دام برس _ خاص:
بعد أن تناقلت مختلف وسائل الإعلام ، خبر ضبط وزارة الصحة لإحدى معامل المرتديلا لاستخدامها لحوماً غير صالحة للاستهلاك البشري، حالة تخوف تجتاح الكثير من المواطنين خاصة في ظل الانتشار الأخير لالتهاب الكد الوبائي (أ)، مما يجعل الخوف مضاعفاً.
مرتديلا " زينة" التي أثارت الضجة الأخيرة ، فتحت الأبواب على المواطنين للمزيد من التخوف، وعلى أصحاب مطاعم الوجبات السريعة لمزيد من الحرص، وعلى وزارة الصحة والتموين لتحمل المزيد من المسؤوليات والواجبات، وفرض رقابة أكبر على مختلف الأطعمة المعلبة أو حتى غير المعلبة، في إطار مسؤوليتها المباشرة عن هذا الموضوع.
هل فعلاً تبلور خوف المواطنين في إعراضهم المطلق عن تناول مادة المرتديلا؟ وما هي الملاحظات التي يسجلها أصحاب المطاعم ومحلات المعجنات ؟ وهل تقوم الجهات المعنية بدورها المطلوب حيال الموضوع؟
دام برس جالت عدة مناطق في العاصمة دمشق والتقت أصحاب بعض المحال التجارية والمطاعم البداية كانت مع السيد هيثم جبالي صاحب محل معجنات في منطقة الجسر الأبيض ، وفيما تشكل المرتديلا مادة أساسية في بعض أنواعها يشير السيد هيثم أن الطلب على معجنات المرتديلا انخفض في الفترة الأخيرة، رغم أنه شخصياً لم يستخدم مرتديلا " زينة" من الأساس، ويستخدم أنواعاً أخرى.
دام برس التقت الشابة ميسون، أمام مأكولات الرحمن في نفس المنطقة، وللصدفة كانت تتناول معجنات بالمرتديلا، وفي سؤال لها عن الموضوع تجيب ميسون: " انا لا اثق بأي مطعم، وهذا المكان ثقة بالنسبة لي، وإذا أردنا أن نأخذ احتياطاتنا لهذه الدرجة (بحياتنا ما مناكل ) " !
إلى منطقة الشعلان حيث يشير محمد عبد الكريم الحمود صاحب محل للمعجنات والسندويش، أنه كان يستخدم مرتديلا " زينة "، وبعد الخبر الأخير عنها توقف عن استخدامها واستبدلها بأنواع أخرى، وعلى مرأى الزبون، ومع ذلك يعرض الكثيرون عن طلب المرتديلا.

إلى سوبر ماركت السيد فادي الملا، الذي أكد لنا أنه كان يستخدم مرتديلا " زينة" وكانت تلاقي  إقبالاً جيداً، والعينات التي كانت موجودة لديه

محظورة الاستخدام ريثما تصدر النتائج المؤكدة للتحليل، ويشير السيد فادي أيضاً إلى أن المرتديلا بكافة أنواعها بم تعد تلاقي إقبالاً كالسابق، ورصد انخفاض نسبة المبيعات في محله.
وللصدفة كانت دورية من وزارة التموين في سوبر ماركت فادي الملا، فتسنى لنا الحديث معهم ، حيث يؤكد السيد أحمد رئيس الدورية، أن دوريات مختلفة تابعة للوزارة تنتشر في كافة أنحاء القطر ، وتمارس مهامها الرسمية بالدخول إلى مختلف الفعاليات التجارية وضبط الفواتير وسحب عينات غذائية للتأكد من سلامتها.
وعن المرتديلا تحديداً يشير السيد أحمد إلى أنه تم سحب عدة عينات من مناطق مختلفة من كافة أنواع المرتديلا بما فيها " زينة" للتأكد من شروط سلامتها ومطابقتها للمواصفات، وأن الكميات الموجودة لدى الباعة يحظر عليهم بيعها حتى تصدر نتائج التحليل.
وبين تخوف بعض المواطنين ولا مبالاة بعضهم الآخر، تبقى مسؤولية الوزارات المعنية هي الأساس في الحفاظ على سلامة المواطنين والحد من انتشار الفساد في الأطعمة عبر الرقابة المطلوبة.