دام برس ـ سهى سليمان :

إنه عيد المحبة والخير، عيد السلام والعيش المشترك، عيد الفرح والطفولة، عيد الصلوات والابتهالات، عيد الرجاء والدعاء، عيد الأمل بتخليص سورية من آلامها، وعودة الأمن والأمان إليها.

طرطوس كغيرها من المحافظات السورية احتفلت بعيد الفصح المجيد عيد قيامة السيد المسيح (عيسى عليه السلام)، حيث اقتصرت تلك الاحتفالات على إقامة القداديس والصلوات في الكنائس وأماكن العبادة نظراً لما تمر به سورية من ظروف صعبة، وتقديراً واحتراماً وإكراماً للشهداء الشرفاء الذين ضحوا بدمائهم من أجل رفعة وعزة سورية.

وكان محافظ طرطوس السيد صفوان أبو سعدى قد زار مؤخراً كاتدرائية سيدة البشارة وكنيسة السيدة للروم الأرثوذكس في طرطوس برفقة مفتي طرطوس الشيخ محمد إسماعيل ود.عبد الله محمد عبد الستار السيد المشرف الديني لأوقاف طرطوس، وأمين فرع الحزب السيد غسان أسعد والمطران اثناسيوس فهد، إضافة إلى حضور فعاليات رسمية ودينية.

هدف الحرب على سورية هدف القيم والأخلاق

وأكد المحافظ على استدعاء قيم المحبة والسلام في هذا العيد، مشيراً إلى أن ما تتعرض له سورية من حرب يستهدف هدم القيم والأخلاق ولا شكّ أنها ستفشل بفضل صمود وتضحيات شعبنا العظيم، في حين ذكر الرفيق غسان أسعد أمين فرع حزب البعث في طرطوس أن هذا العيد يعبر عن التلاحم الوطني والالتزام بقضايا الوطن تحت عناوين المحبة والإخاء.

الكلمة الأخيرة للسلام

أما راعي الكاتدرائية إلياس معوض عقاب فأشار إلى أن انتصار سورية سيكون انتصاراً للشعب المؤمن بثقافة الحياة، وأن الكلمة الأخيرة ستكون "للسلام بحكمة السوريين وقيادتهم"، في حين تحدث المطران انتاسيوس فهد مطران كنيسة السيدة للروم عن أهمية معاني القيامة والانتقال من الظلمة والشر إلى النور والخير والحق.

العيد مناسبة تجمع السوريين على المحبة

بدوره مفتي طرطوس الشيخ محمد اسماعيل أوضح أن هذه المناسبات تجمع السوريين وتترجم فيها قيم "دينية شامة تدور حول محور الأخلاق" مختصرة بالمحبة لأنها منبع الفضائل والرد الحاسم على من يحاول زرع البغضاء والكراهية، مشيراً إلى أن الإسلام هو لله ربنا وخالقنا.

وقد قدم الشيخ د.عبد الله محمد عبد الستار السيد المشرف الديني لأوقاف طرطوس مجموعة فقه الأزمة لمطران انتاسيوس فهد.

المسلحون يحولون دور العبادة إلى غرف للتعذيب

بالمقابل تواصل المجموعات المسلحة على اختلاف تسمياتها استهداف المناطق الآمنة التي يسكنها أخوة من الطوائف المسيحية في حلب والتي أدت لاستشهاد وإصابة المئات من المدنيين الأبرياء، كما تقوم بتدمير دور العبادة والكنائس.

وفي يوم عيد الفصح قام تنظيم "داعش" بتفخيخ كنيسة السيدة مريم العذراء (ع) في قرية تل نصري جنوب تل تمر غربي مدينة الحسكة وعملوا على تفجيرها.

وبنيت الكنيسة في عام 1934 م ومن ثم تم ترميمها وإعادة بنائها على الطراز العمراني الحديث وافتتاحها وتقديسها في عام 2005.

كما أحرقوا في شباط الماضي كنيسة تل هرمز التي تعد من أقدم الكنائس في سورية، ودمروا كنيسة قبر شامية وكنيسة تل جزيرة، إضافة إلى استهدافهم كنيسة القديس توما في قرية أم الكيف ببلدة تل تمر، كما قام بتحويل الكنائس في سورية إلى غرف للتعذيب واضطهاد المسيحيين حتى الأطفال منهم، ويدمر الكنائس ويبيع مقتنياتها الأثرية.

وكان التنظيم في وقت سابق عمل على اختطاف المئات من المسيحين الآشوريين بينهم أطفال ونساء في قرية تل شارمان شمال شرق الحسكة، ولا ننسى حوادث اختطاف راهبات معلولا 3 أشهر، ومطراني حلب اللذين اختطفتهما المجموعة المسلحة في ريف حلب منذ نحو عامين (المطران بولس اليازجي متروبوليت حلب والإسكندرون للروم الأرثوذكس، ومتروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس المطران يوحنا إبراهيم).

وفي الختام مؤسسة دام برس الإعلامية تعايد جميع الطوائف المسيحية بعيد قيامة المسيح (عليه السلام)، وتدعو من الله تعالى أن يكون هذا العيد فرصة لعودة المحبة والسلام إلى هذا البلد الطيب، وتدعو للصلاة لراحة نفوس الشهداء، شهداء سورية، أطفالاً ونساءً ورجالاً، ولعودة جميع المخطوفين إلى ديارهم.