دام برس - بلال سليطين :

انطلقت في جامعة تشرين دورة التخطيط الاستراتيجي التي تقيمها وزارة التعليم العالي بالتعاون مع اليونسكو، وهي التعاون الأول بين الجانبين خلال الحرب على سورية  ما يعطي إشارات واضحة حول تغير النظرة الدولية للداخل السوري والعلاقة مع الحكومة في دمشق.
معاون وزير التعليم العالي في سورية "عبد المنير نجم" يرى أن هذه الدورة هي خطوة أولى على طريق فك الحصار الجائر المفروض على البلاد ويتضرر منه المواطن السوري، ويشير إلى أنها على مستوى عالي وفيها عدد كبير من الخبراء وتشرف عليها اليونسكو مباشرةً، ويضيف:ماوصلنا له اليوم هو انتصار لرؤية الدولة السورية.

وأوضح معاون وزير التعليم أن الدورة تأتي في إطار التعاون بين وزارة التعليم العالي في سورية ومكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في مجال بناء القدرات البشرية للمؤسسات مؤكدا ان التخطيط الاستراتيجي يعتبر حجر الزاوية لجميع المؤسسات كما يعتبر عنصرا أساسيا من عناصر الإدارة الناجحة فهو يحدد مسار وتوجه المنظمة ويعمل على زيادة كفاءة وفاعلية الإدارة لرفع إنتاجية المؤسسة مشيرا الى ان التخطيط ضرورة لنجاح المؤسسات وتقدمها وغيابه او ضعفه يكون السبب الرئيس في فشل العديد منها لذلك فإن استشراف المستقبل ومواجهة التحديات واستغلال الفرص لايكون إلا من خلال التخطيط الذي يتطلب بدوره الرؤية الثاقبة والغايات والأهداف الواضحة وتوقع الأحداث المستقبلية والاستعداد لمواجهتها.

واشار الى جميع المؤسسات تحتاج الى التخطيط من اجل البقاء والاستمرار والمنافسة سواء كانت هذه المؤسسات منتجة للسلع او مقدمة للخدمات موضحا أهمية التخطيط الاستراتيجي التي تظهر بوضوح اكثر في المؤسسات التي تسهم وتشارك بشكل مباشر في تقدم ورقي ورفعة المجتمع مثل المؤسسات التعليمية التي تعتبر في طليعة المؤسسات التي يستهدفها التخطيط من اجل التطوير المستمر ولكي تتمكن مؤسسات التعليم الجامعي من تطوير وتحسين أدائها فلا بد لها من التخطيط السليم لاحداث التطوير وادخال التحسينات اللازمة ولمقاربة التغييرات السريعة والمتلاحقة جراء التطورات التقنية والعلمية والانفجار المعرفي وثورة المعلومات .

واكد ان التخطيط الاستراتيجي في التعليم العالي يعتبر ضرورة تساعد في التصدي للتغيرات الهائلة في البيئتين الداخلية والخارجية وللاستجابة للتحديات التي تعود الى التغيرات السكانية وزيادة الطلب على التعليم العالي وارتفاع تكلفة التعليم والتقنيات الحديثة المتسارعة وشبكات المعلومات والاتصال فكل هذه الظواهر ساهمت في التأثير على الاسلوب الذي تتبعه المؤسسات التعليمية في عملية التعليم.

 الدورة تستهدف بشكل أساسي راسمي الخطط والسياسات ومتخذو القرار والمدراء في منظومة التعليم العالي من رؤساء جامعات مروراً بعمداء الكليات وصولاً إلى كل من تقتضي أعمالهم إعداد الخطط والمشاركة فيها.

التخطيط يعد عملاً ضرورياً جداً في كل الأزمنة خصوصاً في الأزمات بحسب وجهة نظر الدكتور "منير" الذي يقول:التخطيط يساعد في إيجاد مدخلات ومخرجات العملية التعليمية، وله دور كبير في حل مشاكل الإدارة الجامعية، وصانع القرار إذا لم يكن لديه تخطيط ويعرف إلى أين سيصل حاليا ومستقبلاً لايمكن أن ينجح، كما أن للتخطيط علاقة مع سوق العمل، وهذا ما يجعلنا نقيم هذه الدورة لكي تنتقل الخبرات والمعارف إلى كوادرنا المعنية.

تشمل الدورة "عملية التخطيط وآلياتها، وكيفية التخطيط للمؤسسات التعليمية، فوائد التخطيط الاستراتيجي، إعداد وتصميم الاستراتيجيات، الأدوات الحديثة للتخطيط، العلاقة بين التخطيط الاستراتيجي للتعلم واحتياجات السوق، مشكلات التخطيط الاستراتيجي في الجامعات السورية".

يقول "نضال حسن" وهو أمين اللجنة الوطنية السورية لليونسكو:شملت الدورة مختلف جوانب التخطيط الاستراتيجي في التعليم، على اعتبار أن عمل الوزارة مرتبط جداً بهذه الجزئية المفصلية، وقد تم تحديد أهدافها بالتنسيق بين الخبراء الوطنيين وخبراء اليونسكو، لتقديم مجموعة من الأفكار للمشاركين تمكنهم في مرحلة لاحقة من الارتقاء بمستوى الأداء، وتساعدهم في نقل هذه الخبرات إلى العاملين في إطار عملية بناء القدرات الشاملة ضمن الوزارة.

الدكتور "حسن" أشار إلى أهمية تطوير القدرات الفردية ضمن المؤسسات نظراً لسهولة التطور على الصعيد الفردي ولكي يتكامل الأداء بين الأفراد ويساهموا هم في دفع عجلة التقدم ضمن مؤسساتهم على اعتبار أن تطوير المؤسسات دائماً ما يكون أكثر بطئاً.

وأكد ممثل اللجنة الوطنية أن سورية جادة في التعاون وتوسيع الآفاق المستقبلية مع اليونسكو، مشيراً إلى أن مساعي اللجنة وطموحاتها أن تكون الكوادر السورية موجودة في مختلف الدورات والروش التي تقيمها اليونسكو محلياً وخارجياً لنيل الفائدة.

وأكد مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة التعليم العالي / رامي كوجان/ في محاضرته التي قدمها بعنوان / التخطيط الاستراتيجي مفاهيم ومصطلحات وتطبيقات/ ان تمكين المشاركين من التعرف على آلية التخطيط واهميته وكيفية القيام بالتخطيط الاستراتيجي للمؤسسة التعليمية واكساب المشاركين المهارات التطبيقية للقيام بإعداد وتصميم الاستراتيجيات بشكل علمي ومنهجي ووضع الخطوات التنفيذية لها وتحديد العلاقة مابين التخطيط الاستراتيجي للتعليم واحتياجات سوق العمل والمشكلات التي تواجه التخطيط .

وبين ان ابعاد العملية الادارية في المنظمات العامة هي التخطيط والتنظيم وانتقاء وتعيين العاملين والتوجيه والتنسيق وكتابة التقارير والميزانية كما اوضح انه يجب على الهدف ليتحقق ان يكون محددا وقابل للقياس والتحقيق وأن يأتي نتائج ومحدد بزمن مشيرا الى انه لتحقق المؤسسة اهدافها فيجب إشراك اكبر عدد من المديرين في تحديد الاهداف وأن يتفهم كل مدير بوضوح اهداف المؤسسة وان يتفهم ويوافق كل مدير على الجزء الخاص به من هذه الاهداف كذلك على المؤسسة ان تطلع كل مدير على مدى نجاح المؤسسة في تحقيق الاهداف الخاصة بها .

من جهتها بينت مديرة التخطيط والتعاون الدولي في جامعة تشرين الدكتورة / ريم عيسى / واحد المدربين في الدورة ان هذه الدورة تتناول التحديات الراهنة التي تواجه مؤسسات التعليم العالي في سورية ولماذا تحتاج الجامعات للتخطيط الاستراتيجي واهم خطوات التخطيط الاستراتيجي للجامعة وكيف يمكن ضمان نجاح عملية التخطيط الاستراتيجي وتتناول الدورة الموضوعات المتعلقة بالتخطيط والتخطيط الاستراتيجي وكيفية صياغة الاستراتيجيات والعلاقة بين التخطيط الاستراتيجي ومتطلبات سوق العمل وابرز تحديات التخطيط الاستراتيجي للتعليم العالم في سورية.

يشار الى ان الدورة التي تقيمها وزارة التعليم العالي واللجنة الوطنية السورية لليونسكو بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية / بيروت / تستمر لثلاثة ايام وهي ذات أهمية كبيرة من الناحيتين السياسية والتعليمية التخطيطية.