتضم الإحتفالية عدة فعاليات مثل الندوات والمحاضرات بالإضافة لجلسات حوار عن اللغة العربية، وأيضاً معارض رسم بالإضافة إلى تواجد ورشات تدريبية على مدار اليوم وهي 11 ورشة عمل، ونحن وبالإضافة لجامعة الجزيرة من الجهات المنظمة للفعالية وكانت الفكرة عبارة عن تشاركية بين المجتمع الأهلي والجهات الحكومية على أمل أن هذه التجربة تعمم على جامعات أخرى بالإضافة لتجمعات أهلية أخرى لأن كل جهة تتميز بأسلوب عمل وشيء مختلف وهدفنا واحد وهو الإرتقاء بالمجتمع أكثر".

من جانبه الكاتب والباحث غسان كلاس أشار لدام برس عن أهمية هذه الإحتفالات وتأثيرها على وضع اللغة العربية وقال:" لا يختلف إثنان على أهمية اللغة العربية وفضلها وسموها وهي عنصر رئيسي من عناصر التكافل والتضامن العربي الذي يجب أن تكون أساس لكل ثقافة عربية، وأنها من العوامل الموحدة للشعوب العربية ويجب أن نعتز ونحتفي بها دائماً وليس إحتفالات شكلية وإنما احتفالات وممارسات فعلية لوضع هذه اللغة موضع التنفيذ في التواصل والإتصالات والتجارة والمدارس، وأيضاً يجب أن نصل إلى مرحلة أن لا يكون هناك فجوة بين اللغة العربية التي يتحدثها المرء في منزله وفي الشارع وفي المدرسة واللغة العربية الأصيلة ،ولا ريب أن هذه الإحتفالية تقام بالتعاون في ما بين الهيئة السورية للكتاب ومكتبة الأسد ونادي شام للقراء وجامعة الجزيرة هي تكرس جميع المعاني التي تعبر عن أهمية اللغة العربية ومن أجلها إنعقدت هذه الإحتفالية".