دام برس - قصي المحمد:

برعاية وزير السياحة المهندس بشر يازجي تقام فعاليات الملتقى الوطني للفن والإبداع في فندق الداماروز بدمشق، وتم افتتاح اليوم الأول للملتقى بوصول تمثال ملكةُ مدينة الحرير ملكة تدمر زنوبيا إلى ساحة الأمويين لتكون شعاراً ومنارة لينظر العالم إلى دمشق التي تحتضن الحضارات ... تحتضن اليوم زنوبيا وهي من حافظت على السيف الدمشقي خلال السنين الماضية.

وفي تصريح لوزير السياحة أثناء وصول تمثال الملكة زنوبيا إلى ساحة الأمويين قال:

 من تدمر إلى دمشق طريق عبّده السوريون بدمائهم وتضحياتهم وعرقهم، طريق يمتدُّ عبر التاريخ وسيشّهد التاريخ أنًّ ما تتعرض لهُ الآثار في تدمر من تدمير وتخريب هذا لن يزيدها إلاًّ خلوداً وعراقةً، واليوم شركائنا هم شباب وشابات وشاركوا وآمنوا وأثبتوا أنّ الحرب لن تسبب شللاً بالحياة بل ستُزيدنا تجذّراً أكثر بهذه الأرض .

اليوم نقول: أنّ تاريخنا كتبهُ أجدادنا بدمائهم الطاهرة ... واليوم يكتبه رجال الجيش العربي السوري، اليوم وبوجود تمثال زنوبيا نؤكّد أنّ الشام ستبقى تحتضن كل الحضارات الإنسانية حول العالم، وإنًّ السبيل الوحيد لإيقاف هذا التدمير الممنهج الذي نشاهدهُ هو ليس التنديدات الخجولة إنًّما أفعال حقيقية من قبل الدول الداعمة والممولة للإرهاب، وتم اختيار ساحة الأمويين لتاريخها والرمز الموجود فيها السيف الدمشقي.

وبعد تنصيب تمثال الملكة زنوبيا وعربتها بساحة الأمويين استُكملت حلقات افتتاح الملتقى في الداماروز ، وألقى سيادة الوزير كلمة أكّد فيها على عراقة الحضارة السورية وعن انتمائنا لهذه الحضارة كسوريين وذلك بالقول:

 بين دمشق وتدمر مد التاريخ روابطه الأبدية، رسم خطاً بينهما على الأرض وفي السماء ولا يمكن لأحد أن يقطعهُ مهما بلغ من قوّة وجبروت...

نحن هنا اليوم لا لننعي عالماً فذاً .. أو نبكي على تاريخ يتهدم... نحن هنا لنقول إنّنا نحن كتبة التاريخ ، نحن من تمتد جذورنا في الأرض 7000 عام..  من الحضارة كتبنا تاريخنا بدمائنا التي روت هذه الأرض الطاهرة ... ويكتبهُ اليوم رجالنا حراس بوابة الشمس ... رجال الجيش العربي السوري على اتساع الأرض السورية.

من تدمر إلى دمشق طريق يمتد عبر التاريخ ... تراثاً إنسانيا أهديناه للعالم أجمع ... لأننا صناع الحضارة، وما يحدث اليوم من هدم لهذا التاريخ لن تزيده إلاّ عراقة وخلوداً .

وتابع معالي الوزير قائلاً: الملتقى المنوع بفعالياته اليوم يقدّم تكثيفاً لحالة شريحة سورية لا زالت تُبدع وتُنتج انطلاقاً من انتمائها الاستثنائي وقدرتها الفريدة على ربط واقعها بحضارتها وتاريخها.

 تدمر ستعود ومجدها سيستمر وما دامت دمشق باقية أقوى من كل الحواضر، وزنوبيا في ضريحها ستمتطي عربتها من جديد وتحاربهم ما دام أحفادها أبطال الجيش العربي السوري موجودين في ساحات الوغى ...

وبعد ذلك أكّمل سيادة الوزير مشيداً بدور شهيد الحضارة وتدمر الأستاذ الدكتور خالد الأسعد قائلاً:

روح الدكتور الشهيد خالد الأسعد ستبقى ُتلهمنا معنى التضحية  لأجل الأهداف النبيلة، والوسام الذي منحه إيّاه السيد الرئيس بشار الأسد هو بُشارة نصر قادم وستشعر روحه بالاطمئنان قريباً.

هذه الفعالية المبنية على الفنّ والإبداع تحمل الكثير من الدلالات الرمزية  وتفاصيلها الغنية رسالة آمل بالغد ، ومحاولة جادّة لفضح الإرهاب ومموليه بالصورة والكلمة.

الفنانون والمبدعون هم حماة الوطن بالفكر والإبداع ونشر الوعي وشحذ الهمم والارتقاء بالنفس البشرية ... وفعّالية اليوم يمكن أن نقول أنها تعبّر عن حالة انتماء لهذا الوطن العظيم تبدأ وتنتهي بالجيش البطل وقائدنا الصامد، وينمو بجهده كل واحد منّا ليجسد الانتماء بطريقته الخاصة.

وخم الوزير كلمته بتأكّيده على فكرة الانتماء فقال: إن السوري المنتمي وبقدر انتمائهُ يبعث رسالة الحب والجمال والوفاء لأشخاص وطنه ومفاصل تاريخه .. تماماً كما يبعث رسالة السلام للعالم وهو من يرفع صوته عالياً للعالم ليقول:

" أنا ابن سورية بوابة الشمس لن يحمل رسالة الحرب بل رسالة الحب".

تاج الدين محمد مدير الملتقى الفني للإبداع عبر بدوره عن هذا اليوم العظيم الذي يحمل معان كبيرة للسوريين واعتبر هذا اليوم هو رسالة للعالم كلّهُ هي رسالة تقول: أنّ الشعب السوري هو الذي صنع كل تلك الحضارات وسيعمل على بعثها من جديد، والحضارات هي صناعة الإنسان السوري ولا يمّكن لهم أن يلغوا التاريخ السوري فالتاريخ باق .

حسين أحمد هو أحد داعمي الملتقى قال: إنّ الإنسان هو من  يعطي القيمة للزمان والمكان،   الوقوف والدعم لهذا الملتقى يعني الدعم لملكه عربية سورية صمدت في وجه الرومان قديماً، هذا الموقف نقارنه  بالموقف العربي السوري،  كما يمثله من تلاحم القيادة والشعب  والجيش العربي  السوري وما يحمله من لاءات لأمريكة والغرب وللرجعية وللإرهاب ولداعش وقطاعي الرؤوس، فالملتقى هو دعم لكلمة الحق ودعم للحضارة، وخسئتم من تدعمون الإرهاب، سورية هي فقط للقرار السوري الصادر والنصر قريب.

طلال زريقة كاتب ومحاضر بجامعة دمشق:

إن هذه الفعالية بالحقيقة هي تعبّر عن مدى حرص سورية على حضارتها رغم ما تعرّضت له من تدمير وحتى لو دمروا الحجر لا يمكن أن يدمّروا الإنسان والإنسان هو صانع هذه الحضارة وصانع التاريخ ، التاريخ الذي استطاع خلال 7000 عام أن تمتزج فيه كل حضارات الأمم.

وكل مواطن بالعالم له بلدان، سورية وبلده الذي يعيش فيه،  هذا الوطن  لا يمكن أن يتأثّر بتلك الجماعات الإرهابية التي تآمرت على حضارتنا  ولكن سورية تعّتبر  بلد الحضارات وبلد الإنسانية وهذا الإنسان السوري هو صانع المجد ، زنوبيا  كإمبراطورة تحدّت الرومان وبنت المسارع والآثار  وكل ما تحتاجه المملكة وبقيت  300 عام وهي واحة مدينة الحرير تعتبر ممرّ لكافّة التجار وهي حضارة لا يقلّ عمرها عن 2000 عام لذلك نقول اليوم: إنّ سورية باقية .

ياسين رستم فنان مشارك بكلمات بسيطة ومعبرة قال : من حمص شاركنا في هذا الملتقى رسالتنا اليوم هي مهما عملت داعش والجماعات المسلحة لم يستطيعوا تدمير هذه الحضارة الكبيرة، واليوم هذا العمل يجسد صمود سورية وانتصارها.