دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان
يعد "H1N1"، مرض فيروسي معدٍ، يصيب الجهاز التنفسي، وينتشر مثل الأنفلونزا العادية وينتشر من شخص لآخر من خلال الرذاذ الناتج عند السعال أو عطس الشخص المصاب، أو من خلال مصافحة اليد أو لمس الأشياء والأسطح المحتوية على الفيروس، وقد يتسبب في حدوث وباء، كما قد يؤدي في حالات خطرة إلى إصابة الجهاز التنفسي بالتهاب رئوي حاد وفشل في الجهاز التنفسي ما يسبب الوفاة.
وقد سمي "H1N1" بـ "أنفلونزا الخنازير" بعد تشابه العديد من الجينات في هذا الفيروس الجديد مع فيروسات الإنفلونزا التي تحدث عادة في الخنازير، وتلعب الطيور المهاجرة دوراً كبيراً في انتشار هذا المرض من دولة لأخرى، وتتشابه أعراض هذا الفيروس مع أعراض الأنفلونزا العادية، حيث تشمل الحمى والخمول وانعدام الشهية والسعال إضافة إلى سيلان الأنف وألم في البلعوم والصداع والبرد، كما يمكن أن يترافق ببعض الإسهال والتقيؤ، وتراوح حضانة الفيروس بين 3-7 أيام وقد تمتد فترة أكثر لدى الأطفال.
ومن أهم الإجراءات الواجب اتخاذها للحماية من الانفلونزا الاهتمام بالنظافة الشخصية، ووضع كمامة على الأنف والفم في حال الإصابة بالرشح، والتهوية الجيدة لأماكن الجلوس، إضافة إلى تجنب الأماكن المزدحمة أو مخالطة المصابين بالرشح، ومراجعة الطبيب عند الشعور بأي ترفع حروري مفاجئ وغير اعتيادي.
ليس كل حالة رشح هي إنفلونزا خنازير
وقد شدد مدير صحة طرطوس الدكتور أحمد عمار على ضرورة أخذ الحيطة والحذر تجنباً لاحتمال انتقال العدوى من خلال الأمراض التنفسية المنتشرة خاصة في فصل الشتاء، ومن بينها الأنفلونزا العادية وأنفلونزا الخنازير التي يكثر الحديث عنها هذه الأيام وبشكل مبالغ فيه، مؤكداً أن ليس كل حالة رشح أو أنفلونزا هي إنفلونزا خنازير.
وأشار إلى أن لدى المديرية نظام ترصد يومي لجميع الأمراض الخطيرة من خلال الإبلاغ عن الحالات المسجلة في المحافظة، حيث أظهرت المتابعة للإصابات فيما يخص أنفلونزا الخنازير وجود 25 حالات مشتبه فيها موجودة في مشفى الباسل من بينها 3 إصابات في العناية المشددة والباقية تتماثل للشفاء، كما توجد هناك 3 حالات قديمة في الشيخ بدر، أما في مشفى القدموس فتوجد 9 حالات من بينها خمسة قديمة وأربعة جديدة، وفي بانياس حالة واحدة مشتبهة، وحالة أخرى في الدريكيش وجميعها قيد العلاج.
كما ذكر أن عدد الوفيات بلغ ثلاثة فقط، وهي لحالات يعاني أصحابها من مشكلات صحية أخرى، موضحاً أن المديرية تقوم بتوفير آلاف اللقاحات للمحافظة، حيث تمّ توزيعها لأقسام المشفى والعناية المشددة وللحالات عالية الخطورة.
وركز د.عمار على ضرورة الحرص والانتباه على عامل الزمن، مشدداً على ضرورة الإبلاغ عن الإصابة بشكل مبكر وهذا ما يساعد في السيطرة على المرض، إضافة إلى الاهتمام بحملات التوعية والإرشاد عبر المراكز الصحية على مدار العام.
وأوضح مدير الصحة أن هناك فرق كبير بين الأنفلونزا العادية وأنفلونزا الخنازير، لكن الأولى يمكن أن تتطور، مؤكداً على ضرورة المحافظة على النظافة الشخصية والابتعاد قدر الإمكان عن المصافحة والتقبيل واتباع التغذية الصحيحة، وخصوصاً تناول وجبة الإفطار ومراجعة الطبيب أو المراكز الصحية عند وجود أية حالة صحية غير طبيعية.
بدوره ذكر الدكتور محمد حسين مدير مشفى الباسل أن المشفى استقبل عشرات الحالات بعض منها في العناية المشددة والبعض مشتبه به والبعض الآخر تمّ تأمين العلاج له وتخرج من المشفى بعد تماثله للشفاء.