دام برس - سهى سليمان - طرطوس :

إيماناً من مؤسسة "دام برس" الإعلامية بأهمية الثقافة ودورها في نشر الوعي الفكري، وارتباطها الوثيق بالإنسان على شكل قيم وجدانية، وأنماط وأشكال اجتماعية سلوكية مكتسبة، حضر فريق المؤسسة في طرطوس نشاطاً ثقافياً متميزاً تجلى بإعلان ميلاد توأمة ثقافية بين ثقافي صافيتا وثقافي برمانة المشايخ بحضور مديرة ثقافة طرطوس ليندا إبراهيم ورئيس مركز ثقافي صافيتا كمال بدران ورئيس مركز ثقافي برمانة المشايخ لؤي خطيب.

وزار رئيس وأعضاء المنتدى الثقافي في برمانة المشايخ، رئيس وأعضاء المنتدى الثقافي في صافيتا لبلورة هذه التوأمة في تجربة هي الأولى من نوعها في محافظة طرطوس، بهدف إجراء حوار ثقافي حول تفعيل نشاط المجتمع الأهلي من خلال المنتديات الثقافية، وتبادل الخبرات الثقافية والاجتماعية وآفاق العمل البناء، إضافة إلى إثراء الحياة الثقافية وتأكيد العمل والتعاون على كافة الأصعدة الثقافية والاجتماعية والإنسانية.

خطط وبرامج ومبادرات مستمرة

وخلال الاجتماع قدم كل من رئيسي المنتدى الثقافي في صافيتا (عيسى حبيب) وبرمانة المشايخ (أحمد عمار) لمحة عن تأسيس المنتدى كلّ بدوره، كما أوضحا بشرح مفصل أهداف المنتدى وأهم النشاطات والفعاليات الثقافية والاجتماعية التي قام بها.

وأوضح رئيس المنتدى الثقافي في برمانة المشايخ أنه ضمن خطته وضع نشاطاً ثقافياً وآخر اجتماعياً بشكل دوري للتأكيد على الدور الاجتماعي الذي يمكن أن يقوم بها المجتمع المحلي ضمن إطار النشاط الثقافي في المركز.

وتمّ  خلال الاجتماع مناقشة خطط وبرامج المنتديات المزمع تنفيذها خلال العام الحالي، بالإضافة إلى المشكلات والصعوبات التي تواجهها، مؤكدين على ضرورة إيجاد سبل للتعاون الثقافي وتواصل المبادرات البناءة لتجسيد مبدأ التوأمة.

وطالب المجتمعون بزيادة اللقاءات البناءة بهدف تبادل الخبرات والمعارف، إضافة إلى تفعيل وزيادة عدد المنتديات الثقافية لتكون مساهماً أساسياً في تفعيل الحراك الثقافي.

المنتديات الثقافية نافذة للفن الراقي والإبداع

تجدر الإشارة إلى أن هذه المنتديات الثقافية تعنى برعاية الأطفال والكبار أصحاب الموهبة والإبداع، وتفعيل أنشطتهم وإتاحة الفرصة للجميع  لتقديم فنه الراقي، كما تعزز الانسجام والتجانس بين الفئات العمرية ومتعددي الثقافات.

وتهدف هذه المنتديات الثقافية كل في منطقته إلى إقامة الأنشطة الثقافية والاجتماعية والفنية، ورعاية إبداعات الأطفال، وتنظيم رحلات ترفيهية لهم والمشاركة والاحتفال بالمناسبات الوطنية.

مركز ثقافي مجاني في المنزل... ومكتبة للقراءة والاطلاع

وعلى هامش الاجتماع كان لنا لقاء خاص مع عضو المنتدى الثقافي في صافيتا الشاعر والقاص غانم بو حمود، والذي حدثنا عن المركز الثقافي المجاني الذي أنشأه في منزله، حيث قام بتحويل جزء من بيته إلى مكتبة مجانية للقراءة، مؤكداً على أهمية أن يقوم كلّ مثقف ومتنور بمبادرة شخصية فعالة تخدم سورية وتقدم لها شيئاً جديداً، لأن العمل يبقى في المقدمة، ومن خلاله نجابه هذا الغزو الإمبريالي الاستعماري التكفيري.

وأضاف أن لكلّ فعل ردّ فعل، ويجب أن يكون ردّ الفعل أقوى وأعلى مستوى من الفعل لتحقيق النجاح والمجابهة، ومن هنا انطلقت فكرة إنشاء مركز ثقافي للقراءة في المنزل، بهدف ترسيخ وتمكين الحالة الثقافية والتوعوية في القرية أو البلدة السورية، موضحاً أنه ركز على القرى والبلدات في الأرياف لأنها بعيدة عن الحركة الثقافية المتوافرة في المدن أو العاصمة التي يقام فيها مشروعات ثقافية وأندية ومراكز ثقافية متطورة.

وتطرق إلى زوار المكتبة الذين يأتون بهدف الاطلاع على الكتب والقراءة والمطالعة والاستفادة من الكتب الموجودة فيها، فمنهم طلاب المدارس أو المعلمون أو المثقفون والأدباء الفلسطينيون والأطفال، كما يأتي إليها الكثير من خارج المحافظة ومن خارج القطر.

وشدد الشاعر غانم على أهمية سجل الزيارات الذي يدون فيه الزوار انطباعاتهم وملاحظاتهم عن المكتبة وعن تلك التجربة، داعياً الجميع إلى زيارة منزله في قرية "بيت طيون" التابعة لمدينة صافيتا، للاطلاع على تجربته الأولى.

وعن المنتديات الثقافية قال: إن الفعل الثقافي هو مرادف للفعل الإنساني وللنشاطات الأخرى، وكلّ مبادرة لها أهميتها سواء أكانت صناعية أو زراعية أو اجتماعية والتكامل يجب أن يكون بين جميع المجالات فالوطن لا يقوم على الثقافة فقط... لكن في هذه المرحلة هناك غزو فكري والمنتديات الثقافية وجدت لتجابه هذا الغزو ورقعتها تتسع لتصبح في الأرياف ومن أهدافها التواصل مع الفئات الشعبية من خلال الأمسيات واللقاءات والمحاضرات والندوات.

وختم حديثه عن رسالته في دار النشر الخاص به التي ركزت على إيصال الكتاب إلى الريف السوري وإلى أبعد قرية من خلال إقامة معارض للكتاب الجوال ضمت آلاف العناوين الهامة، كما أقيمت على هامش هذه المعارض نشاطات ثقافية تضمنت محاضرات وندوات وأمسيات شعرية ومعارض فنون تشكيلية بالتنسيق مع عدد كبير من المثقفين والمفكرين والمهتمين في تلك القرى، إضافة إلى الجمعيات والمنظمات الأهلية والفنية، وقد لاقت الصدى والإعجاب الكبيرين.

في الختام مؤسسة "دام برس" تؤكّد أن كلّ نشاط يهدف إلى ترسيخ القيم الثقافية والإنسانية هو مبادرة إيجابية، وكلّ من يساهم فيها هو يحمي الوطن ويدافع عنه من مكانه، فلنكن جميعنا حريصون على بلدنا وعلى بناء أجيالنا لتكون الشعلة التي تضيء دروب المستقبل.