Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 29 نيسان 2024   الساعة 10:35:34
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الشعب السوري يتكاتف لدرء مخلفات الحرب .. والبداية بـ زهرة الصبار
دام برس : دام برس | الشعب السوري يتكاتف لدرء مخلفات الحرب  .. والبداية بـ زهرة الصبار

دام برس - سومر أسعد :
ما يصنع المستحيل هو الإرادة والإرادة نابعة من الإيمان بالمستقبل  فالحلم مجرد نظرة لما نتمناه والتصميم لتحقيق الأحلام هو تحد للواقع الذي ربما يكون قاس على البعض ولين على الأخر . قبل الحرب على سورية  كان المواطن يتفاخر بمساعدة جاره أو صديقه أو حتى شخص لا يعرفه أتت هذه الحرب لتفرق هذا الشعب الجبار ولكنها يبدو أنها فشلت ...
دام برس  سلطت الضوء على عمل من أهم الأعمال التي يجب على كافة شرائح المجتمع القيام به وهو الانتباه للجيل الصغير الذي يترعرع في الشوارع فقامت بتغطية خاصة لعمل فريق (سيار) التطوعي  في شوارع دمشق حيث التقت دام برس بأعضاء ومؤسسين فريق سيار .
السيدة لما عضو ومؤسس لفريق سيار 
(سيار) عبارة عن مجموعة متطوعين قمنا بعمل ورشات مواطنة  فاعلة ودعم نفسي وعلاج بالفن وعدة ورشات تدريبية وأحببنا أن نقوم بمبادرة فحاولنا أن نرصد الظواهر والمظاهر السلبية في المجتمع وفعلا أطلقنا مبادرة وأسميناها ((سيَار)) مأخوذ أسمها من قبة السيار في دمشق وهذه القبة تستطيع كشف كل دمشق ولكن لا أحد يستطيع كشفها. والأن نعمل على هذه الظواهر السلبية التي نراها في المجتمع وفي الحقيقة اكثر ما لفت انتباهنا هو موضوع الاطفال المشردين في الشوارع نتيجة هذه الأزمة وهذا الموضوع تفاقم كثيرا حتى أصبح شيء غير مقبول ولا يطاق.

فقررنا البدء بفرع من سيار وأسميناه مشروع (زهرة الصَبار) كناية عن هذه الاطفال الذين يعيشون في الشوك فمن الممكن ان يصبحون زهورا أو ورودا حتى لو أن مجالسهم أشواك ولا يوجد شيء يرويهم ومنذ أربعة شهور قمنا بجمعهم من بعض أحياء دمشق و بنينا ثقة متبادلة في البداية حتى أصبحوا يأتون من تلقا نفسهم الى احد حدائق دمشق لملاقاتنا وفي دورنا نقوم بتعليمهم لان معظمهم أميين للأسف وهم في دورهم تعلموا الأرقام والأحرف ونقوم بالأعمال التنشيطية  لهم بالإضافة إلى نوع من أنواع  التفريغ السلبي العاطفي والتوعية عن الأخلاق والقيم عن التصرفات والسلوك الصح والخطأ وذلك عن طريق مسرح عرائس مسرح تفاعلي وعن طريق السرد القصصي وايضا الرسم والأشغال وهذا كله نوع من العلاج بالفن نستطيع فهم نفسيات الأطفال من خلاله .

والحمد لله أننا نرى التجاوب السربع من الأطفال حتى عمليا فهم تعلموا كتابة بعض الاحرف والارقام من خلال درس واحد في الأسبوع فقط  وبصراحة تفاجئنا من هذه النتائج الخيالية جراء عدد ساعات التعليم وسررنا جدا من الاطفال وتقبلهم الامر بغاية السعادة ولكن نتمنى ان يعمل جميع الناس من أجل هؤلاء الأطفال ليس فقط من يكون في الجمعيات وما شابه لا بل كل الناس ومن يستطيع ان يعيد طفل للمدرسة ليقم بذلك أو أن يرشده للطريق الصحيح أن يفعل من تلقاء نفسه وهذا الموضوع أنساني في النهاية  لانهم أبنائنا وأطفالنا وسيكون لهم دور فعال في إعادة البلد الى ما كانت عليه والمضي بها للمستقبل المشرق.


أما سامية وهي ايضا من أعضاء ومؤسسي فريق سيار اكدت لدام برس أن فريق سيار يعمل من أجل معالجة القضايا السلبية والمظاهر الغير مناسبة في المجتمع وبدأنا العمل مع الاطفال الذين يفترشون الحدائق والمستغلين من قبل بعض الاشخاص لجلب المال . وللأسف ودنا أن غالبية الاطفال أميين لم يدخلوا المدارس حتى قبل الازمة فقررنا كفريق ان نلتفت نحو هؤلاء الأطفال ونقوم بتعليمهم وتدريبهم بالإضافة للنشاطات ونحن كفريق نمتلك مختصين في العلاج بالفن .. وهذا العلاج هو تفريغ نفسي أو سلبي عاطفي لمحاولة تغير المشاعر السلبية وتحويلها إلى مشاعر إيجابية من خلال الرسم وغيره من أنواع الفن ..

جميع الأطفال مسرورين بما تعلموه  ويتعلموه ونرى منهم اندفاع غير متوقع  هؤلاء الأطفال لانعلم عنهم شيئا ولانعرف عناوينهم ولا أي وسيلة تواصل تمكننا من الوصول إليهم فهم باتوا يعرفون الموعد الأسبوعي فيحضرون مع تزايد في العدد وعندما نأتي نرى المكان نظيف وأيديهم مغسولة ونظيفة رغم أننا نلتقي في الحدائق العامة . ولكن لديهم حب ورغبة شديدة  في التعلم و لديهم القدرة على الاستيعاب فدورنا هنا أن ننمي هذه القدرة وندعمها بشتى الوسائل ..وإحدى هذه الوسائل هي الدمى الكبيرة التي تم تصنيعها خصيصا من شخصيات (سيار) نفسها والهدف منها التوعية وزراعة القيم والافكار الصحيحة للأطفال.....

والمواطنين في المجتمع أصبحوا يأتون لمشاهدة الاطفال كيف يجتمعون من أجل التعليم ويقومون بشكرنا وأحيانا التعاون معنا من أجل هؤلاء الأطفال الذين هم بالنهاية جزء هام وضروري من المجتمع وهم أمل هذا المجتمع فلنساعدهم وندعمهم لتحقيق أحلامهم ..


في حين تحدث يامن بغدادي  وهو عضو من أعضاء سيار ومسؤول عن تدريب الأطفال وتدريسهم وجاء في حديثه لدام برس :منذ ما يقارب العام بدأنا في سيار بالتفكير في أهم القضايا الاجتماعية  وهي الأطفال الموجودين في الشوارع ولا يجدون مأوى لهم فقررنا في (سيار) تقديم شيء لهم وهو التعليم  وبالتأكيد العلم  أهم من المال للطفل في هذه الظروف وهذا العمر.. فالعمل على تقديم شيء لمستقبلهم وفي ظل هذه الأزمة علينا ان لانقف وخصوصا اتجاه هؤلاء الأطفال .. والفكرة من سيار بخصوص هؤلاء الأطفال تقديم التعليم لهم وتدريسهم فغالبيتهم أميين لم يدخلوا المدارس نقدم لهم ما نستطيع ومن ثم نفرزهم الى مستويات وبعدها الى المدارس كلٌ حسب مستواه .

كل ذلك ضمن أجندة منظمة فيها الاعمار والمستوى العلمي والطاقة لكل شخص .في البداية واجهنا صعوبة في التعامل مع هذه الفئة من الأطفال بسبب وجودهم في الشوارع منذ  نشأتهم واختلاف الأعمار صعوبة الأمر في البداية كانت بسبب ملاقاتهم في الحدائق والحصول على موافقات لهذا الموضوع ولكن تخطينا هذه المرحلة واصبح بإمكاننا التواصل مع الأطفال بشكل أفضل وهذا ليس بعيب فأكثر العلماء كانوا كهؤلاء الاطفال أو حالاتهم الاجتماعية أسوأ لذلك علينا أن لا نفقد الأمل في المستقبل وأن نتحلا بكل الصبر لكي نوصل للعالم أننا موجودين حتى في الحروب والأزمات

 

كما التقت دام برس بالممثلين الذين قدموا العرض المسرحي للأطفال وهم طارق الحسين وزوجته وعد حيث قال طارق :أعمل مع الاطفال من سبعة عشر عاما ومسرح الاطفال كان هواية وأصبح سوسة فالعمل فيما يخص الأطفال ليس بالسهل ولكن تصل به إلى حد الإدمان ... وبدأنا بالتطور من الحفلات الخفيفة الى عروض مسرحية واحيانا على خشبات بعض المسارح وفي معظم المحافظات واختصاصي انا وزوجتي مسرح العرائس لطرح قضايا توعية للأطفال عن طريق الدمى .. حاليا في الأزمة نعمل في مراكز الإيواء ودور الايتام والمدارس ورياض الاطفال وعلى كل من يرغب في العمل المسرحي الخاص بالطفل أن يكون محترف  لكي يعرف ايصال ما يريد عن طريق الدمى ليجد الفاعلية والنتيجة المطلوبة فمثلا بعض الأطفال يراني بعد عدة أعوام ويتذكر شخصيتي في المسرح وليس طارق هذا دليل على التفاعل والتواصل المطلوب فبرأيي ايصال ما نريد للأطفال عن طريق مسرح العرائس هو من أفضل طرق التواصل مع الطفل لأننا نلمس التغير بسرعة كبيرة واحيانا نسمع الطفل يردد ما قيل في المسرحية أمام كل الناس ويستفيد بدوره بالتعلم وحفظ القصص ...فأنا وزوجتي نعمل ضمن شبكة مبادرون كما نعمل بشكل شخصي في المسرح أيضا.....
واتمنى ان نستطيع تقديم المساعدة  لهؤلاء الاطفال ونشر التوعية والتعليم والاخلاق من خلال هذه العروض
هذا هو الشعب السوري الذي لطالما أراد الحياة نالها والذي يبرهن للعالم أجمع ان جميع شرائح المجتمع السوري تتكاتف من أجل سورية المستقبل ...
 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz