دام برس - عبد الجدوع :

للمصالحات الشعبية أثر كبير في إعادة الكثير من المغرر بهم إلى جادة الصواب، ولعبت هذا الدور في العديد من المحافظات السورية، واثبتت في العديد من المواقع جدوى عملها من خلال الأرقام التي حققتها على أرض الواقع حيث تم تسوية الآلاف من المغرر بهم، وتمت مصالحات في العديد من القرى، وعلى نبل هذه المهمة التطوعية لقد شابها الكثير من الشوائب من ذوي النفوس الضعيفة التي وجدتها باباً للكسب والنصب والاحتيال.

للوقوف عند هذا الموضوع الهام، التقت دام برس الشيخ الدكتور جابر محمود عيسى رئيس لجان المصالحة الشعبية في سورية وكان لنا الحوار التالي :

*- مهمة لجان المصالحة الشعبية، وكيف تشكلت؟

بناء على خطاب السيد الرئيس بشار الاسد رعاه الله في دار الاوبرا في بداية الاحداث، تشكلت لجان المصالحة الاهلية، والشعبية لحقن دماء الشعب السوري بادرنا مجموعة من المواطنين من سائر المحافظات السورية لتشكيل اللجنة المركزية للمصالحات الشعبية في سورية، وتم الاجتماع في وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية، وتمت عملية انتخاب الهيكلية للجنة بأشراف السيد وزير المصالحة الدكتور علي حيدر وانطلقنا بعدها لتشكيل لجان فرعية في المحافظات.

واصبح لدينا لجان في سائر المناطق، والنواحي، والاحياء حتى بلغ عدد اعضاء هذه اللجان اكثر من 1.5 مليون ونصف مواطن سوري. ولهذه اللجان ثوابت ثلاث وطن رمزه العلم، و المواطن رمزة رئيس الجمهورية، وحامي الوطن والمواطن هو الجيش العربي السوري وما دون ذلك خاضع لحاجات الشعب العربي السوري، فهو متغير مع تبدل الاحداث وتغيراتها، وهي هيئة مستقلة بكل مكوناتها، وتمويلها ذاتي على حساب اعضاءها وليست لها جهة داعمة مادية تعمل بقرار مستقل وتضع خططها من مقابلات وخطب السيد الرئيس وتعمل على خدمة كل من يحمل الهوية السورية بغض النظر عن النزاع الحاصل، تم وضع نظامها الداخلي، وهيكليها، واهداف هذه اللجنة بحيث عملها بين كفتي ميزان وهي لسان هذا الميزان، للمخطوفين وللمهجرين ولأبناء الشهداء وجرحى الجيش على كافة الاصعدة المادية والاجتماعية والانسانية وكل ما يلامس حياة المواطن السوري.

*- ما هي الخدمات التي قدمتها اللجنة بشكل عملي وميداني؟

لنا بفضل الله وعونه العديد من الانجازات على ارض الواقع وعلى سبيل المثال منها :

1- تم تسوية اوضاع اكثر من 30 الف مواطن كان مغرر بهم وتمت عودته الى حضن الوطن في سائر المحافظات السورية.

2- تم عمليات مصالحة للعديد من القرى ومناطق ومنها المعضمية وبيت سحم، وقرى القلمون، وبعض قرى القنيطرة، وبعض القرى في حماه، وتحديدا الريف الجنوبي الشرقي من المحافظة، وقرى ريف حمص، كما تمت تسوية العديد من احياء المدن الرئيسية.

3- تقديم المساعدة لعدد من العائلات التي تضررت جراء الاعتداءات على احياءها هناك مساعدات مادية وعينية .

4- احداث مدارس ضمن تجمعات الوافدين من نخب علمية من اعضاء المصالحة الشعبية لتدريس ابناء اسر الوافدين في مركز الايواء وتقديم اللباس لهؤلاء الاطفال.

5- العمل على نشر فكر ثقافة وطنية موحدة تحت سقف الوطن من خلال ندوات ومحاضرات في جميع المحافظات.

6- العمل على مراقبة حاجيات المواطن وهمومة وتوثيقها واحالتها الى الجهات المختصة والمعنية ليصار الى معالجتها اصولا.

7- العمل على البحث عن الموقوفين لدى الدولة من ابناء المجتمع السوري وكشف مصيرهم واخبار اهاليهم بذلك.

8- العمل على التواصل ما بين جميع الشرائح والاطياف في المجتمع لعودة اللحمة السورية كما كانت قبل الازمة والاحداث.

9- التواصل مع جميع السوريين الذين غادروا وطنهم من اجل عودتهم الى وطنهم وتسوية اوضاع من يلزم.

*- هناك العديد من المعوقات التي اعترضت سبيل عملكم هل لنا ببعضها؟

من خلال استمرار الازمة لتاريخه منذ عدة سنوات فهناك بعض من المسؤولين ليس له ثقة بأعمال المصالحة الوطنية لانتكاساتها عدة عمليات مصالحة من قبل المسلحين ، فانعكس ذلك سلبا على عدم التعاون لعدد من المسؤولين مع لجان المصالحة الشعبية كونه ينظرون اليهم انهم سبب في فشل تلك المصالحات التي تمت، وهناك اعضاء يستغلون اسم المصالحة لغير خدمة الوطن والمواطن وعدم مصداقية عدد كبير من اعضاء المصالحة الشعبية، واقولها بكل مصادقيه، وشفافية اصبحت المصالحة عبارة عن صنعة للكسب والنصب والنهب والاحتيال والخيانة بغرض الحصول على مبالغ مادية بخسة لقاء بيع وطنهم بذات الثمن البخس.

وعمل المصالحة ليست جهة واحده حيث هناك العديد من الجهات العالمة بهذا المجال، وتعود هذه الاعمال الى جهات مختلفة في الدولة لجنة هنا واخرى هناك ولجان الوزارة ولجنة مجلس الشعب ولجان المحافظين ولجان امناء الفروع ولجان العشائر ولجان شيوخ الدين ولجان المكاتب الخاصة مما ادى الى تفتت جهود الوطنيين الصادقين لخدمة وطنهم وشعبهم واصبحت المصالحة هي محط خلاف ونزاع وتخوين ما بين جميع الاطياف وكلا يقول انا وسواي لا قيمة له، والاخطر هو زراعة الفكر التكفيري في عقول هؤلاء الذين تم التغرير بهم فهذه الثقافة جديده على مجتمعاتنا فلابد من فكر يناهضها، وبدحضها، ويكون ندا لها، ولا بد من اسلوب ناجع يعالجها بشكل نهائي.

*- وهنا سألنا الشيخ مباشرة هل لكم علاقة بهذا الفساد شيخ وانتهم هرم المصلحة الشعبية ؟

لا بد من تبعية تلحقني من خلال مساعدات هؤلاء الاعضاء الى المكتب المركزي للجان واعانتهم الشهرية من كوني شريك بذلك المال وقبول الهدايا والبسة والاحذية وما شابه ذلك.

*- ما هو الحل لعلاج هذه المعضلة وهذا التشتت؟

أولاً : من حيث لجان المصالحة الشعبية اقدمن على الغاء جميع التكاليف الصادرة قبل تاريخ 1/8/2014 واعدنا تقيم ذاتنا واخترنا من قدم عمل في المدة السابقة وعملنا توثيق من جديد لجميع اللجان والاعضاء بحيث وصل عدد هذه اللجان بما لا يتجاوز 3 الاف عضوا فقط في سائر المحافظات السورية بدل مليون ونصف.

ثانيا : تم تقديم اكثر من كتاب ومذكرة واجراءات ومؤتمرات طالبنا من خلالها تشكيل هيئة عليا لأعمال المصالحة الشعبية في سورية تنظم عمل جميع الجهات العاملة في لجان المصالحة بقيادة وزراه المصالحة كونها احدثت لهذا الغاية وفي حال تم توحيد جهود الجميع فنحصل على نتائج سريعة ومن خلالها يتم حقن دماء الشعب السوري وتترجم توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد بهذا الخصوص بشكل فعلي وعملي وبما يخدم المصالحة بشكل عام، وتكون هذه اللجان حققت اهداف احداثها على الارض السورية ولكن باستمرار واقع التفتت مرجعية اللجان لا يمكن تحقيق هذا المشروع ويكون وما تم تحقيقه عبارة عن جهود فردية وشخصية وهنا لن تكون هذه الجهود الفردية والشخصية قادرة على علاج وحل الازمة.

*- كيف تنظرون الى هذه الازمة ؟

تبين لي من خلال العمل خلال هذه السنوات ام الازمة هي ازمة انفس لمن ادعى الوطنية اكثر من ازمة المغرر بهم، او ان كل وجيه، او مسؤول، او شيخ، او حتى وطني اتجه باتجاه اهلة ومنطقته ناصحا ومذكرا اياهم انهم يقترفون اخطاء وخروجهم على القانون والانظمة النافذة جريمة لا تغتفر لما وصلنا الى ما نحن عليه اليوم، أنما شيخ دمشق يعالج في حمص وشيخ درعا في دمشق تاركين اهليهم واحيائهم تتخبط في غياهب الجهل والطغيان والجريمة .

والحل كان يجب ان يكون في أي مدينة او قرية خارجة عن القانون والانظمة يجب ان يقومها ابناءها واهاليهم وكبارهم وكان يفترض ردعهم باي طريقة كانت من نخب المكان، وكذلك الحل يأتي تزامن مع التعاون مع الدول المجاورة بوقف ارسال الارهابين وايقاف تمويلهم وتسليحهم من الخارج وقطع الامداد عليهم هنا يمكن القول ان الازمة السورية تنتهي بأقصر وقت ممكن.

*- هل ينتهي دور المصالحة بانتهاء الازمة ؟

المصالحة بالمفهوم العام هي حاجة ماسة لأي مجتمع اكان في حالة حرب او نزاع او أمن ولا بد من استمرار اعمال المصالحة لمعالجة مخلفات الازمة وحل مشاكل التي تجمعت من خلال الاحداث طيلة هذه السنوات فعمل اللجان حاليا مرهون بحركة وانجازات الجيش العربي السوري، وانا أراها حاجة ضرورية وملحة وحتى بعد رفع الاعمال القتالية وهنا يبدئ الدور الحقيقي للمصالحة بشكل صحيح، وهي امر ملح لإصلاح ذات البين بكل زمان ومكان.

ماهي رسالتك للشعب العربي السوري عبر مؤسسة دام برس الإعلامية ؟

 اقول لكل الخارجين عن الطريق الصحيح لا بديل عن الوطن وترابه، وطريق الضلالة قصير وإن حقلك بعض المكاسب الآنية ، فسورية للجمع وتتسع للجميع كما كانت وستبقى .