دام برس - نور قاسم :

بحضور رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس ، عقد اجتماع في بناء وزارة الثقافة بمشاركة كل وزير الثقافة السيد محمد الأحمد ووزير الإعلام السيد عماد سارة ووزير التربية السيد هزوان الوز، ومعاوني وزير الثقافة ومستشاريه بالإضافة إلى مدراء مديريات الثقافة المختلفة.
دار خلال هذا الاجتماع نقاش حول الوضع الثقافي وسبل تطويره والعمل على تفعيل الحراك الثقافي وإظهاره بشكل أكبر وتم طرح العديد من الاقتراحات.
قام وزير الثقافة في بداية الاجتماع باستعراض عمل وزارة الثقافة منذ تشكل الحكومة من حوالي شهر ونصف إلى الآن، وأيضاً استعرض المعيقات في الوزارة، ومن ضمن الإنجازات التي استعرضها: ( إقامة دورتين كبيرتين لمعرض الكتاب، إقامة وزارة الثقافة مهرجانات ثقافية للمرة الأولى في حياتها، إنجاز قانون الآثار وحماية التراث الأثري، العمل على إعادة كبار المخرجين المسرحيين إلى المسرح، العمل على أرشفة ما تعرضت له سورية خلال الحرب، إطلاق المشروع الوطني للترجمة والكتاب الناطق.... إلخ).
وبعض العقبات التي ذكرها وزير الثقافة خلال الاجتماع هي: (ضرورة صيانة دار الأسد للثقافة والفنون، ضرورة إعادة افتتاح المراكز الثقافية التابعة لسورية خارج القطر وخاصة في باريس والبرازيل، حل الإشكال القائم في إدارة الأجهزة الثقافية المحلية بين وزارتي الثقافة والإدارة المحلية).
ومن الخطط التي ذكرها وزير الثقافة للعمل عليها في العام الحالي: (معرض كنوز التراث السوري الأول وسيعقد بسوية عالمية، إقامة مهرجان تشكيلي أول، إطلاق مشروع عاصمة الثقافة السورية، إحداث المعهد العالي للسينما، ترميم متحف ومواقع أثرية في حلب وتطوير متحف قلعة دمشق، تنفيذ إصلاح إداري شامل لوزارة الثقافة لتطوير الموارد بشرية والبنى التحتية).
أصغى رئيس الحكومة المهندس عماد الخميس لكل ما تقدم به وزير الثقافة وكافة من ألقى مداخلاته في الجلسة مؤكداً أن الأهم في هذه المرحلة بناء الإنسان وتنمية ثقافة الفرد بشتى السبل، مشيراً أن سورية ذات إرث ثقافي عظيم يجب المحافظة عليه والعمل على إبرازه.

ولفت م. خميس إلى ضرورة إعداد دراسة فورية للبنى التحتية في دار الأسد للثقافة والفنون للعمل على صيانته بأسرع وقت وتابع م. خميس قائلاً: "بالنسبة لباقي البنى التحتية من دور سينما ومراكز ثقافية وغيره فهذا سوف يتم العمل عليه على مراحل، فنحن غير قادرين من الناحية المادية دفع الكثير من المليارات دفعة واحدة ولذلك سوف يتم العمل على البنى التحتية ولكن على عدة سنوات، والأولويات ستكون لكافة البنى التحتية الخدمية التي سيتم نشر الثقافة من خلالها".
وأكد م. خميس أن الآثار يعتبر إرث ويجب المحافظة عليه، وعلى ضرورة الاهتمام بالكتاب والنظر في سبب تدني المثقفين عما قبل الأزمة.
وأشار م. خميس إلى العمل على إيجاد آلية لإعادة المراكز الثقافية في البرازيل وباريس لإعادة صوت سورية بشكل أقوى وأكثر أثراً في أوروبا....
بالإضافة إلى ذكر العديد من الأمور التي سيتم العمل على تطويرها في الشأن الثقافي في الفترة القادمة.
وفي تصريح وزير الثقافة السيد محمد الأحمد لوسائل الإعلامية قال: "عرضنا لسيادة رئيس مجلس الوزراء ما تم تحقيقه منذ أن شكلت الحكومة في 30/7/2017 إلى يومنا هذا، ولا بد من الإقرار بدعم الحكومة الذي تجلى من خلال نسب زيادة في أغلب المديريات التابعة لوزارة الثقافة بنسب 40 و 50 و60%، تحدثنا عن المشاريع الهامة وإحداث صالات سينما، وأيضاً عن المشروع الحلم وهو متحف الفن الحديث".

وأشار الوزير الأحمد أن رئيس مجلس الوزراء رجل عاشق للثقافة وهو يعتبر أن العمل الثقافي هو العمل الذي يبني الإنسان قبل أي أمر آخر ولهذا تم وضع لجنة التنمية البشرية والنهوض بالثقافة قبل باقي المهام الأخرى من اقتصاد وخدمات وما إلى هنالك.
وأكد الوزير الأحمد بأنه من خلال هذا الاجتماع تم إطلاق بعض المشاريع التي كانت متوقفة والتوصل إلى آلية حلول للعديد من الأمور، مشيراً إلى أن التطرق إلى المطالب سوف يكون حسب الأولويات وحسب الحاجة للعمل الثقافي.
من جهته معاون وزير الثقافة السيد توفيق الإمام عبر عن سعادته بزيارة رئيس مجلس الوزراء لمبنى وزارة الثقافة، ولفت إلى أهمية هذا الملتقى الذي تم من خلاله عرض العديد من المشاريع الثقافية التي تتعلق بعمل المؤسسات الثقافية سواءً في العاصمة دمشق أو في باقي المحافظات.

وأضاف الإمام قائلاً: "هناك توجيه بإعادة ترميم المراكز الثقافية في المناطق التي قام بتحرير الجيش العربي السوري، بالإضافة للعديد من المشاريع التي تخص السينما والمسرح".
بدوره مستشار وزير الثقافة السيد محمود عبد الواحد قال : "نحن سعداء بزيارة رئيس مجلس الوزراء لوزارة الثقافة، وهذا ليس غريباً عليه فمتابعته الدؤوبة لكافة الوزارات تثير دهشتنا، وقد أصغى لما تم عرضه في الاجتماع باهتمام شديد مبدياً ملاحظات وتقييم للواقع الحالي للوزارة، ووعد بأن يساهم على تحقيق أشياء كثيرة مما نخطط لفعله".

ولفت عبد الواحد إلى أهمية عقد مثل هكذا اجتماع لطرح العديد من القضايا والمشاكل والأفكار، مشيراً إلى أن كل ذلك يصب في مصلحة الوزارة وبالتالي مصلحة الوطن.
وفي الهامش كان هنالك مداخلة لدام برس بالسؤال حول إمكانية إقامة قناة تلفزيونية متخصصة للأطفال و التركيز فيها على البرامج الكرتونية الهادفة بدلاً من البرامج الكرتونية التي تأتي مستوردة إلى أطفالنا لا تحمل أي خصال هادفة، وعن إمكانية تكريس التعاون بشكل أكثر بين وزارتي التربية والثقافة للدخول إلى المدارس من خلال إقامة مسرحيات تعليمية هادفة؟ أجاب وزير التربية السيد هزوان الوز بالقول: "هنالك فكرة سنقوم بها نحن ووزارة الإعلام بتخصيص ساعات بث محددة للأطفال في قناة التربوية السورية، لا أن تكون فقط برامج تعليمية وذلك لزيادة نسبة المشاهدة، وفيما يتعلق بالتعاون بين وزارتي الثقافة والتربية الآن يوجد توقيع مذكرة تفاهم بين الوزارتين، خاصةً أننا نملك في مدارسنا مواهب لا حصر لها لا بد من تعزيزها وتنميتها ولا بد من تفعيل مسرح الطفل بصورة أكبر ويجب أن يكون هناك نشاطات أكثر وخاصةً أن آخر
أن آخر نظرية تربوية هو مسرح التعليم، لذلك يجب أن يكون تعاون أكثر مع وزارة الثقافة، فالتعاون قائم ولكن لا بد من تفعيله".
كما زار رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس معهد صلحي الوادي واتطلع على أقسام والدورات التي يقوم بها ودوره في تعزيز المنظومة الثقافية بين الأجيال الناشئة واستمع من القائمين إلى شرح عن آليات العمل والمعوقات وحضر المهندس خميس عدداً من المقطوع الموسيقية والأغاني التي قدمها الطلاب في المعهد من مختلف المجالات الموسيقية معرباً عن تقديره للمستوى المتميز.