دام برس - سومر إبراهيم :

قال الدكتور رفيق علي صالح مدير المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أكساد في حديث خاص مع دام برس : أن حجم التعاون الكبير مع الدولة السورية ساهم في استمرارنا ، وإن لقاءاتنا الدورية مع رؤساء الحكومة المتعاقبين  أتاحت لنا فرصاً لطرح جميع المشاكل التي تعترض عملنا وهم لم يتوانوا يوماً عن حلها مهما صغرت أو كبرت وخاصةً رئيس مجلس الوزراء الحالي الذي اتخذ قراراً مهماً لتأمين مقراً للمركز في صبورة بريف دمشق بعد التخريب الذي لحق بمقرنا في دوما وسننتقل إليه قريباً ، بالإضافة إلى التعاون الإيجابي المستمر الغير محدود مع وزارة الزراعة .

وحول دور أكساد في تحقيق الأمن المائي العربي قال صالح أن 88% من المياه تستخدم في الزراعة ، فالعمل على المشاريع المائية الزراعية يحافظ على الكتلة الرئيسية للموارد المائية العامة ، ففي قمة الكويت عام 2009 تم تكليف المركز بوضع إستراتيجية الأمن المائي العربي بالتعاون مع وزارات الري العربية وتم وضع هذه الإستراتيجية واعتماد مشاريع عملية جوهرها الحفاظ على الإدارة المتكاملة للموارد المائية في الوطن العربي عن طريق " حصاد مياه الأمطار ورفع كفاءة استخدام المياه في الزراعة والتخفيف من أثر التغيرات المناخية والحفاظ على الحقوق العربية في الموارد المائية " وهذه المشاريع تمول من صناديق التمويل العربي ، والآن نعمل على موضوع استخدام المياه غير التقليدية ، ففي سورية وبالتعاون مع البحوث الزراعية تم تنفيذ مشاريع لاستخدام المياه المعالجة لري المحاصيل غير الغذائية و الأشجار الحراجية .

وفيما يخص حصاد المياه تم الاتفاق مع وزارة الزراعة السورية لتنفيذ سدّات مائية في الساحل السوري لتأمين ري تكميلي للمحاصيل البعلية مما يرفع إنتاجيتها ، وتخفف هذه السدّات أيضاً من آثار الحرائق . ومشروع مغر المير في ريف دمشق كان هدفه تحقيق فكرة الري الجماعي كجمعية تعاونية للمياه لتحقيق العدالة في توزيع المياه كون مصادر المياه محدودة وكلف المشروع حوالي 35 مليون ليرة في 2010 لكن تم تخريبه وسرقت الأنابيب ومحطات توليد الطاقة الكهربائية .

وبين صالح أن مكافحة التصحر عنوان عريض في عمل المركز ؛ صحيح أننا لا نستطيع أن نكافح التصحر بكل الوطن العربي ولكن نعمل على وضع المشاريع والدراسات وإجراء التجارب ضمن إمكانياتنا المادية ويتم تطبيقها حسب كل دولة  ، ففي سورية في عام 2010 على طريق تدمر - دير الزور الذي كان ينقطع في الصيف بسبب العواصف الرملية نفذنا مشروعاً على مساحة 3000 هكتار لمكافحة الكثبان الرملية عن طريق مصدات من سعف النخيل وحفر خنادق وزراعة نباتات مقاومة للجفاف وحقق نتائج جيدة وأمّن الطريق من هذه العواصف ، ونفذنا مشاريع في المملكة العربية السعودية وليبيا ؛ ومنذ فترة طلبت منا وزارة الزراعة والبيئة العراقية إجراء دراسات لمكافحة التصحر والكثبان الرملية سيتم البدء فيها قريباً .

يشار إلى أن المركز تأسس بقرار قمة عربية في عام 1968 ليكون مقره دمشق بالجمهورية العربية السورية وبدأ عمله الفعلي في عام 1971 . وهو منظمة عربية متخصصة تعمل ضمن إطار جامعة الدول العربية ، بهدف توحيد الجهود القومية لتطوير البحث العلمي الزراعي في المناطق الجافة وشبه الجافة وتبادل المعلومات والخبرات على نحو يمكِّن من الاستفادة من ثمار التقدم العلمي ونقل وتطوير وتوطين التقانات الزراعية الحديثة بغية زيادة الإنتاج الزراعي في هذه المناطق .