دام برس - لجين اسماعيل :
أقامت اليوم المبادرة الوطنية للأكراد السوريين مهرجان نوروز السادس 2015 في مدينة الجلاء بدمشق بحضور فعاليات دبلوماسية ورسمية وشعبية تحت شعار الأكراد جزء من النسيج الوطني السوري  حيث أكد المشاركون خلاله على التمسك بثقافة الحياة رغم الاستهداف الإرهابي الجبان الذى طال المدنيين الأبرياء في مدينة الحسكة مساء أمس.
وقال رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي إن عيد النوروز يوم للسلام وللاعتدال الربيعي وسنشعل بهذا العيد شعلة نوروز الذي عمل الإرهابيون يوم أمس على إطفائها بتفجيرين إرهابيين في الحسكة   .
وأكد أوسي أن شعلة نوروز مضاءة إلى الأبد وسورية منتصرة في هذا الاحتفال الذي يحضره جميع أطياف الشعب السوري موجها التحية إلى أسر الشهداء الذين رووا بدمائهم تراب سورية وإلى أبطال الجيش العربي السوري والقوات المسلحة التي تحرس أمن الوطن.
تخلل الاحتفال فقرات ثقافية وفنية تضمنت الأغاني الفلكلورية بألوان الطيف السوري العربي والكردي والسرياني والتركماني والشركسي والأرمني وإشعال شمعة نوروز.
وبدوره نقيب أطباء دمشق يوسف الأسعد و عضو في مجلس الشعب أشار إلى  أهمية  هذا اليوم مؤكدا على أن  الأكراد جزء من النسيج السوري الواحد ، فقد أثبتوا دوماً وقوفهم إلى جانب الوطن و الدولة السورية ، فاليوم يقولون كلمتهم ضد كل تقسيم ، و ضد كل من يدّعي الانفصال عن سورية .
فهذا العيد هو بداية انطلاقة جديدة ، وانتصار  الخير على الشر ، انطلاقة لنصر سورية و مؤشرات نصر الجيش العربي السوري .
كما يرى أن استهداف المجموعات الإرهابية المسلحة يوم امس لاحتفالات الشعب الكردي في الحسكة استهداف جبان في إطار خلق الفتنة ، و معاقبتهم على وقفتهم التضامنية مع سورية ضد اعدائها في الخارج و الداخل .
و كان للفنانين حضورهم الخاص و المميز فيؤكّد الفنان  زهير عبد الكريم بأن عيد النيروز هو بمثابة عيد للشعب السوري آملاً أن تحمل الأيام القادمة الخير و السلام و المحبة ، لافتاً إلى التآلف بين كافة أطياف الشعب السوري ،و في الختام ترحّم على  الشهداء  الأكراد الذين قضوا في التفجيرين الإرهابين يوم أمس  في الحسكة ، داعياً  بالشفاء العاجل  للجرحى .
و من جانبه السيد مروان عبدي رئيس حزب التجمع السوري الديمقراطي الكردي في سورية يؤكد على رمزية و خصوصية هذا العيد ، العيد الذي يحمل رمز الحرية و انتصار الحق على الباطل ، لافتاً إلى أن احتفال اليوم كان ردّاً على الهجمات الإرهابية في الحسكة ،الذين أرادوا كسر إرادة الشعب الكردي ، وتأكيداً على استمرار بناء سورية و إعادة اللحمة الوطنية  . 
وبدوره الشيخ محمد العمري أمين سر الملتقى الشعبي الفلسطيني و رئيس لجنة المصالحة الشعبية الفلسطينية  ، أكد على  الوقوف إلى جانب الإخوة  الأكراد في ظل هذه الهجمة على سورية التي تريد تفكيك المجتمع السوري   ، ولفت إلى أنهم بدورهم جاؤوا اليوم ليعلنوا الوقوف إلى جانب الأكراد في  أتراحهم  يوم أمس  ؛ و هنا أدان  التفجير الإرهابي الذي استهدفهم  في عيدهم ، كما الوقوف أيضا في أفراحهم لتكون دليلاً و إثباتاُ  للعالم  وللذين تآمروا على سورية على لحمة المجتمع السوري ، فما يجري اليوم مثالٌ على عراقة و حضارة سورية بكل  مكونات أطيافها . 
الشيخ عبد السلام الحراش رئيس التيار العربي المقاوم من لبنان يشير إلى مشاركته اليوم لمكون سوري وطني صادق أثبت حضوره على الساحة الوطنية في مواجهة الإرهاب معلناً عن الذهاب معه  إلى الشراكة الكاملة في الحزن و الفرح ، كما أدان التفجير الإرهابي يوم أمس و التي أكدت فيه المجموعات الإرهابية من جديد على أنهم لا مذهب و دين ينتمون إليه .
وبدوره كعالم دين يرى في  هطول زخات المطر على مجاميع السوريين لتغسل قلوباً  فتزداد عشقا بسورية  مبشرات للنصر الآتي ، و ما المشاركة في الاحتفال اليوم إلا دليلا على عدم بين أطياف الشعب السوري و انصهارهم في بوتقة واحدة ، كما أعلن عن الانحياز إلى الوطنيين أيّاً كان المذهب الذي ينتمون إليه  .
و في الختام هنّأ الشعب السوري على إرادته القوية و المستمرة ، غير متناسٍ الأم السورية التي قدّمت  للوطن فلذات أكبادها وقد ودّعتهم بيد ، واليد الأخرى رفعتها  للباري قائلةً : "  ربي تقبل مني هذا القربان ".
فراس نديم المنسق التنظيمي لبعض الأحزاب المرخصة الوطنية  أشار إلى أن عيد النيروز يمثل جميع  السوريين و ليس مقصورا على الإخوة الأكراد ، في هذا تعبير عن النسيج السوري  المتكامل و الذي يتعرض  لصراعات خارجية من أجل انفصاله عن الوطن الأم سورية ، لافتاً إلى أن الاكراد وطنيون بالفطرة  ويدافعون عن وحدة و سيادة  الأرض السورية  بتنسيق  مع الجيش العربي السوري في المناطق التي دخل إليها الإرهاب  .
و المحامية شكرية محاميد عضو في مجلس الشعب تشير إلى تزامن الاحتفال مع عيد الام  ، معربةً عن نظرتها التقديرية للمرأة الكردية  البطلة  في ساحات الوغى ، والإنسانة التي تعيش الفرح بكل معانيه .
ولفتت إلى وقوف المرأة في ساحات القتال معلنة في حربها عن رفضها لكل دخيلٍ يعكّر صفو الحياة و التي لم تقل أهمية عن بطولات الجيش العربي السوري  .
سعادة يازجي باحث بالفكر المسيحي  يقول :  "نهنئ أهلنا و إخوتنا السوريين الأكراد بعيدهم " حيث يعتبر هذا العيد  انتصاراً للخير على الشر ، و إرادة الإله  في الرقي بالإنسان على إرادة الشيطان  التي تسعى   لقتل الإنسان و تدميره .
و أشار إلى تنوع ألوان و أطياف شرائح المجتمع السوري التي تمتزج في لون سورية ، متوجها برسائل المعايدة للأم الحنون ،  وأم الكون سورية  ، الصدر الرحب الذي يحتضن الجميع و في هذا يدعو للعودة إلى تراب الوطن الغالي ، هذا التراب الذي امتزج بدماء الشهداء  ، ليؤكد في الختام على أن الإنسان هو من يصنع الحياة .