دام برس - عاطف عفيف :

توقف أعضاء مجلس محافظة اللاذقية مطولاً في نقاش القضايا التي تهم التموين ولا سيما وضع رغيف الخبز وارتفاع أسعار المواد الجنوني وأجور النقل وغيرها من الأمور الأخرى.

في موضوع رغيف الخبز ركز البعض على تدني نوعية الخبز في الفترة الأخيرة و النقص بالمادة في السوق،مشيرين بأنه تم التداول بين الناس بأن هناك إغلاق لبعض الأفران، وعلق فاطر ميا بأن تدني نوعية الخبز كما قال المسؤولين بأن الخميرة هي السبب ألا يمكن تأمين الخميرة من القطاع الخاص فالتجار يدهم طايلة ، لماذا لا يمكن إنجاز معمل للخميرة في اللاذقية ، لماذا هذا العجز ..؟

بدوره محمد ضاهر تساءل مستغرباً هل بات فرن بيت ياشوط عصي على أجهزة الدولة ولا يمكنها معالجته...؟ فالفرن لا يتقيد لا بالوزن ولا بالنوعية، وللأسف رغم شكاوي المواطنين لكل الجهات المعينة، وطرحها في كل الاجتماعات لم يلق الأهالي أي نتيجة، ومازال صاحب الفرن يعمل كما يحلو له، والنتيجة عقاب للأهالي بما ينتجه من نوعية خبز رديئة  

لكن الأغرب كان رد مدير التموين حول هذا الفرن بأن كل  التقارير التي تصل عن الفرن كلها إيجابية، وهنا تدخل عضو المكتب التنفيذي مالك شبول قائلاً : غريب فعلاً لماذا هذا الإصرار على عدم حل موضع هذا الفرن علماً أن موضوعه طرح مرات عديدة، وهذا بحد ذاته يعني أن هناك مشكلة، المشكلة بمن يرسل تلك التقارير الإيجابية.

بدوره علق العضو ضاهر قائلاً : كل مرة يتم الشكوى فيها لأي جهة يتم إخبار صاحب الفرن ليأخذ حذره وبقدرة قادر يصبح الخبز ممتاز أثناء قدوم تلك الجهة لتكتب تقريرها ، رغم أن الجميع وخاصة الفرقة الحزبية يعرفون وضع الخبز ، لماذا هذا التغاضي  ..؟

أما موضوع ارتفاع أسعار المواد الجنوني أخذ حيزاً مهماً من اهتمام أعضاء المجلس متسائلين كيف سيستمر الفقراء و أصحاب الدخل المهدود بالعيش في ظل هذه الأسعار الكاوية، وتساءل مالك خدام هل أجهزة الدولة لا يمكنها التدخل والحد من هذا الارتفاع وتقف وقفة المتفرج كيف يتحكم التجار وحيتان السوق برقاب الناس وبقوتهم اليومي ويسعرون البضائع كما يحلو لهم . وطالب بضرورة زيادة كميات الطحين لبعض الأفران.

أما أجور النقل فلم تعد تطاق وباتت تشكل مشكلة حقيقية لأغلب الناس، فالتنقل بين مدينة اللاذقية وأي مدينة أخرى بالمحافظة يحتاج لأكثر من نصف راتب الموظف ويزداد الأمر تعقيداً وسوءاً عندما يحتاج المرء أكثر من وسيلة نقل للوصول إلى عمله وخاصة إلى القرى البعيدة ، وطالب الأعضاء بوضع تسعيرة واضحة وصريحة تعلق داخل كل سرفيس وإجبار السائقين على التقيد بها ، فعلي سبيل المثال تم تسعير خط اللاذقية -جبلة ، اللاذقية - القرداحة بـ75 ل.س لكن لا يرضى أصحاب السرافيس إلا 100 ل.س، والغريب بأنهم يجبرون جلوس الناس  أربع ركاب في مقاعد لا تتسع إلا لثلاثة ركاب.

واشتكى العضو عبد الله مروة من أن هناك الكثير من المواد التي تباع بالسوق يسيطر عليها الغش وفاسدة، كذلك هناك لحوم توضع على طاولات اللحامين وتطحن مع بعضها بدون أي رقابة وغير معروفة المصدر ،أما الأسماك الموجودة بالسوق القطط لا تتقبلها.

 وفي هذا الإطار نوه عمار غانم إلى نقطة هامة بأن الفضائيات اللبنانية كل يوم تكشف عن المنتجات الغذائية الفاسدة التي تنتجها جهات لبنانية، وسوقنا مليء بالبضائع اللبنانية فهل هناك رقابة على دخول ومصدر هذه المنتجات ووضعها ما إذا كانت صالحة أما .

واستغرب من السحر الذي أدى إلى حل مشكلة الغاز رغم أن العوامل والظروف لم تتغير، وأشار آخرون إلى العيوب الفنية التي تظهر بأسطوانات الغاز وضرورة التدقيق الحقيقي بوزن الأسطوانات ،فليس العذر بأن وحدة التعبئة يدوية بل هناك إنقاص متعمد للوزن، وطالب البعض بوضع سدادة على الأسطوانات تمنع التلاعب بوزنها كما في بانياس وطرطوس.

واستغرب الكثير من الأعضاء كيف يمكن تصنيف الكثير من محلات بيع السندويش أو محلات بيع الحلويات أو المقاهي بالتصنيف السياحي وصار السندويشة و كأس  الشاي  بأسعار سياحية ما زاد أسعارها بشكل ملحوظ.

حول موضوع تسعيرة النقل قال الدكتور أوس عثمان رئيس مجلس المحافظة أن التسعيرة وضعت من لجنة خاصة بالمرور، ووجه مدير التموين القيام بدوريات عشوائية على السرافيس، ومخالفة من لا يلتزم.

 كان رد مدير التموين جاهزاً بأن هناك أكثر من 500 ضبط لأصحاب السرافيس بسبب عدم الإلتزام بالتسعيرة وعدم إعلانها  وتم تحويل تلك الضبوط إلى القضاء قمنا بواجبنا ولكني لست شرطياً لإلزام أصحاب السرافيس بالتنفيذ ،بعد أخذ الضبوط وتحويلها إلى القضاء ينتهي دورنا ، كما أن تصنيف المحلات بالسياحية من قبل مديرية السياحة  أخذ دورنا كتموين ومنعنا من الدخول إليها ومراقبتها.

أما حول الخبز وزيادة الطحين لبعض الأفران قال مدير التموين مادة الخبز متوفرة، وفي إطار خطة الحكومة لترشيد الاستهلاك  تم تخفيض المخصصات بقرار من رئاسة الوزراء  بمعدل 10% على مرحلتين لذلك لا يمكننا زيادة أي كمية لأي فرن بل سنقوم بتخفيض الكمية للأفران،لكن في حال وجود أي نقص بمادة الخبز في أي منطقة نحن مستعدون لتأمين وتوصيل الخبز إليها ، وبالنسبة لتدني النوعية بسبب ازدياد كمية النخالة في الطحين حيث بات استخراج الطحين من الحنطة بمعدل 95% بدلاً من 80% فقط، والسبب الثاني هو نوعية الخميرة المستخدمة والتي تم استيرادها من الصين وإيران ولم تناسب الطحين لدينا ،تم إعلام وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وبدورها قامت بإعلام وزارة الصناعة، ووعدنا بحل الموضوع خلال فترة قصيرة. 

تؤخذ الضبوط وتتخذ الإجراءات صحيح لكن لا يوجد متابعة لتنفيذ تلك الإجراءات على أرض الواقع وتظل حبراً على ورق هذا ما أكده العضو عمار غانم ، وأضاف: يأتي المدير إلى المجلس ويجيبنا على الأسئلة لكن بعد خروجه من المجلس كأن شيئاً لم يكن.  

بدوره مدير وحدة غاز اللاذقية قال بأن ليس لدينا إمكانية لوضع سدادة فوحدة تعبئة الغاز باللاذقية  مازالت بدائية، وصيانة الأسطوانات خارج إمكانياتنا وليس لدينا ورش للصيانة لذلك نرسل الأسطوانات إلى بانياس حيث المركز الرئيسي.

من جانبه قال الدكتور أوس عثمان رئيس المجلس بأن هناك عدة عوامل كانت السبب في الأزمة بالغاز منها التهريب إلى المحافظات الأخرى ، وكذلك الجو البارد ، وكان بالفعل نقص بالإنتاج ، حاجة المحافظة الفعلية 12- 14 ألف اسطوانة ،كما ساعد إدخال الخزن والتسويق بموضوع التوزيع والإجراءات التي اتخذت بالمناطق وطريقة التوزيع في التخفيف من الأزمة.