دام برس - مرتضى خليل محمد :
التنوع والتعددية مظهر من أهم وأوضح مظاهر الكون والطبيعة يدركه كل الناس فى كل العصور.. والحالة الإنسانية فى حد ذاتها برهان على هذا التنوع سواء فى اختلاف اللون أو اللسان أو حتى التنوع الظاهر فىالعادات والطباع.. والتعددية مبدأ وسنة أزلية فطر الله عليها جميع المخلوقات. هذا وتوجب التعددية التنوع ولا توجب الصراع، وتضمن للإنسان الحق والمسؤولية وتكافؤ الفرص فى كل الحقوق، فالقيمة الكبرى للتعدد هىالتنوع وليس الصراع والاستقطاب.وأهم أشكال التعددية فى مجتمعنا هى التعددية الدينية والسياسية، حيث أن تعدد الآراء والأفكار والرؤى وتنوعها وثراؤها حالة إيجابية رائعة يعرفها العقلاء والسياسيون النابهون وقادة الرأى فى مجتمعاتهم. ولعلنا نرى فىتاريخنا أن فترات التوهج الفكرى والعلمى والاستقرار ألاجتماعي كانت مع سيادة «التنوع» فى الأفكار والآراء. والعكس صحيح.. فكانت فترات الانتكاس والتأخر مع الضيق بالآخر والتضييق عليه.. سواء كان هذا الآخر دينياً أم سياسيا.
وتحت تحت عنوان «إدارة التعدد والاختلاف والتنوع في المجتمعات على أسس وطنية»، أقام المركز الثقافي العربي في «أبو رمانة» الملتقى الفكري في دورته الرابعة وذلك بإشراف الدكتور هاني الخوري وبمشاركة الدكتور أحمد الأصفر بمحاضرة عن «ميزات وأهمية التعدد والاختلاف القومي والعرقي والمذهبي والحضاري»،والدكتور اليان مسعد بموضوع «فلسفة إدارة التعدد والاختلاف»، و الدكتور زياد عربش الضوء على «إدارة التعدد تنموياً واقتصادياً ودوره في اللحمة الوطنية».
قال الدكتورهاني مندس من لبنان إن التجربة السورية تاريخياً وحضارياً كانت قائمة اساساً على التنوع الحضاري والثقافي والديني والمذهبي والإجتماعي وتفردت بأنها تحمل ثقافة التنوع في المنطقة وثقافة الإنفتاح والتفاعل، حيث تم التفاعل مع جميع الفئات والتيارات الفكرية والمذاهب في أرض سورية، كما أن الأقوام التي دخلت إلى سورية تأثرت بثقافة الإنفتاح التي تتميز بها سورية كون سورية تتميز بالتنوع الثقافي والحضاري، ولذلك اليوم الجميع يحاول ضرب وحدة سورية من خلال الأقصاء والتكفير والترهيب لاقصاء فئات معينة من هذا المجتمع القائم على التنوع والتعدد.
ومن جهته، الدكتور إليان مسعد أكد أنه فخور بالتواجد في هذا الملتقى الذي يهتم بالتنوع والاختلاف، لافتاً إلى أن الذي يمنع الانسجام والاندماج بشكل رئيسي هو الطائفية والحل لهذا الموضوع هو ترسيخ مبادئ الديموقراطية والعلمانية والليبرالية الفكرية، منوهاً إلى آن العلمانية كانت مقبولة إلى أن الناتو تنطح بحلفائه المحليين من السعودية وقطر وجعلوا من محاربة العلمانية طريق لدخول سورية وذلك لأن سورية كانت تدخل في العلمانية التطبيقية ولا تميز بين مواطنيها.