دام برس - سهى سليمان :

يتحقق الإبداع بالعقول والسواعد، بالعطاء والتضحية، والقدرة على تطوير الإنتاج لدفع عجلة التنمية والحدّ من البطالة وتعزيز دور التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومن هنا يأتي دور الطبقة العاملة بأشكالها كافة، من خلال الجهود المبذولة والعمل الدؤوب بهدف حماية وتعميق الإنجازات الكبيرة التي حققتها الطبقة العاملة في الفترات الماضية.

ويمرّ هذا العام عيد العمال العالمي على عمال سورية، والذي يصادف في الأول من أيار من كل عام، وقد مرّ أكثر من خمس سنوات على الحرب التي تشنّها الكثير من الدول الغربية وبمساعدة بعض الدول العربية، هذه الحرب التي استهدفت كل مواقع العمل بالتهديم والتخريب والسرقة والنهب والحرق، لتدمير البنية التحتية والاقتصادية لسورية.

وفي ظلّ الأزمة الراهنة لم يدخر عمال الوطن جهداً لمواصلة العمل على كلّ الجبهات متحدين كلّ الصعاب والإرهاب ليصلوا الليل بالنهار من أجل أن تبقى مواقع العمل مستمرة لتقديم الخدمات التي يحتاجها المواطنون.

"دام برس" التقت بعض المواطنين العاملين في مجالات شتى بمؤسسات الدولة مستطلعة آرائهم عن مفهوم العمل، مهنئة إياهم بعيد العمل والعمال.

إجادة العمل وإتقانه سبيل لتحقق الأحلام

السيد عبد الكريم بركات والذي يبلغ من العمر ثمانين عاماً، وقد شغل مناصب عدة في مؤسسات الدولة، لكنه الآن يعمل في الزراعة بعد أن تقاعد من عمله، تحدث عن مفهوم العمل بشكله المختلف عن المعتاد، موضحاً أن العامل ليس فقط من يعمل بالمصنع، وإنما يتعدى ذلك إلى كل عامل في هذا الوطن، من خلال عمله في الأرض أو في البيت أو حتى في المدرسة أو المشفى أو الطرقات والجيش.

وأضاف إن للعمل قيمة كبرى إذا يعود بالفائدة على الفرد ومن ثمّ المجتمع، والأهم أن يكون الإنسان مقتنعاً بأن إجادته لعمله وتفانيه والتزامه فيه هو سبيله لتحقيق حلمه وحلم البلد الذي يعيش فيه، كما على الفرد أن يؤمن بعمله ويقوم بتطوير نفسه وعمله من خلال الاطلاع على كل شيء جديد ليستفيد ويفيد غيره.

وركز على أهمية دور الثقافة والفن والإعلام في ترسيخ وتقديس قيمة العمل وتغيير مفاهيم خاطئة توارثناها منذ القديم تتجلى في أن العمل خاص بالمصانع أو الشركات الإنتاجية، على حين يمتد مفهوم العمل لكلّ مجالات الحياة الاجتماعية والفنية والاقتصادية والسياسية.

تضحيات الشهداء وذويهم هو عمل نضالي كبير

أما السيدة هديل إسماعيل من ذوي الشهداء أكدت أن المرأة العاملة تحتل مواقع متقدمة في جميع مجالات العمل، وتمارس دوراً نضالياً بارزاً على كافة الأصعدة، حيث بيّنت أن الصبر الذي تحلت به أمهات الشهداء وزوجاتهم وأخواتهم هو عمل نضالي كبير في ظلّ الأزمة التي نعيشها.

كما نوهت بدور المنظمات والنقابات والاتحادات التي انضمت إليها المرأة فمارست مهامها إلى جانب الرجل، وحصلت على أهم حقوقها ولا زالت تسعى نحو الأفضل، موجهة تحية إلى جميع الأمهات العاملات إن كن في منازلهن أو في مؤسسات الدولة، أو في حقولهن، فجميعهن يمارسن عملاً مختلفاً ومكملاً للآخر.

العمل: صمود في وجه العقوبات على سورية ووقوف إلى جانب الجيش

واعتبر العامل حسين عيسى حمدان أن عيد العمال هو رمز للعطاء، ليعبّروا عن تمسكهم بواقع عملهم وصمودهم في وجه الضغوط التي تتعرض لها البلد، كما عبّر عن أسفه وحزنه لما حدث بالمعامل والمصانع وبعض مؤسسات الدولة من خراب وتدمير على يد المجموعات المسلحة، متمنين إعادة إعمارها وعودة جميع العمال والعاملين فيها ليكونوا جنباً إلى جنب معهم لتطوير البلد وعودة استقراره الاقتصادي والاجتماعي.

ووجه تحية إلى جميع العمال المستمرين بعملهم رغم تعرض شركاتهم لقذائف الهاون، مشيراً إلى أنهم كجنود الوطن الذين يدافعون عنه، ولكن كلّ من موقعه.

بدورها العاملة نزهة سعادات أوضحت أن عملها المتواصل رغم كل الظروف التي يتعرض لها البلد، لا يشكلّ شيئاً مقابل التضحيات التي يقدمها الجيش السوري في محاربة المسلحين على الجبهات كافة، ومن الواجب علينا أن نقف معه في تصدينا للحرب التي شنّت علينا لتدمير اقتصاد البلد.

وهنأت جميع رفاقها العاملين في سورية بهذا العيد، متمنية أن يعود جميع العمال الذين اضطروا لترك عملهم بسبب استهداف المصانع والمؤسسات بقذائف الهاون أو التفجيرات.

عمال سورية... بكم الوطن يغدو أجمل

في الختام مؤسسة "دام برس" تؤكد أن الاحتفال بعيد العمل والعمال هو تأكيد على تضامن الطبقة العاملة، وصمودها في وجه الإرهاب والعقوبات والصعوبات التي تتعرض لها سورية منذ أكثر من خمس سنوات.

كما توجه المؤسسة التحية والمعايدة لكلّ العمال في سورية خاصة والوطن العربي والعالم عامة، ولكلّ من يعمل لأجل هذا البلد من عمال مصانع أو معامل، أو فنانين أو أطباء ومهندسين، أو عمال نظافة، والتحية والمعايدة الأكبر للجيش السوري.

كل عام والوطن بهمتكم وبعقولكم وسواعدكم بألف خير...