دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان

من الصعب تحقيق النجاح في أي خطوة نخطيها إلا بعد مرورنا بمحطات مجهدة وربما بائسة وفاشلة، لكن الإرادة القوية تدفع الشخص للمضي قدماً نحو تحقيق أحلامه مهما كانت الصعاب، والأهم هو الإيمان بالذات والقناعة بما تكتسب من إمكانيات لكسر حواجز المستحيل.

بضع درجات صعدناها، لندخل "درج الياسمين"، متواضع بتجهيزاته، غني بطموحات من افتتحه، فيه بدأت تحقيق أحلامها ولا زالت تصعد سلّم النجاح لتحقق شهرة واسعة في قريتها والقرى المجاورة لها.

السيدة خلود محيا سليم حسن من قرية بشمعة، مواليد عام 1981، متزوجة ولها من الأولاد اثنان (صبي وبنت)، حدثتنا في لقاء خاص معها عن تطوير مشروعها بعد حصولها على قرض من برنامج "مشروعي".

"مشروعي" كان فرصة لتحقيق جزء من أحلامي

ما الذي قدمه لك برنامج "مشروعي"؟

كنت قد افتتحت صالون "درج الياسمين" لتجميل السيدات، وقدم لي برنامج "مشروعي" الدعم المادي لتطوير الصالون ببعض التجهيزات اللازمة لممارسة المهنة وشراء فساتين السهرة والأعراس.

ولا شكّ أن هذا القرض ساهم إلى درجة كبير بتوفير فرص عمل برأسمال بسيط لتحقيق دخل مادي يخفف من أعباء المعيشة ويحدّ من هجرة الريف إلى المدينة.

ما هو قيمة القرض الذي حصلت عليه؟

بلغت قيمة القرض الذي حصلت عليه من البرنامج 50 ألف ليرة سورية، تمكنت من خلاله تطوير عملي في صالون التجميل الذي أعمل فيه، خاصة وأن زوجي غير موظفي، ولا يوجد مصدر دخل لنا غير الصالون.

من أهم شروط الحصول على القرض: النزاهة والحاجة للقرض

بكلّ دقة ومثابرة، كانت تعمل في الصالون، وتتحدث إلينا بثقة لا متناهية، مجيبة على أسئلتنا وكأنها تتلهف لتروي لنا حكاية نجاحها.

ما هي الشروط الواجب توافرها للحصول على القرض؟

الأهم أن يكون لدى الشخص فكرة لإقامة مشروع يناسبه ويناسب وضع القرية المقيم بها، ويتطلب الحصول على القرض وجود مجموعة شروط من أهمها النزاهة، وأن يحمل طالب القرض الجنسية العربية السورية، ويكون مقيماً إقامة دائمة في القرية، وعمره 18 عاماً ولم يبلغ       الـ 65 مع ذكره لسبب حاجته للقرض، والتوضيح فيما إذا كان عاطلاً عن العمل أو يعمل بدوام جزئي وذا دخل محدود.

وتمّ تمويل 10 أسر في القرية بمبلغ إجمالي وصل إلى 550 ألف ليرة سورية تضمنت مشروعات صغيرة متنوعة مثل بيت بلاستيكي وتربية أغنام وماعز ومحل تجميل موضحة أنها حصلت على قرض بقيمة 50 ألف ليرة سورية

كيف هي طريقة سداد القرض؟

طريقة مريحة جداً حيث تسدد بقيمة مناسبة بعد فترة سماح ثلاثة أشهر من استلام القرض.

هل عدم متابعة تحصيلك العلمي هو السبب في هذا الاتجاه؟

لجأت إلى القرض لأنني كنت بحاجة لتطوير عملي ولأن القرض بلا فائدة، وهذا لن يتوفر في القروض الأخرى سواءً خاصة كانت أم عامة.

ربما لم أتمكن من متابعة دراستي الجامعية لصعوبات مادية، فاخترت مجال التجميل الذي احبه، خاصة بعد اتباعي دورات تخصصية عدة، حتى أتيحت لي الفرصة وافتتحت صالوني الصغير بالاعتماد على مدخراتي الشخصية وبمساعدة زوجي.

الشعور بالرضا تجاه ذاته فائدة اجتماعية كبيرة

لم تتوانَ عن الاهتمام بمن دخل صالونها، ولا حتى بنا، كانت تواقة للحديث معهم ومعنا، فرحة بما حققته من مكانة في قريتها والقرى المجاورة، خاصة بعد أن دخل إليها أحد الأشخاص ليعيد إليها فستان الفرح الذي كانت إحدى العرائس قد استعارته وهي من قرية بعيدة عن قريتها.

ما هي الفائدة الاجتماعية والمهنية التي حصلت عليها؟

من أهم الفوائد المهنية هي تطوير مهنتي من خلال اتباع دورات لكل شيء جديد في مجال التجميل، كما أن اسمي نال شهرة في قريتي والقرى المجاورة أيضاً، وأصبحت منتجة في هذا المجتمع، وأعمل إلى حدّ كبير على تأمين استقلال مادي كبير لي ولعائلتي، إضافة إلى المساهمة بجزء بسيط لتخفيف أعباء الحياة على زوجي وأبُ أولادي.

اما بالنسبة للفائدة الاجتماعية فأنني أؤكد بالدرجة الأولى على العمل والمثابرة التي تعطي الشخص مكانة جيدة في المجتمع، وخاصة إذا نجح في عمله فإن ذلك سينعكس على ذاته وعلى المجتمع، وسيحصل على مردود جيد يشعر بالرضا تجاه بعد تعبه.

رسالة عبر مؤسسة دام برس الإعلامية؟

في البداية أودّ أن أترحم على أرواح الشهداء الشرفاء والأبرياء الذين ارتقوا إلى العلياء خلال الأزمة، وادعو من الله تعالى أن يلهم أهاليهم الصبر والسلوان، وأن يعود الغائبون إلى ذويهم، والشفاء العاجل للجرحى.

كما أنني اتقدم باسمي وباسم أهالي قريتي بشمعة أسمى آيات التقدير والشكر للسيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد على الدعم الكبير الذي قدموه من خلال برنامج "مشروعي"، كما أخص بالشكر كل من ساهم في إيصال القروض لمستحقيها وخاصة في القرى الريفية النائية.

أنت تصنع نجاحك، فليكن خيارك صحيحاً

مشروع "خلود" واحد من آلاف المشروعات التي تمّ تمويلها في قرى طرطوس بإطار برنامج "مشروعي" الممول من الأمانة السورية للتنمية، وقد تفاوتت درجات نجاح المشروعات بين قرية وأخرى.

كانت انطلاقة البرنامج في عام 2012 من قرى بشمعة بريف الشيخ بدر وعين بالوج وعين الدليمة وبيت جاش وقرى الدريكيش وبيت جاش والشندخة وخربة السنديانة ومزرعتها نحل الجرد في مدينة بانياس.

يساهم صندوق التمويل الخاص بالمشروعات متناهية الصغر في تحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي للأسر الفقيرة والأشد فقراً في ريف المحافظة بشكل خاص، من خلال توفير فرص عمل برأسمال بسيط يتمكن المستفيدين من تحقيق دخل مادي يعينهم في معيشتهم ويسهم في الحدّ من هجرة الريف إلى المدينة.

كما يستهدف الصندوق الفئات الفقيرة ويأتي ضمن إطار المشروعات التنموية التي تنفذها المحافظة في القرى الأكثر احتياجاً، كما تمنح هذه القروض للعاطلين عن العمل الذين ليس لديهم أي مصدر رزق لتأمين عيش أسرهم وعائلاتهم، وتتوافر لديهم فكرة عمل أو مشروع يتناسب مع قيمة القرض وقابل للتنفيذ في البيئة التي ينتمون إليها

تجدر الإشارة إلى أن مدة سداد قرض العمل الإنتاجي ثلاثة أعوام تتراوح أقساطه الشهرية بين /1000/ و /2000/ ليرة، وفقاً لحجم القرض، بينما تكون قيمة السداد الشهرية للقرض التعليمي /1500/ ليرة، ولا يخضع لشرط فترة السماح المحددة بالنسبة لقرض العمل بثلاثة أشهر، حيث يكون سداده بعد أول شهر من الحصول عليه.