دام برس – قصي المحمد:
الفساد الإداري والإصلاح الإداري "المعوقات وعوامل النجاح"  عنواناً عريضاً لمحاضرة ألقاها  الدكتور حسان النوري وزير التنمية الإدارية، وكان ذلك صباح اليوم في وزارة التعليم العالي، واستمراراً في السير بعملية الإصلاح التي ركّز عليها السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد.
بدأ الدكتور حسان النوري محاضرته بالحديث عن الإدارة العامة حيث أشار الى أنّ الكثيرون اليوم يعتقدون أنّ لا إدارة عامة في سورية !! أقول لهم أنّه يوجد لدينا إدارة عامة وقديمة، ولكن نحن اليوم بقدر ما نثبت أداء هذه الإدارة، والعمل بعمودها الفقري حزب البعث العربي الإشتراكي نكون قد أمّنا مستلزمات الحرب من أجل النصر على الإرهاب الذي يعصف بسورية اليوم ... وتابع النوري الحدث بالقول: "مشروع الإدارة العامة اليوم لا علاقة له بالأمس، نحن نتحدث عن إصلاح إداري للأيام القادمة، نتائج هذا الإصلاح ستظهر في الغد القريب ... اليوم إن لم نتمكن من الوصول إلى إدارة صحيحة للأزمة بشكل صحيح، سننتقل إلى مرحلة ما بعد الأزمة.
وفي إطار الحديث عن الإصلاح في الحكومات، طرح النوري عدّة صفات للحكومات الإدارية تعبّر عن العوائق التي تواجه الحكومة الإدارية في سورية وهي:
- المركزية الزائدة
- ضعف في الشفافية
- تعقّيد الإجراءات
- الترهّلات الإدارية وضعف الأداء
كما تحدث النوري  عن الدور المطلوب -كما وصفها (المحفظة الخدمية) -اليوم للحكومات حتى يكون لدينا إطار عام للإدارة العامة، أي يجب معرفة شكل الإدارة الذي نريده للمرحلة القادمة، ولا بد أيضاً من التوضيح وتبرير أي تدخل حكومي، وآلية هذا التدخل.
وفي إطار الحديث عن دور المعهد الوطمي للإدارة العامة في إعداد الكوادر المؤهلة والمدربة للسير في عملية الإصلاح  الإداري أكّد النوري أنّ أحد معايير الفساد الإداري اليوم هو أن لا تأخذ قرار حاسم إتجاه تموضع المعهد الوطني للإدارة العامة، إذ لا بدّ من تركيز الجهود لنفكر بمنتجات جديدة للمرحلة القادمة.
وأشار النوري أّننا اليوم بلا إستثناء نمارس جزئية من تخريجات القوانين، أي أننا نمارس شكلاً من أشكال الفساد، كما بيّن الهدف الرسمي من الفساد أنّه لصالح أهداف خاصة سواء أكان ذلك بصيغة متجددة أم مستمرة أم لا، وسواء أكان ذلك بإسلوب فردي أم جماعي أم منظم، كما أنّ التهاون في معالجة حالات الفساد الإداري من قبل الإدارة يخلق في نفوس المواطنين ما يدفعهم الى الإعتقاد أنّ لا سبيل للحصول على الخدمة أو الحق إلاّ عن طريق الواسطة أو الرشوة.
كما أكّد النوري على أهمّية التنظيم الإداري وتطبيقه في مؤسسات الدولة هذا سيجعل الشعب اليوم يتقبل كل القرارات الحكومية ، أي نحن بحاجة إلى حل إشكالية الكرامة المستعصية مع الشعب.
أوختم النوري نهاية حديثة بالتطرق الى معيار الفساد الكبير الذي يوجد في سورية يعود بالدرجة الأولى إلى تدرة الخدمات والموارد، وقصور أنظمة الرقابة وتدهور الدخول الحقيقية للعاملين في الدولة وضعف رقابة المؤسسات الرقابية الديمقراطية .. وأضاف: للسير في طريف الإصلاح يجب أن يعلم الجميع أنّ المشكلة اليوم ليست بالأهداف والمبادئ ، بل هي بالقدرات ويجب اليوم أن نعمل على إعداد كوادر بشرية مؤهلة مدرّبة التي نتمناها.