دام برس - لجين اسماعيل :
لطالما كان الكتاب مصدر فخر للوطن سورية ...وهي تواجه ما تواجهه ... فكم غدت حاجتنا أكبر لنكوّن كلمة حق و مسؤولية في هذا الزمن الصعب لنعبر إلى زمننا القادم بإرادة الحب والحياة التي تعلّمناها .
من هنا ..و برعاية وزير الإعلام عمران الزعبي و استمراراً لمعرض الكتاب في مركز ثقافي أبو رمانة ... تحت شعار " إقرأ ترتقي " تمّ تكريم من شكّل ظاهرة أدبية عميقة الجذور و التقاليد ... تكريم منشورات وزارة التربية و الهيئة العامة السورية للكتاب و وزارتي الإعلام و الثقافة وذلك في مكتبة الأسد .
وزير الإعلام عمران الزعبي أشار إلى أن الكتب المدرسية تخاطب العقل الجمعي الوطني ، التي لولاها ما بنيت البلاد .
مؤكّدا على أن كل ما حدث في سورية لم يستطع أن يجعلنا كسوريين أهل حزن إنما أهل ثبات و صمود ، فالعبرة في الحروب في قدرة الباقيين من خلال وطنيّتهم و ثباتهم و استمرارهم في الدفاع عن البلد ، لافتاً إلى أن سورية التي تعرضت للحرب خلال السنوات الأربع تستحق منّا أكثر مما قدمناه حتى هذه اللحظة ، لندافع عن فكرة سورية الحضارية الخلاّقة الإنسانية ، فسورية جزء من الأمة العربية .
الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الإعلامية للقصر الجمهوري أشارت إلى أهمية هذا اليوم لإعادة الاعتبار للكتاب و القراءة ، حيث يظنّ البعض مع ما تقدّم من التكنولوجيا أن الكتاب قد فقد قيمته
و هنا تنوّه في قولها : "لكن إذا نظرنا إلى العالم الذي ابتكر التكنولوجيا لوجدنا أن الكتاب مازال محتفظا بقيمته و لذلك نحن كشعب عربي يجب أن نعيد الاعتبار للقراءة و الكتاب و أن ترفع نسبة المقبلين على القراءة "
و أضافت : "شعب يقرأ.. يرتقي هو شعار مهم مؤكدة على دور القراءة حيث يمكننا من خلالها أن نكون فاعلين في كافة المجالات ، كما تعتقد أن اليوم السوري للكتاب والذي يتزامن و معرض الكتاب بداية تلمس الطريق لإعادة تشريع هؤلاء ،مشيرة إلى دور الوزارات في إعادة الاعتبار للقراءة ، فلا ضير في أن تخصص بضع دقائق للمطالعة حتى يتعلّم الطفل منذ نعومة أظفاره أن يحترم المطالعة لتكون جزء من حياته و تكوينه .
و ختاماً توجهت بالتحية لاتحاد الناشرين و القائمين على هذه المعارض في الوزارات المختصة لأن هذا جزء من الصمود ضد الإرهاب و محاولات الوصاية على بلدنا العزيز .
الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب لفت إلى الفارق بين إنسان و آخر يكمن في نوعية ما يقرأ و لذلك الإنسان الذي يقرأ ثقافة وطنية يصبح متمسّكا بأرضه و وطنه و المنظومة القيمية ،و هذا لا يأتي إلا عن طريق الكتاب .
كما أشار إلى الشباب الواعي و المتمسك بأرضه الذي ما كان لو لم تكن لديه ثقافة وطنية و ثقافة انتماء حقيقية حصّلها عن طريق القراءات أيا كان نوعها .
و نوّه إلى أننا أمة تقرأ بشكل نوعي فقد تنوعت القراءة و تعددت الاختصاصات ،والإنسان بمقدار ما يحصله من قراءة الكتب بل و باختيار ما يجعله إنسانا متميزا و مبدعا ، فغذاء الفكر كما غذاء العاطفة .
و أضاف : الكتاب جوهر الحياة و الفكر ، و غذاء الحياة يبدأ بغذاء الفكر و من هنا يبدأ الرقي ،
و في حال الأزمات يتجسد الألم و ينبغي أن يظل المبدعون و الكتاب مبرزين لهذا ، وأن ينطلق الإبداع من صميم الألم فاقترح أن يكون هناك مجلسا جامعا لكافة الفعاليات لدراسة الأسباب التي تؤدي إلى تردّي صناعة الكتاب و عزوف البعض عن طباعة الكتاب .
وبدوره رئيس اتحاد الناشرين السوريين والمدير العام لدار الحافظ الأستاذ هيثم الحافظ يؤكد على أن فعل القراءة فعل رقيّ و حضارة ، تطوّر و بناء ، لافتاً إلى أن الكتاب في بلدنا الحبيب يكتسب معانٍ أسمى ، و أضاف " كيف لا و وطننا الموبق في حضارته صدّر أول أبجدية في التاريخ و على الرغم من معوقات النشر إلا أن الناشر استطاع أن يثبت حضور الكتاب السوري "
موضحاً أنه وبعزيمتنا سنعود و بتألّقنا و إرادة الناشرين سنبقى على الصمود في سبيل المحافظة على الازدهار بشتى الطرق ، فالظروف الصعبة التي أحدثتها الأزمة حدّت من صناعة النشر و شهدت تناقصاً في الطلب على الكتاب إلا أننا لازلنا متفائلين بما نملكه من إمكانيات و طاقات بدعم وتشاركية الوزارات كافة .
و أردف " ننظر إلى المستقبل القريب بعين من التفاؤل ، شركاء في الوطن للبناء و الرقيّ ، ننشر المحبة والتسامح ، و إحياء هذا اليوم جاء انطلاقا من رمزيته الخاصة و دلالته على تحضّر الإنسان الذي طالما امتلك الثقافة و الوعي ، سنبقى منتصرين في جميع الأزمات و المحن ... مجتمع يقرأ ... و مجتمع يرتقي .."
و الأستاذ قاسم التراس مدير دار الرواد للنشر أشاد بأهمية الكتاب لما له من أولوية في حياة الشعوب لافتاً إلى أن يوم الكتاب العالمي يعدّ رمزاً ثقافياً و حضارياً ، و من هنا يؤكّد على الدور الذي يجب أن تقوم به دور النشر ، كما تحدّث عن أهمية التكريم بالنسبة له حيث يشكّل دافعاً لتقديم الأفضل .
تصوير : تغريد محمد