دام برس – قصي المحمد:
حاول الكثيرون اليوم  تشويه عقول الشباب بمفاهيم خاطئة عن الدين الإسلامي وزرع أفكار هدفها بث الفتنة بين جميع أطياف المجتمع السوري وتغيير مسار الخطاب الديني إلى خطاب ضال من أجل تدمير سورية، لأنهم رأوا أنً تدمير العقول هو ما يحقق مصالحهم .. لكن ذلك لم يغفل عن بال المؤسسة الدينية ومن يعمل بها، فقد رأوا وشعروا بخطورة ما يحاك لهذا البلد اليوم، فكانت مبادرة وزارة الأوقاف بتأسيس فريق شبابي هدفه إعادة توجيه وصياغة خطاب ديني يحمل الرسالة التي أنزلها الله تعالى إلى عباده بالصورة الصحيحة بعيداً عما نراه اليوم من فكره إرهابي متطرف .. فكان لدام برس حضور في اختتام الدورة التدريبية الأولى للفريق التي تمت في جامع العثمان بدمشق.

وفي تصريح لوزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد  قال: " إنهاء الفريق الديني الشبابي عمله اليوم في أول دورة له هو انجاز وطني ديني لسورية، وهذا العمل جاء مع متطلبات الواقع الذي نعيشه والحالة الاجتماعية والوطنية، وبعد مطالبة المؤسسة الدينية بمواكبة العصر وأن تكون مع كل الأجيال وبشكل خاص بالتزامن مع الهجمة الشرسة على سورية، كان القرار بتشكيل هذا الفريق من الشباب الأئمة والخطباء في المساجد في وزارة الأوقاف"،

كما أضاف: "إن تطوّر العقل البشري في الظروف الحالية يتطلب الخروج عن النمطية في الخطاب الديني والخطاب الديني  هو ليس شعارات بل هو عمل دءوب على الأرض، وتفتخر الوزارة اليوم بقول السيد الرئيس عن هذا الفرق بأن تأسيس فريق ديني شبابي في وزارة الأوقاف هو أحد الوسائل الهامة والضرورية لتلبية الاحتياجات  الدينية والوطنية في سورية … هناك مشاريع جديدة وحضارية تتم لأول مرة في العالم العربي والإسلامي  من خلال ما طرحه الفريق الديني الشبابي الذي تم تشكيله وفق لمعايير  علمية  وطنية ومعايير خاصة، ومستقبلا ممكن أن يتوسع هذا الفريق وهو مخصص بالشكل الأكبر للشباب من يعملون في مجال المؤسسات الدينية المساجد والمعاهد والمدارس الشرعية السورية".
وختم معالي الوزير كلامه بتوجيه كلمة شكر للإتحاد الوطني لطلبة سورية حيث قال: "أوجه الشكر الخاص اليوم للأخت الكريمة دارين سليمان التي عملت بتألق مع هذا الفريق من خلال الملتقى الذي تم بين الفريق والاتحاد الوطني لطلبة سورية سابقاً".

السيد محمد زياد الوتّار مسؤول التدريب والتأهيل في مشروع تطوير  الخطاب الديني الشبابي أكّد لدام برس على ضرورة تطوير الخطاب الديني اليوم لأننا بأمس الحاجة إليه وتابع الحديث مبيناً الهدف من هذه الدورة: " غايتنا اليوم هي تطوير الخطاب الديني للشباب الذين يعملون في المؤسسات الدينية ، وهم ممن تخصصوا بدراسة الشريعة الإسلامية  وجميعهم من الشباب لم يتجاوزوا الأربعون عاماً، في البداية كان هناك تخوف من استجابتهم للتنمية البشرية ولكن بعد المضي على بداية الدورة بفترة زمنية قصيرة لاحظنا هناك استجابة  كبيرة  للاستفادة من خلال ما يتم طرحه .. وتابع قائلاً: " اليوم الثاني كان فيه روح فريق للعمل، وطبعاً هناك اختصاصات مختلفة من أطباء ومهندسين وبشكل خاص للمختصين في مجال الشريعة الإسلامية، ونحن بهذه الفترة  بأمس الحاجة لتطوير خطاب ديني شبابي، وإن كنّا متأخرين فنحن وصلنا اليوم وذلك خيراً من أن لا نصل … الفريق نأمل له الخير والنجاح الكبير، عدد كبير من قادة الرأي سيكون لهم دور فاعل ورئيسي مستقبلاً".

الأستاذ أنس زريع عضو الفريق الديني الشبابي كان له الحديث عن تجربة جديدة طرحها ضمن إطار تطوير الخطاب الديني حيث قال لدام برس: "خلال هذه الفترة التي تدربنا بها حاولنا الانطلاق بمبادرة جديدة وهي "الاختصار"، اليوم  لدينا شهوة للكلام والحديث الطويل على المنبر وفي كل الوسائل الإعلامية، نحن ننادي بالاختصار الإعلام كلمتان إبهار واختصار ، وعن خطة عمل الفريق أضاف بالقول: " عملنا هو مبادرات واجتماعات دورية وخلال الفترة القادمة ستكون هناك خطة عمل متكاملة للفريق".

مصطفى  دهان إمام وخطيب جامع السيدة فاطمة الزهراء في حلب الشهباء بيّن إن ما مرّ على سورية اليوم من تغيير للمفاهيم والتسلط على أصحاب العقول الضعيفة على بعض المنابر جعلنا نشعر بالمسؤولية نحن الشباب، ودورنا أن نعلّم الناس الإسلام الذي انزله الله تعالى لا الإسلام الذي رسمه الغرب …و واجبنا الدفاع عن  الحق وعن هذا المنبر وتوجيه الناس إلى طريق حق وطريق الصواب، إن لهذا المشروع أثر عظيم كونه تشكل من كل المحافظات من أجل الدفاع عن كلمة الحق، وهناك مشاريع كثيرة للفريق مستقبلاً منها كلمة سبأ وتوجيه الناس إلى ما فيه خدمة للإنسانية وتوضيح الفكر الظلامي الذي بدأ يغزوا عقولنا".

الشيخ ماجد عقيل إمام وخطيب جامع الإمام البخاري في حلب قال: "حضورنا اليوم لدورة تدريبية حول لغة الجسد ضمن إطار عمل الفريق الديني الشبابي، من
اجل تجديد صوت المنبر ليكون الإمام هو مرشد اجتماعي ونفسي في حييه الذي يسكنه وفي منطقته، وإثراء الخطاب الديني بمفاهيم جدية من خلال الدورات التي سنستمر بها، واليوم هي بداية لانطلاق الفريق لإعادة الصورة الراقية إلى منابرنا بعد أن حاول الغرب تشويهها ، وإن تعزيز المواطنة اليوم هو شيء ضروري ومهم وتعني أن تعيش مع جميع الأطياف في بلد واحد أي أن تعيش مع أخيك مهما اختلفت معه ".
أستمرت الدورة لمدة أربع أيام من الأحد الماضي لغاية الاربعاء وهي مكونة من 60 مشارك من جميع المحافظات السورية.