أتى العيد وجرح الوطن ينزف كل يوم، شهداء وجرحى ومفقودين ومهجرين.. ولأن العيد هو ابتسامة فرح أو مشاركة للحزن والألم ، ولأن هدفنا هو معانقة الجراح والآلام ، تشرّفت جمعية سورية بتجمعنا بالتوجه الى الساحل السوري الأبي الصامد واختتام حملة "رمضان بيجمعنا" وإطلاق حملتين في عيد الفطر المبارك: حملة "من حقي البس" و حملة "العيد مع أهل الشهيد" 

انطلقنا في آخر أيام شهر رمضان المبارك من دمشق الياسمين الى مدينتي اللاذقية وطرطوس محملين برسائل المحبة والسلام والمواطنة الفاعلة الحقيقة..

بدأنا من مدينة اللاذقية وأطلقنا المرحلة الخامسة من الحملة الموسمية الستمرة "من حقي ألبس" بعدد كبير من الثياب المستعملة والجديدة التي شارك بها أهالي دمشق و توجهنا الى ستة مراكز إيواء في مدينة اللاذقية الصامدة والتي استقبلت بقلبها الواسع  اخوتنا الأسر المهجرة من عدة مناطق ضربها الإرهاب وخصوصاً أهلنا من حارم واشتبرق.

قدمنا من خلال الحملة "كسوة العيد" لاهلنا المهجرين وقضينا معهم أروع اللحظات من خلال مشاركة الألم ومحاولة زرع الأمل مع الدعاء للجيش البطل لتطهير مناطقهم في القريب العاجل ليعودا الى بيوتهم التي هجرها منهم الارهاب الأسود الأعمى

في آخر يوم من شهر رمضان توجهنا الى خطوط التماس الأولى في ريف اللاذقية وشاركناهم الإفطار الاخير واستمدينا من صمودهم كل المعنويات المرتفعة ، بالإضفة لزيارة عدد من المواقع العسكرية وذلك ضمن حملة "رمضان بيجمعنا" والتي استمرت طوال شهر رمضان المبارك لإقامة موائد الإفطار والسحور لأبطال الجيش العربي السوري على خطوط النار الاولى، بالاضافة الى جنود الوطن المجهولين عمال الكهرباء والصيانة وعمال النظافة والبلديات..

في أول أيام عيد الفطر المبارك توجهنا الى مدينة طرطوس وريفها والتي تملك شهداء بعدد أمتارها المربعة، وكان لنا شرف لقاء عائلات الشهداء والجرحى والمفقودين من أبطال الجيش العربي السوري وقضاء العيد في بيوتهم الطاهرة الكريمة..

دخلنا بيوتاً كثيرة، شاركناهم الحزن والألم وحكايات الشرف والكرامة والبطولة وصافحنا أيديهم الطاهرة التي ربّت رجالاَ قدموا أرواحهم الطاهرة للوطن.. إقتحموا حقول ألغام الشر ليرسموا للوطن خريطة النجاة والنصر، فسالت دماء جراحهم لتروي أرض الوطن، ولتكتب سطراً جديداً في تاريخ المجد والبطولة..

إن الكلمات تصغر أمام تضحيات أبطال سورية التي لم ولن ينجح أحد في الانتصار على جيشها الباسل ويبقى كل ما نقوم بهِ مهما بلغ حجمه خجولاً لا يمكن أن يفي هؤلاء الأبطال حقهم من التقدير والإجلال. 

ويبقى الاهتمام بذوي الشهداء والمفقودين وجرحى الجيش العربي السوري واجب اخلاقي ووطني وهو عمل رمزي وأقل ما يمكن تقديمه للرجال الأبطال الذين يضحون بدمائهم وأرواحهم في سبيل أن يحيا الوطن وأبناؤه بأمن وأمان ولتبقى رايته ترفرف في سماء العزة والكبرياء. 

وفي النهاية نتوجه بتحية حب وتقدير لذوي الشهداء والمفقودين والجرحى والشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه الفعاليات وسيبقى هدفنا معانقة جراح الوطن ومداواتها لتبقى دائماً وأبداً على كل الحب والتعاون والعطاء .. سورية بتجمعنا..

 

رامي الحلبي

رئيس مجلس ادارة جمعية سورية بتجمعنا