دام برس - ماجد سليمان :

انطلقت  صباح اليوم الندوة الفكرية بعنوان العروبة وأسئلة النهضة التي تقيمها وزارة الثقافة في قاعة المحاضرات بمكتبة الأسد بمشاركة باحثين ومفكرين سوريين وعرب.

وأكد وزير الثقافة عصام خليل خلال كلمة له ألقاها في افتتاح أعمال الندوة أن التجربة السياسية الحياتية في سورية أثبتت أن العروبة ليست “وجهة نظر” بل “انتماء عميق وهوية” مؤسسة على وعي ناضج بالدور التاريخي الحضاري الإنساني لهذه الأمة معتبرا أن نكبة الأمة العربية كانت من “أنظمة سياسية وحكومات لا تعبر عن وجدان الناس وضميرهم ولا ترعى مصالحهم بل تستند إلى حماية الأجنبي في بقائها وتشتت جهود الأمة في معارك هامشية وتمزق وحدة الجهد العربي في المواجهة الحاسمة الصحيحة مع مشروع العدو الصهيوني مشروع الموت والجريمة والاستسلام”.

ولفت خليل إلى أن المثقفين والمفكرين كانوا وسيبقون حراس الذاكرة العربية وسوف نسعى لأن نعيد جميعا ترميم الوجه الحقيقي للأمة العربية بأذهان مفكريها وبعقول وبأيدي أبنائها بثقافة المقاومة والانتماء للحياة وبثقافة الإيمان العميق بالدور الحضاري العظيم لهذه الأمة التي صدرت للبشرية أبجدية المعرفة الأولى.

ورأى وزير الثقافة أن “العرب السوريين ظل حبهم لأهلهم نقيا ساطعاً” وأن روح المحبة التي دفعتهم لإسقاط جريمة الانفصال الأسود بثورة شعبية حقيقية ستدفعهم لإسقاط هذه المؤامرة على أرضية الإيمان الذاتي وعلى أساس الفكر نفسه بان الأمة التي تجيد حشد طاقاتها في سياق التعبير الواعي والصادق عن تطلعات شعبها هي أمة منتصرة لا يمكن هزيمتها.

وأوضح خليل أن مواجهتنا الحقيقية هي “مواجهة ثقافية فكرية مع المشروع الظلامي التكفيري” معتبرا أن هذه الندوة هي خندق إضافي يحصن ويمد الفكر العربي بالمعرفة الضرورية لخوض هذه المواجهة انتصارا للإنسانية وللعقل وللحياة ضد “الإرهاب الذي لا يستأصل بالحرب وحدها بل بالثقافة والتعلم والتواصل”.

وتناقش الندوة في أعمالها اليوم ثلاثة محاور الأول العروبة وأسئلة الخطاب الاشتراكي “العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية” للدكتور سعود القبيلات من الأردن والثاني العروبة وأسئلة الخطاب الليبرالي “الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان” للدكتور عمار بكداش من سورية والثالث بعنوان “العروبة وأسئلة الخطاب الثقافي والعلمي والتكنولوجي التأصيل والتعدد الحضاري” للدكتور أشرف البيومي من مصر.

وفي المحور الأول العروبة وأسئلة الخطاب الاشتراكي “العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية” قدم الاستاذ سعود القبيلات تعريفاً مختصراً للنهضة ، ثم تحدث عن جوهر الصراع في المرحلة الحالية واطرافه وقضيته ، ثم ناقش بعض المغالطات المبنية على قراءات خاطئة لطبيعة المرحلة وطبيعة الصراع فيها ، ثم تحدث عن اقتراحات النهضة حيث قسمها إلى اقتراحات زائفة واقتراح حقيقي .

أما المشروع الحقيقي الذي اعتبره القبيلات مشروع الأمة ، فهو مشروع التحرر الوطني والديمقراطية بأفق اشتراكي ، ورأى بأن الترابط وثيق بين التحررالوطني وبين الاشتراكية .

 ورداً على  أهمية مثل هذه الندوات بين البلدان العربية  قال القبيلات لدام برس :

تأتي أهمية مثل هذه الندوات ، عندما يأتي  باحثون ومفكرون من أكثر من بلد عربي ، ويتحدثون معاً ، ويتبادلون الراي ، ويتوصلون إلى اجابات مختلفة في أسئلة الوضع الراهن . وبين أن هذه الندوات ضرورية لتقارب الشعوب أكثر وللوصل إلى اجابات حصرية أكثر للواقع الذي نعيشه الأن .

وفيما يتعلق بالمحور الثاني  العروبة وأسئلة الخطاب الليبرالي “الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان”  تطرق الدكتور عمار بكداش إلى مسألة توسيع الديمقراطية السياسية ضمن ظروف المرحلة الراهنة لتطور حركة التحرر الوطني العربية .

حيث تحدث الدكتور عمار بكداش عن  أهمية توسيع الحريات الديمقراطية للجماهير الشعبية في وجه الحركات الظلامية ، وعن النضال من أجل الديمقراطية في العلاقات الدولية ، وعن مفهوم الديمقراطية الاجتماعية المتجسد في عدالة توزيع الدخل الوطني .

كما أشار إلى الليبرالية الاقتصادية وتناقضها التناحري مع مفهوم السيادة الوطنية ،وبين دورها التخريبي للانتاج الوطني ، ودورها في تدهور الوضع المعيشي للجماهير الشعبية .

وبدوره قال بكداش لدام برس ردأ على سؤال عن مدى أهمية  مثل هذه الندوات للنهوض بالفكر الثقافي في سوريا    :

إن  إقامة مثل هذه الندوات في مثل هذه الظروف يدل على الاهتمام بالجبهة الفكرية  لمواجهة الأفكار المعادية للوطن والفكر الظلامي الذي ينتج عنه الإرهاب . وتؤدي مثل هذه الندوات على تقوية الصف الوطني في مواجهة  أعداء الوطن.

أما في المحورالثالث بعنوان “العروبة وأسئلة الخطاب الثقافي والعلمي والتكنولوجي التأصيل والتعدد الحضاري” وضح الاستاذ الدكتور أشرف البيومي أبعاد المنظومة العلمية ، وأكد على بديهيات متعلقة بالاقتصاد السياسي للمعرفة والعلم ، اهمها أن قوى الهيمنة الامبريالية والصهيونية تسعى لإعاقة نهضة حقيقية في دول العالم الثالث بما في ذلك العالم العربي . كما قدم نماذج لتقدم علمي مقاوم في كوبا وايران ، وأخيراً أكد على أهمية الثقافة والمنهج العلمي في مواجهة الفكر التكفيري والخرافات وكسلاح لمقاومة الارهاب .

وتحدث الدكتور سليم بركات لدام برس عن أهمية مثل هذه الندوة :

أي ندوة تبحث في القضايا العربية أو في المشروع العربي المقاوم هي ندوة جيدة ، وهذه الندوة تطرح أسئلة متعددة حول النهوض العربي  باعتبار أن الأمة العربية هي  الأمة الوحيدة في هذا العالم التي لاتمتلك مشروع نمو ولا تمتلك مشروع  للملمة اشلائها على صعيد الوطن العربي في مشروع واحد، هو المشروع العربي القومي المقاوم .