دام برس - نور قاسم :

الإعلام ركيزة أساسية وبنية هامة من بنيان التقدم ، ويمكن أن يكون سبباً في الجهل والتخلف ، فهو سيف ذو حدين .
من هنا كان اللقاء المفتوح الذي جاء تحت عنوان : الإعلام منصة العالم الذي أقيم في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق لتوقيع كتاب ( حق المواطن في الإعلام ) حيث تم فيه وضع الإعلام السوري بشكل خاص تحت المجهر لطرح مجموعة من التساؤلات والإشكالات حوله ، بحضور وزير الإعلام المهندس محمد رامز الترجمان ونائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد ، وكوكبة من النخب الإعلامية .
بحيث أكد وزير الإعلام أن الإعلام هو حق المواطن ولا بد من طرح القضايا التي تهمه ، وأن يجيب على كافة الاستفسارات التي تشغل باله.
وأشار بأن الإعلام هو الذي يصنع الرأي العام، فالإعلام مؤثر كبير سواء سلبياً أو إيجابياً، فهنالك نظرية تقول أعطني إعلام بلا ضمير أعطيك شعباً بلا وعي.
وأوضح بأن الإعلام السوري واجه ويواجه العديد من التحديات من كافة النواحي سياسياً ،عسكرياً ،ثقافياً ،اجتماعياً وفكرياً وقد أثبت قدرته على الوقوف في وجه كل هذه الفوضى.
مؤكداً على أن الإعلام في الفترة الأخيرة واكب جميع التغيرات على الأرض سواء ميدانية أو عسكرية أو اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، بالرغم من الإمكانات المحدودة التي تسجل لقطاع العمل الإعلامي.
ولفت إلى أن إعلامنا السوري أصبح حاضرا وبقوة ومصدر الخبر الموثوق فهو لا ينقل الخبر إلا عن التأكد منه وليس كما تفعل بعض الوسائل التي تنقل الخبر وثم تعتذر عن خطأه.
ولفت إلى أن الإعلام سوف يشهد في الفترة القادمة تطورا كبيرا، فهنالك الكثير من الخطط الموضوعة وهي قيد التنفيذ ، وقال: ثقوا تماما التغيير قادم وسوف نخرج الإعلام إلى مكان آخر ولكن قليل من الصبر.

بدوره المقداد في تصريح للوسائل الإعلامية أشار إلى أن العمل الإعلامي في سورية هو عمل تنموي توعوي.
وأكد بأن هذه المؤتمرات تعد نهجاً جديداً وصحيحاً لطرح كافة الآراء وملامسة واقعنا الإعلامي.
ولفت بأن عملية التطوير تراكمية وتحتاج إلى وقت، وبأن الإعلام الوطني يقوم بمهمته بكل شرف وأمانة وإخلاص لمواجهة التحديات التي يتعرض لها الوطن.
وأما المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون عماد سارة، أكد بأنه بفضل إعلامنا لم نخسر الحرب بل انتصاراتنا في ازدياد وليس كما ليبيا مثلا الاي سقطت إعلاميا قبل أن تسقط عسكريا وبالتالي انهزام دولتهم.

وأشاد بوقع الخبر على النفوس بحيث أعطى مثالاً لحلب التي تم الإعلان بأنها آمنة قبل بدأ المعركة الحقيقة فيها، وهذا أدى انعكاسها سلبا على الإرهابيين ومعنوياتهم وهنا يجب الاعتراف بقوة الإعلام السوري.
مؤكدا بأن الإعلام هو الذي ينشئ القرار ويغير المسار.
ولفت بأن الإعلاميين الذين كانوا خطوة بخطوة مع الجيش لينقلوا لنا الصورة بحرفية عالية هم مناضلون ويستحقون كل تقدير.
بدورها الدكتورة نهلة عيسى قالت بأن هنالك رغبة في تطوير الإعلام ولكن حتى الآن لا توجد إرادة كافية لهذا التطوير.
ولفتت بأنها مازالت متأملة ولم تيأس طالما أن هنالك من بدأ يسمع ويفهم وأدرك خطورة الإعلام، مشيرة إلى أنه من الممكن أن تكون السنوات القادمة شاهدة على تغيير ونأمل أن يكون إيجابي ملبيا طموحات الإعلاميين.

وعند استفسار دام برس عن سبب عدم وجود الإرادة برأيها للتطوير الإعلامي أجابت: ربما قلة الخبرة هي السبب أو قصور الرؤية.
ومن الجدير بالذكر أن وزير الإعلام قد أجاب عن كافة التساؤلات والطروحات التي اتسمت بالجرأة والشفافية بكامل المرونة متقبلا بصدر رحب جميع الانتقادات قاطعا عهدا أمام الجميع بمسيرة إعلامية متطورة ستنبت ثمارها عن قريب.