دام برس - قصي المحمد:
برعاية وزير الثقافة الأستاذ عصام خليل تمّ افتتاح الندوة الفكرية في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق ، بمشاركة عدد  من المحاضرين الدوليين من سورية العراق وتركيا ، وأكّدوا خلال هذه الندوة على أهمّية الوقوف معاً في سبيل تحقيق النصر والتغلب على القوة الإرهابية ، هذا وتناولت الندوة محاور مختلفة.
وفي كلمة لوزير الثقافة الأستاذ عصام خليل أكّد فيها أنّ سورية ستنتصر على القوى الظلامية لأن النصر في سورية هو فعل حضاري متواصل، يبدأ منذ وعي الإنسان لذاته على هذه الأرض المقدّسة، و أنّ التاريخ لم يشهد حرباً سوداء كالحرب التي شنّت على سورية كما لم يعرف البشر محنة ظالمة كالمحنة التي مرّت بها سورية.
وأكّد وزير الثقافة أنّ أدوات الموت لم تستطع أن تزوّر طبيعة المواجهة، وإن ضللت البعض حيناً من الوقت، مضيفاً بالقول: كنا ندرك أن الصراع مع هذه الهجمة صراع ثقافي حضاري يستهدف الوجود والهوية، ويسعى لاقتلاع العقل ومحو الفكر تمهيداً لزراعة وتعميم مشروع ظلامي تكفيري يقوم على تسطيح الوعي وتشويه القيم والمرجعيات الثقافية التي شكلت بمجملها منظومة معرفية أضافت روافد نبيلة لحياة الإنسان، ولوجوده ،ولمعارفه.... وتابع القول: سورية تنتصر بحضارتها لأن صناع الحياة لا تهزمهم المحن، تنتصر بحضارتها، جذورها علمت التاريخ أبجديته الأولى وموسيقاه الأولى ووضعت في يد الدهر مفاتيح الزمان وعياً وثقافة وانفتاحاً وتسامحاً.
تنتصر سورية بجيشها العربي السوري المقدس.. ناطور السماء ... تنتصر بأبنائها وبوحدتهم.. بوعي المصير وبالانتماء العميق لملامح ترابهم المقدس.. وبالتفافهم حول القامة الشامخة لرمز العنفوان العربي القائد الإنسان بشار الأسد.

عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور خلف المفتاح قال في تصريح لـ دام برس:

كان تعامل السيد الرئيس بشار الأسد مع الأزمة بحكمة وعقلانية، تمثل في استجابته لمطالب الشعب السوري بإحداث تغييرات حقيقية في البنية العامة للدولة، كما إن الدولة السورية تعاملت مع المطالب المطروحة بجدية لأنها من حق الجماهير بغض النظر عن النوايا المبيتة لتدمير سورية بعيدا عن الأهداف المعلنة للإصلاح".
وأضاف خلف المفتاح: هناك حزمة قياسية من الإصلاحات تم إقرارها في بداية الحرب على سورية منها تجميد العمل بقانون الطوارئ وإلغاء محكمة أمن الدولة وتغيير بعض المحافظين إلى جانب إصدار قوانين جديدة للإعلام والأحزاب، ومن ثم تمت صياغة دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات برلمانية جديدة ، أنّ القيادة السورية استجابت بحكمة لمعطيات الجبهة الخارجية للحرب من خلال تعيين ممثلين عن الحكومة ليكونوا وسطاء في الحلول المقترحة للأزمة التي تمر بها سورية، والاستمرار في استقبال المبعوثين العرب والدوليين وفق سياسة الأبواب المفتوحة تجاه جميع المبادرات التي يمكن لها أن تحقن الدماء السورية وبما يتوافق مع سيادة ومصالح سورية،
كما إنّ الرئيس الأسد قدم في خطاب ألقاه في الشهر الأخير من العام 2013 رؤية وطنية للحل تحت سقوف سيادة سورية ووحدة شعبها وأراضيها واحترام ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية.
وضّح المفتاح الرؤية التي طرحها السيد الرئيس لحل الأزمة السورية وقال أنها تكون على مراحل ثلاث:
الأولى إيقاف العنف والإرهاب بكل اشكالة وإعادة المهجرين السوريين إلى بيوتهم التي تنطوي على إيقاف العمليات العسكرية من كل الأطراف والتزام الدول بالكف عن دعم الإرهاب مادياً وعسكرياً وفكرياً.
الثانية إطلاق حوار وطني واسع من أجل الوصول إلى ميثاق مشترك يتم الاستفتاء عليه، ينبثق عن ذلك حكومة جديدة تقوم بتفعيل مضامين الحل المتفق عليه من حيث كتابة دستور جديد وحكومة جديدة موسعة تعكسها خريطة برلمانية جديدة.
الثالثة يتم خلالها إطلاق مؤتمر للمصالحة الوطنية يعقبه صدور مراسيم بالعفو العام ونصل إلى حالة المسامحة التي تؤدي الاستقرار وإعادة البناء.

الباحث التركي الأستاذ بركات قار بيّن لدام برس في لقاء خاص أنه أصبح معروفاً على كل المستويات  دور تركيا في كل التغيرات،  وفي خلق هذه الأزمة بالذات وهذا الدور كان دوراً سلبياً تماماً له علاقة بالنظام الرأسمالي الامبريالي  الذي تماثله تركيا الآن.
وجودنا اليوم في هذه الندوة مهم من ناحية التضامن ومهم جداً لكشف النوايا السيئة ضد شعوبنا ذات المصالح المشتركة ومن هذا المنطلق له من أهمية كبيرة فالعمل والنضال والمعارضة هي ليست فقط مجرد عسكرية بقدر ما تكون أدبية وثقافية .
اليوم بالمرحلة المستقبلية هناك بعض التغيرات الطفيفة التي تحدث على مستويات محددة ضئيلة ولكن بالأصل ما تزال تقوم الدولة التركية بدعم الإرهاب من خلال تدريبه على أراضيها ووقوفها مع الدول الإمبريالية بذلك وان القول بأنّ حكومة اردوغان اليوم هي تشارك مع التحالف الدولي بضرب داعش هو كلا م غير دقيق فهي لم تشارك أبداً.

الباحث العراقي "جواد الزيدي" تحدث عن مشاركته في الندوة عبر ورقة بحثية تتناول العلاقة بين الثقافة والطبيعة وصناعة التاريخ ... حيث قال:

الطبيعة هي من تصنع التاريخ وبالتالي طبيعة المنطقة العربية التي تتسم بها شعوبها الصحراوية والجبلية والبحرية وغيرها هي هذه المنطقة التي تحتضن الثقافة المدنية الحقيقية، الصراع القائم في المنطقة ثقافي، لأن الثقافة سلوك وانتماء فإمّا أن تصطف الشعوب باتجاه الرؤية المدنية الثقافية الحقيقية، وأمّا تجنح نحو الاختطاف والقتل والظلامية والراديكالية.
الآن ما يوحّد القوى الوطنية التقدمية والقومية هو مشروع مشترك لمعارضة الإرهاب وعدائيته وبالتالي فقد قدمت هذه القوة مجموعة من الشهداء وهذا الأمر مهم ولكن هذه القوى لم تمتلك حتى الآن الدعم والمال السياسي على غرار أعدائها في المشروع الظلامي الذي تدعمه قوى وأنظمة سياسية عالمية .
أعتقد أنّ الإرادة الحية ستنتصر ممثلة بسورية ومن يتحالف معها من أحزاب وقوى وشخصيات منفردة، هذا المشروع إنساني وقدر التاريخ ألاّ ينتصر أعدائه من أصحاب مشاريع العنف والإرهاب، حتى لو مضى عامين أو ثلاث على وجودها.
مدام رباب الأحمد مديرة المركز الثقافي في أبو رمانه:
نحن محكومون بالنصر بسواعد أبطال الجيش العربي السوري رجال الله في الميدان ... وبتضافر مؤسسات الدولة بنشر الوعي والثقافة من خلال الوزارات والمجتمع الأهلي ... وسورية منتصرة وكلما كان هناك اضاءات أكثر حول الحلول للأزمة هذه يؤكّد النصر القريب... هذه الرؤية شاملة واسعة واستشراف واستدراك لما يجري من خلال مناقشة وتحليل  رؤية السيد الرئيس لحل الأزمة السورية.