دام برس - رانيا مشوِّح :
على وقع الضحكات الخجولة تتراقص الريشة على أوراق الأحلام ، تبدع ، تعطي و تداعب نسمات الغد بكف الطفولة ، تغفو تحلم و تصحو على صدى ناقوس الحضارة الباقية ، أطفال سوريا كما بلادهم ينسابون في أزقة الحضارات ليلدوا تاريخاً قادماً محملاً بزاهي الخيال و الطموح . و انطلاقاً من هنا قامت وزارة الثقافة و برعاية السيد وزير الثقافة الأستاذ محمد الأحمد بالتعاون مع مديرية ثقافة الطفل بإقامة احتفالية ( أطفالنا يبدعون ) لتكريم الأطفال الفائزين في المسابقات الدولية و السنوية ( الأدبية و الفنية ) لعام ٢٠١٨ على خشبة مسرح الحمراء في دمشق .
افتتح الفعالية معاونيّ وزير الثقافة الأستاذ توفيق الإمام و المهندسة سناء الشوا ، هذا وقد صرح الإمام لدام برس قائلاً : اليوم نحتفل باحتفالية أطفالنا يبدعون و إقامة معرض متنوع للخط العربي التصوير الضوئي و الرسم ، هؤلاء الأطفال هم مستقبل سورية الذين سيرسمون المستقبل الثقافي و الاجتماعي و الاقتصادي بإذن الله ، أطفالنا مبدعون و يليق بهم الفرح و نحنا في وزارة الثقافة نضع يدنا بيدهم و نقدم كل ما بوسعنا لإنجاح الفعاليات الثقافية كافة في قطرنا الحبيب.
و عن كيفية تقييم و اختيار الأعمال تحدثت المهندسة سناء الشوا معاونة وزير الثقافة قائلة : نحن نختار أطفالنا بحسب لجان مختصة و يتم فرز الأعمال حسب تقييم المختصين بعد دراساتها ، و الفرصة متاحة لأوسع شريحة من الأطفال المبدعين .
و عن المسابقة تحدثت السيدة ملك ياسين مديرة ثقافة الطفل في وزارة الثقافة حيث قالت : اعتدنا سنوياً على تكريم الأطفال الفائزين في كل محافظات القطر ، و الهدف من ذلك تخفيف أعباء السفر عن أطفالنا ، الاختيار تم عبر لجان موثوقة و على عدة مراحل بحيث نرسل الأعمال ضمن رقم و بدون اسم و يتم الاجتماع ضمن كل مسابقة بحيث يتم اختيار أفضل الأعمال ،.
و أضافت : السيد الوزير مشكوراً ابتكر الجوائز التشجيعية للأعمال التي لم تحصل على مركز و تعامل معاملة الأعمال الفائزة بمركز من خلال الجائزة ، وزارة الثقافة هي الوحيدة في العالم التي تطبع كتب للأطفال ضمن مطبوعات وزارة الثقافة و منشورات الطفل - الهيئة العامة للكتاب و تعامل معاملة الكتب لكبار المؤلفين من ناحية الإخراج الفني و الرسومات و هذه من أكثر الحوافز المشجعة للأطفال .
أما عن المعايير المعتمدة من قبل لجان انتقاء الأعمال المشاركة حدثنا الأستاذ قحطان بيرقدار رئيس تحرير مجلة أسامة و أحد أعضاء لجان التحكيم في المسابقة : اطلعت على نصوص الأطفال في الشعر و القصة و المقال و لاحظت من خلال هذهالنصوص أن الطفل السوري قادر على العطاء و الإبداع و ملّم تماماً للظروف المحيطة به و مدرك للموضوع الذي يعالجه و لقد اعتمدت بعيداً عن المعايير الفنية على الصدق الفني الموجود في النص و أن الطفل هو من كتب هذا النص و لم يستعن بمصدر خارجي.
و بدوره قال الأستاذ محمود سالم رئيس جمعية أصدقاء الكاميرا و أحد أعضاء لجان التحكيم في المسابقة قال : هذه مسابقة سنوية تقيمها وزارة الثقافة في كل عام و دائماً هناك جديد في كل مسابقة ، هذه المسابقة للأطفال من عمر الثماني سنوات في كل مجالات الفنون ، الأطفال مواضيعهم غالباً ملامسة للواقع الذي يعيشون فيه و قد لاحظنا ذلك من خلال أعمالهم ، لوزارة الثقافة فضل كبير لتحفيز المواهب لدى الأطفال للإبداع.
كما تحدث عن كيفية اختيار الأعمال المشاركة من كافة المحافظات الأستاذ نضال قصاص أمين سر مكتب الفنون المركزي لمنظمة طلائع البعث : في كل عام بالتعاون مع وزارة الثقافة تقام مسابقات و نخبر بدورنا الفروع لاختيار اللوحات المتميزة و يرسلوها لمكتب الفنون الجميلة في المنظمة و تقوم لجنة بإنتقاء الأعمال المناسبة و من ثم نرسلها لوزارة الثقافة بحيث يتم التنسيق بيننا و بينهم .
أما عن رأي الأطفال المشاركين فقد حدثنا الطفل ذو الإحدى عشر عاماً نبال الطويل من محافظة السويداء الحاصل على جائزة دولية من دولة اليابان بمجال الرسم : شاركت بلوحة رسم بالباستيل الزيتي ، حصلت على المركز الثالث و أنا سعيد جداً لأنني مثلت سورية و أنا فخور بوطني و أتمنى أن يكون وطني فخور بي أيضاً.
كما قال الطفل مجد الزاقوت - ثلاثة عشر عام : شاركت بلوحة عن الطبيعة بالباستيل الزيتي ، هذه المسابقة الأولى لي في وزارة الثقافة و حصلت على المركز الثاني و أنا سعيد جداً لأنني تكرمت من بلادي التي أحب و أفخر .
و لهذه المواهب السند الداعم و اليد المشجعة و المعطاءة و من هنا كان لنا حديث مع بعض من أهالي الفائزين حيث كلمتنا السيدة لمى منذر والدة الطفل مجد الزاقوت : اكتشفت موهبته في عمر الست سنوات و تابعت معه في تنمية موهبته عبر الاعتناء به و تسجيله في معاهد للرسم حتى يطور من نفسه ، مجد شارك أيضاً في مسابقة نقابة الفنانين في احتفالية مكافحة المخدرات و نال جائزة .
و في نفس الإطار تحدث المحامي مروان الطويل والد الطفل نبال الطويل : ظهرت الموهبة لدى نبال باكراً من عمر ثلاث سنوات ، حاولنا العمل على تنمية موهبته من خلال المدرسة و أستاذ رسم خصوصي ، شارك في عدد كبير من المسابقات و منها مسابقة اليابان عن طريق منظمة طلائع البعث في محافظة السويداء ، على الأهل رعاية و توجيه أطفالهم الموهوبين و المحافظة على مورثاتنا التي تقول عل قدر ما تعمل على نفسك على قدر ما تحقق إنجازات و نجاحات تصل من خلالها للمستقبل.
تصوير : تغريد محمد