دام برس - لجين اسماعيل :
نظراً لأهمية التكامل بين الثقافة والإعلام  أقامت وزارة الثقافة ورشة عمل لبحث هذه العلاقة وتحديد الآليات التي تساعد في خدمة هذه العلاقة وتعمل على تفعيل دورها وترسيخ حضورها كأداة فاعلة وذلك في القاعة الشامية بالمتحف الوطني بدمشق .
الدكتور توفيق الإمام معاون وزير الثقافة أكد على تكاملية  العلاقة  بين الثقافة والإعلام ، فهي علاقة تشاركية لا يجوز الفصل بينهما ، موضحاً بأن الوزارة ارتأت لإقامة الورشة بمشاركة كافة الوسائل الإعلامية للخروج بعدد من التوصيات ، ضمت خيرة من الإعلاميين بهذه المؤسسات .  لافتاً إلى ظان هذه التوصيات سوف يتم  العمل  عليها لاحقا وبيان نقاط القوة والضعف من خلالها .
وبدوره الدكتور جهاد بكفلوني المدير العام للهيئة السورية للكتاب  أكّد بعبق كلماته على أهمية التكامل بين  الثقافة والإعلام  معبّراً عن ذلك بجمل بلاغية فيقول : "إذا كان هناك مركب مهيّأ لأسباب الإقلاع .. وكانت المياه ضحلة في البحيرة فليس بوسع من يريد استقبال هذا المركب أن يصل إلى الضفة الأخرى الذي  يقابل ذلك حالة عكسية فإذا كانت البحيرة تغصّ بالمياه والمركب في حالة عجز على أن يقل صاحبه إلى ضفة أخرى فتبقى المشكلة قائمة .
وأوضح بأن العلاقة قائمة على أساس التكامل والتنسيق والتعاضد وليس  على أن ينظر أحدهما إلى الآخر على أنه هو المسؤول  عند  حدوث خلل او حالة من أو قصور في الأداء ،فالثقافة والإعلام أسلوب حياة وطريقة تفكير.. لا أن يتحول الإعلام إلى مرآة تعكس الأطياف بصورة اعتباطية بل تتدخل في لون الطيف  ،وكذلك الامر بالنسبة للثقافة لا نرسل المنتج جاهزاً إلى الإعلام دون أن نطلب تدخله وبالمقابل ليس مطلوباً من الإعلام ان يعدّلّ من ثقافة المنتج .
وبيّن بأن التنسيق على مستوى عالٍ بين الجهتين  وحسب تصوّره سنكون قادرين على الوصول إلى منتج ثقافي إعلامي يحقق المتعة والفائدة في آن معا وهي البغية التي نود الوصول إليها.
ومن جانبه  الأستاذ سمير المطرود  أكد على أن الورشة جاءت  في محاولة لرصد آلية عمل قد تكون مفيدة للمستقبل من أجل إثراء الجانب الإعلامي بالأفكار والفعاليات الثقافية كذلك إثراء
وأوضح بأن هذه العلاقة جدلية  في أيهما يتبع للآخر ..ففي تصوّره هي علاقة  تشابك وتشاركية وتكاملية .. فالإعلام متمم للثقافة كما الثقافة مادة الإعلام .
ولفت إلى أننا وخلال الورشة نسعى للبحث  عن آلية عمل جديدة قد تساعد في إرساء الفكر الحالي الذي نعمل عليه انطلاقاً من هذه الأزمة في إعادة صياغة المتغيرات الثقافية وتعزيز القيم الثقافية معرفيا بالنسبة للمواطن السوري ... إضافة إلى البحث عن وسائل جديدة للتواصل  بين الحالة الثقافية والإعلام  .كما الإشارة إلى مكامن النجاح والخطـأ .. فالنقد يعيد بناء الحالة الثقافية .
والجدير بالذكر بأن المشاركون في الورشة ناقشوا عدّة محاور مقدّمين عدّة اقتراحات في هذا المجال  ؛ تحديد آلية العمل  بين الثقافة والإعلام ، وكيفية إضافة القيمة للإعلام في المجال الثقافي إن كان من خلال النقد أو الاجتماعات المتكررة ، كذلك محور الطفولة بما يتعلق بتطوير الإعلام الثقافي  من حيث الإعلان عن فعاليات الطفل ، وابتكار لغة موجهة للطفل ،وختاماً بمحور الإنتاج المشترك بين الثقافة والإعلام .