دام برس - هنادي القليح :
أوضح الدكتور صفوان القربي عضو مجلس الشعب في محاضرة ألقاها في كلية طب الأسنان بدمشق ظهر اليوم  "بعنوان المشروع الوطني للإصلاح الإداري وفقاً لتوجيهات رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد " أن الضعف في الإدارة  هو بالدرجة الأولى ضعف في الأشخاص و تحدث عن ضرورة وجود أدوات جديدة لمحاربة الفساد و المحسوبية و الحزبية و العشائرية و غيرها من الأمور التي وصفها "بالأمراض المزمنة " مؤكداً أن هذه الأدوات بحاجة لقراءة جديدة للواقع .
و كانت الأداة الأولى التي تحدث عنها القربي هي "مركز القياس و الدعم الإداري "الذي يعنى بالتوصيف الإداري و قياس الأداء أما الأداة الثانية فهي" أداة خاصة بالأداء الإداري" و هي تهتم بمتابعة عمل الوزارات بينما كانت الأداة الثالثة التي أوردها "مركز الموارد البشرية "الذي يضع خارطة الموارد البشرية .
و في ضوء الحديث عن أداء الوزارات رأى القربي أن أداءها ما زال متواضعاً و أن قراءة الغالبية لخطاب السيد الرئيس حول موضوع الإصلاح الإداري بأنه قضية الفيميه فقط و الذي يشكل نقطة صغيرة في بحر مشروع ضخم و هنا تتجلى قراءتنا المتواضعة لهذا المشروع  وشدد القربي على ضرورة التعاون بين جميع الأطراف في المجتمع و عدم إلقاء المسؤولية كاملة على الدولة بعيداً عن "التلميع الظاهري فقط " و الذي يقوده بعض أفراد الحكومة المغيبين عن القرار على حد وصفه و ركز على أن هذا الإصلاح يجب أن يشمل القطاعين العام و الخاص .
و كان للإعلام الذي أشار إليه السيد الرئيس في خطابه نصيب في حديث القربي حيث قال " أن الإعلام هو وحدة قياس لقراءة الكسل الإداري و جودة العمل "و وجد أن الفرصة الآن ذهبية للإعلام ليرتقي مشيراً إلى أن الإعلام لا يجب أن يقتصر على تحديد النقاط السلبية فقط بل يجب أن يكون له دور الرقيب أو ما سماه " بالإعلام الاستقصائي " الذي يجب أن يكون عنوان الإعلام  في المرحلة القادمة مشدداً أيضاً على ضرورة إطلاق يد الإعلام أكثر و منحه الحرية كجهة رقابية في المراحل المقبلة .

الإصلاح الذي تحدث عنه القربي و شرح أدواته يجب أن يبدأ من قمة الهرم و أن المحاسبة يجب أن تطال الجميع بغض النظر عن مناصبهم على حد قوله كما أورد القربي في حديثه محور أساسي و هو التغيير و الذي ترفضه الأغلبية و معظم رافضيه ممن هم في موقع القرار و السبب إما لأنهم مستفيدين من الواقع الحالي أو أنهم في منصب وظيفي منتهي الصلاحية أما العامل البشري فقد وصفه القربي بأنه بيت القصيد في محور الإصلاح الإداري و وصف ثقافة العمل " بالمتخلفة " التي تعاني من ترهل إداري كبير بالإضافة للفساد الناتج عن هذا الترهل الإداري .
في معرض الحديث أشار القربي إلى البيئة التشريعية التي أصبحت قديمة جداً إذ لابد من إعادة النظر بها اذ أنها تعطي راحة كبيرة للعامل و تغذي عنده الرغبة في تطوير الذات أيضاً و لتنظيم العمالة حصة أيضاً في محاضرة القربي إذ يجب التشديد على معايير قبول طلبات التوظيف عند طرح أي مسابقة جديدة للوصول لأقصى درجات الجودة و المثالية في العمل كما طرح القربي موضوع التقاعد المبكر لمنح فرص جديدة للعمل أمام الجيل الجديد و الكثير من الطروح تحدث عنها القربي و جلها يتحدث عن الفساد و تحسين أداء البنى التحتية للدولة كأهم الخطى في مشروع الإصلاح الإداري .

 و بتصريح خاص لدام برس أوضح القربي أن أهم أسباب الفساد هو تدمير جزء كبير من المنظومة الأخلاقية خلال الحرب على سورية وقال أنه لا بد من إحياء المفاهيم الأخلاقية التي هي الرادع الأول ضد الفساد .

يذكر أن القربي ألقى محاضرته بحضور نائب رئيس جامعة دمشق الدكتور عصام خوري و قيادات الفرق و الشعب الحزبية في الجامعة و عمداء الكليات في جامعة دمشق بالإضافة للحضور الطلابي من مختلف الكليات .