دام برس - بلال سليطين  :

أمام العشرات من المواطنين الذين يحيط بهم عناصر تنظيم داعش في الرقة، استل "علي الصكر" من مقاتلي "داعش" مسدسه ووضعه في رأس أمه ومن ثم أفرغ رصاصة في رأسها وأرداها قتيلةً، هكذا نقل الخبر من محافظة الرقة التي يسيطر عليها "داعش".

خبر قتل الشاب لأمه لا يخرج عن سياق سلسلة الإصدارات الفيلمية التي أصدرها التنظيم لعمليات إعدام ارتكبها عناصره واتسمت جميعها باستخدام طرق غير مسبوقة في تنفيذ الإعدام كالحرق والدهس تحت الدبابة وقيام طفل بعملية الإعدام وصولاً إلى هذا لخبر الذي سجل واحداً من أقسى المواقف الإنسانية بإقدام الابن على إعدام أمه.

قاتل أمه هو "علي الصكر" من محافظة دير الزور شرق سورية لكنه من سكان الرقة، سبق له أن انضم إلى تنظيم داعش في العام 2014 بحسب مايقول "خاله" وشرب من فكر التنظيم، إلا أن أمه كانت تعارضه وتدعوه للتخلي عن التنظيم ومغادرة الرقة مع جميع أفراد العائلة.

"الصكر" لم يستجب لنداءات أمه التي كانت تلح عليه كثيراً بضرورة العودة إلى صوابه، نداءات الأم المتكررة ورفضها للتنظيم دفعت الابن لاعتبارها مرتدة وكافرة لا تريد له إتباع الدين الصحيح، وعلى إثر ذلك تم اعتقال "الأم" من قبل "داعش" بإشراف نجلها وصولاً إلى أن تم إعدامها.

صديق للصكر يدعى "محمد الجاسم" هو مقيم في فرنسا حالياً كتب معلقاً على خبر إقدامه على قتل أمه "علي كان رفيقي بالمدرسة، بتذكرو منيح وهو واقف قدام مدرسة البنات بالطبقة وعم يلطش عليهن، هلا صار بيحكم عالناس بالردة".

الأم الضحية تدعى "لينا عبد الحميد" وليس كما نشر عن أنها "لينا القاسم"، وهي من مواليد 1970، متزوجة مرتين، وهي موظفة في مؤسسة بريد الرقة ومعروفة باسم "أم علي بريد" ويقول بعض الأهالي من الرقة أنها كانت سيدة طيبة وتقدم خدمات للناس في عملها، وأي شخص يحتاج لخدمة من البريد أو يصعب عليه شيء يذهب لها لكي تساعده، في حين لم تكن تقصر مع أحد وتكتفي بكلمة شكرا على خدماتها.

اللافت أن "أم علي" عندما انفصلت عن زوجها بقي ابنها "علي" معها بحسب مايقول شقيقها "أكرم عبد الحميد"، ويضيف:«لقد سخرت "الشهيدة لينا" حياتها من أجل تربية أبنائها، حتى بعد انفصالها عن زوجها آثرت أن تبقيهم معها وتستمر في تربيتهم محتملةً مصاعب الحياة ومشقاتها بغية أداء واجبها كأم».

"شهيدة الأمومة" كما باتت تسمى في أوساط معارفها وأقاربها، ربت ابنها "علي" حتى أصبح شاباً وكلها أمل بأن تفاخر به عندما يكبر، لكن المفاجأة أنه عندما اشتد عودهُ أقدم على إعدامها بتهمة الردة أو الكفر أو أي تهمة أخرى، لا فرق في التهمة فالمهم هو أن ابناً "قتل أمه" متجاوزاً كل الأعراف والتقاليد وحتى الأديان فالتاريخ يقول أن ولد النبي نوح كان كافراً لكن النبي لم يقتله، كما أن عم الرسول محمد كان كافراً لكنه لم يقتله فكيف لشخص أن يقتل أمه وهي على نفس دينه وتدين مثله بالشهادتين؟!

شقيق "أم علي " السيد "أكرم عبد الحميد" يقول في لقاءه مع دام برس:«إنه خبر مؤلم جداً، هذه حادثة فظيعة ومنتهكة لكل معايير الإنسانية، لايمكنني تصديق ماحدث، فهذا لايقبله دين ولا بشر، كما أنه يؤلمني جداً أنني لم أستطع دفنها وتوديعها».

يشار إلى أن محافظة الرقة تقع تحت سيطرة تنظيم "داعش" ويعاني أهلها من بطش التنظيم وقوانينه التي تنزل بمخالفها أشد العقبات.