دام برس - لجين اسماعيل :
لأنه الشهيد الذي تمسّك بترابه وأرضه وهويته  ... كرمه السيد الرئيس بشار الأسد في الثالث من الشهر الجاري عبر المرسوم رقم 229 لعام 2015 الذي قضى بمنح الباحث في الآثار خالد الاسعد  وسام الاستحقاق السوري  من الدرجة الممتازة وذلك لإنجازاته المهمة في علوم الآثار .... وفي هذا  سلّمت ممثلة السيد الرئيس بشار الأسد الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة لأسرة الشهيد عالم الآثار والباحث خالد الأسعد ممثلة بنجله وليد مدير آثار تدمر خلال حفل أقيم بمكتبة الأسد الوطنية  .
و أكّدت الدكتورة العطار في تصريح للصحفيين عقب حفل تسليم الوسام الاستحقاق على دور المثقف والثقافة في سورية في معارك التحرير والجهاد في سبيل القيم الرفيعة التي يؤمن بها السوريون والتي تعيش على أرضنا بقوة والتي  استنبتناها عبر عقود طويلة لتكون هي الرسالة المثلى إلى العالم.. لافتةً إلى أن الكثير من مثقفي العالم العربي يؤيدون سورية في مواقفها ومواقعها .
مشيرة إلى دور  الثقافة في المعركة  كونها تمثّل سلاحاً من نوع متميّز نقاتل به بكل معاركنا منذ أمد طويل على أرضنا الطاهرة واذا كانت ستستنكف عن دورها النضالي فأنها لن تكون ثقافة بحق فهي سلاحنا في محاربة ومجابهة كل أشكال القتل والتخريب والعدوان على أرضنا.. والمثقفون هم حملة هذا السلاح.. والكتاب منهم بشكل خاص هم أصحاب الجبهة الوطنية المقاتلة.
وقالت الدكتورة العطار في كلمة ألقتها " المجد لك يا قائد الوطن.. لقد حملت جراحاتنا وشددت على عزائمنا وأحزنتك مواكب شهدائنا الأبطال الميامين غير أنك بشجاعتك الرائدة وارادتك الحديدية التي لا تعرف الجزع أو الاحباط جعلت من الأسى ينبوعا لمواصلة النضال والتصدي لهمجية الذين عبثوا بقيم الحياة وبالأديان وامتدت أيديهم الكافرة بالمدى ليمارسوا الذبح المجرم.. وكان الرجل الجليل والعالم المناضل والعارف المختص باللغة التدمرية والوطني المنتمي خالد الاسعد من ضحاياها ليروي دمه الطاهر ترابك يا تدمر " .
وأضافت نائب رئيس الجمهورية موجهة حديثها لروح الشهيد الأسعد  " علقوك و يا للعار على الأعمدة التي رفعتها بالجهد والعرق وبأبسط الوسائل إلى أن تمكنت وبمساعدة الاصدقاء في البعثة اليابانية من الحصول على رافعة سهلت عليك مواصلة العمل " .
وقالت العطار  ليس بمقدورنا أن ننساك أو أن ننسى حجم الهمجية والوحشية في ارتكاب هؤلاء التكفيريين جريمة الذبح باسم الدين والدين منهم براء والله أكبر على ما يرتكبون باسمه من أثام 00خالد الاسعد أنت لم تمت 00 أنت تحيا معنا في ضمائر مواطنيك وفى ذاكرتهم بين الاحبة الذين رحلوا عنا وما رحلوا 00 من الشهداء العظام الذين عطروا أرضنا وسماءنا بكبير التضحيات.. لك تقدير الوطن وقائد كفاح الوطن الرئيس بشار الأسد ولك كل الأجلال من علماء الآثار في العالم ومن رفاقك في العمل الأثري ومن كل مواطن يعز عليه وطنه  " .
المهندس وليد الأسعد أكد على أن هذ الوسام يضاف إلى الأوسمة الثلاثة التي تقلّدها الشهيد .. لافتا إلى قول الشهيد  الأسعد في أن وسامه الحقيقي يتمثّل في بقائه في تدمر ودفاعه عنها ، أراد أن يبعث برسالة أن الحضارة حضارة عربية ذات جذور عريقة في التاريخ ويجب أن نعمل على الاستمرار .. هذه الرسالة التي أراد من خلالها أن يثبت بأن نور العلم باقٍ ومهما اشتدّ الظلام لابدّ أن يعقبه انتصار .
وفي  كلمته باسم عائلة الشهيد عقب تسلمه وسام الاستحقاق قال فيها  "نتقدم باسم عائلة الشهيد بعميق الامتنان وخالص الشكر للسيد الرئيس بشار الأسد لاهتمامه بالشهداء وحملة العلم ولتعاطفه معنا بالمصاب الجلل ولمنحه الوسام السوري من الدرجة الممتازة للشهيد الأسعد” مضيفا “إذا كانت تدمر هبة الدنيا للحضارة والإنسانية فإن خالد الأسعد هبة تدمر لثقافة البشرية فكان كتابا مفتوحا لطلبة الآثار ".
وتابع نجل خالد الأسعد “كان قتل والدي بطريقة وحشية على يد تنظيم داعش الإرهابي لأنه رفض ان يغادر تدمر وأبى الخنوع ومبايعة هؤلاء الإرهابيين متمثلا موقف زنوبيا أمام أمبراطور روما عندما رفضت الاستسلام " معتبرا أن والده كان أبا روحيا لآثار تدمر أراد الظلاميون تغييبه فصار عقلا نيرا للأبد وشرفا للإنسانية وسيظل خالدا في ضمائر الإنسانية رحل جسدا لكن صنائعه باقية  ."
وبدوره  عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور خلف المفتاح رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام  يرى أن تكريم الباحث الأسعد يعكس الوجه الحضاري للشعب السوري ...  هذا الشعب الذي  يدافع عن الإرث الحضاري والرسالة الحضارية في وجه محاولة المرتزقة والتكفيريين إلغاء هذا الدور وسرقة البعد الحضاري .
مؤكدا  على أن السوريين واثقون بالنصر إيمانا منهم برسالتهم وبتاريخهم وبمستقبلهم وبأن سورية كانت وستبقى صاحبة الرسالة الإنسانية والوجه الحضاري.
و الدكتور مأمون عبد الكريم مدير عام الآثار والمتاحف أوضح بأن الشهيد الأسعد قدم الكثير في اللغة التدمرية وكان سفير تدمر على مستوى العالم ... أعطى الكثير في حياته كما اعطى في مماته صورة عن وحشية الإرهاب وإجرامه وحقده على الحضارة والعلماء في سورية .
متوجها بدعوة جميع السوريين إلى التضامن لحماية التراث من العصابات الإرهابية التي عاثت فساداً بحق التراث الثقافي معتبرا أن استشهاد الأسعد أعطى دعما للقضية السورية بمواجهة ما يجري بحق الوطن من إرهاب وشكل دعوة تضامنية للدفاع عن التراث والحضارة السورية.
ومن جانبها الأستاذة  الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة السابقة فقالت “إن الإرهاب الوحشي الذي تتعرض له بلدنا يستهدف الشعب السوري في تاريخه وأرضه وحضارته وكان الراحل خالد الاسعد رمزا لهذا الشعب ورمزا لحبه لأرضه فرفض ان مغادرتها  ورواها بدمه في دعوة لنا "
وأضافت " لنتمسك بقيمنا التي تربينا عليها ولنتحصن من الانجراف في هذا السيل الهائل المخيف المجرم   بارك الله برجال الحضارة وبناة الثقافة ... فسورية ستظلّ شامخة .. وستبقى أرض الحضارات . "