دام برس _ ريتا قاجو :

أكد المشاركون في الندوة الفكرية التي أقامتها اليوم وزارة الإعلام على تضافر جهود الجميع لتوضيح المصطلحات والأفكار التي تبثها وسائل الإعلام العربية والغربية ونشر الوعي حول ضرورة عدم استخدامها وتبنيها دون فهمها أو إدراك أهداف مروجيها.

وأكد الزعبي قبل الدخول في صلب الندوة، على أن الأوضاع الميدانية في سوريا شهدت تقدماً ملحوظاً في الساعات الأخيرة في مخيم اليرموك، وكذلك في إدلب والمناطق المحيطة بها، حيث يواصل الجيش العربي السوري تقدمه، مشدداً على أن الثقة بالجيش يجب أن تبقى في محلها، وأن مشاعر الإحباط التي انتابت بعض السوريين في الفترة الأخيرة، يجب ألا تفقدهم إيمانهم بأن جيش بلادهم يسير على طريق الانتصار.
من جانبه قال سماحة المفتي أحمد بدر الدين حسون  إن سورية تمر منذ أربع سنوات بمرحلة مصيرية تلعب فيها وسائل الإعلام دوراً أساسياً، فهي من تشعل الحروب أو تطفئها، وتبني الإنسان أو تهدمه، مشيراً إلى أن الأمة العربية عامة والمسلمون خاصة، دخلوا في مراحل تغيرت فيها المصطلحات وانقلبت المفاهيم التي أصبحت بحاجة لتعريف من جديد، وهو ما يُذكر بالمصطلحات الخطيرة التي خلفها الاحتلال العثماني في فترة احتلاله للبلاد العربية.
وتحدث سماحة المفتي عن قداسة الكلمة عبر التاريخ منذ فجر الإنسانية، مستشهداً بشواهد من التاريخ والكتب المقدسة، مما يجعل دور الإعلام والإعلاميين خطيراً ومؤثراً خاصة في زخم المصطلحات والمفاهيم الخاطئة التي تتعرض لها الشعوب العربية، مبيناً أن هذه الحرب ليست جديدة بل إن لها جذور في الماضي، بدءاً من الاتفاقيات الاستعمارية التي قسمت الوطن العربي وصولاً إلى اليوم.
وتخلل حديث سماحة المفتي تذكرة بمواقف وقيم للقائد الراحل حافظ الأسد حيث وصفه بالجامع بين الفكرين القومي والديني، وفكك حالة العداء بينهما بعد محاولات الدول الاستعمارية لتكريس هذه العداوة، وأيضاً التجييش المذهبي والطائفية.
كما أشار في كلامه إلى مفهوم التسامح وأهمية الحوار وتقبل الطرف الآخر، مشيراً إلى أن العلمانية ليست عدوة الدين، وأكد على وجود قاعدة ثقافية وأخلاقية للشعب السوري مكنته للصمود حتى اليوم .
وأشار إلى وجود بعض الأخطاء في آلية عمل وسائل الإعلام الوطنية، ولكن مع ذلك استطاع النهوض بمسؤولياته وأصبح التلفزيون السوري الرسمي متابعاً على مستوى العالم ، خاصة بعد المحنة التي شهدتها سوريا، ودوره في إيصال الحقيقة مما يستدعي المزيد من الجهود للارتقاء بالعمل الإعلامي، داعياً إلى إعادة تسليط الضوء على كثير من المصطلحات التي تداخلت وأصبحت بحاجة لتعريف من جديد مثل الديمقراطية والاشتراكية والعلمانية والمدنية والحضارة والشرائع وغيرها.
كما نوه على الدور الكبير الذي يجب أن يؤديه الفن والفنانون في تكريس القيم الإنسانية والوطنية والأخلاقية، وترحم على شهداء الوطن من الإعلاميين .
وفي ختام الحديث توجه الحضور ببعض الأسئلة وكان لدام برس سؤال خاص لسماحة المفتي عن الدور الذي يجب أن تؤديه وسائل من خلال الحوار بين الإيديولوجيات المختلفة بما فيها الدينية وأهمية الموازنة في الطرح بين الثقافات والرؤى المختلفة، فأكد سماحة المفتي أن التعصب ليس من شيم العقلاء وأنه في سوريا كانت وما زالت المنابر مفتوحة لمختلف الأفكار والآراء، مشدداً على الأهمية الكبيرة للحوار وتقبل الطرف الآخر،  مستشهداً بأمثلة بما فيها قناة نور الشام الإسلامية التي استقبلت في عدة مناسبات رجال دين مسيحيين، مبيناً أن هذا التعاطي هو من صلب ثقافة وأخلاقيات المواطن السوري، الذي صمد في وجه الحرب الكونية التي أرادت تجويعه وإذلاله، وسيكتب التاريخ بعد سنوات كيف صمد هذا المواطن في وجه المليارات التي صرفت لهدم عقله وفكره وقيمه ووطنه.