دام برس - عاطف عفيف :

منذ بداية عمل المجلس الحالي لمدينة جبلة استهل عمله بنقاش موضوع إقامة الأبراج السكنية والذي قدم من خلال مسابقة لدراسة تحسين واقع الكورنيش البحري بالجهة الشرقية،ولكن حينها رفض الموضوع من قبل أغلبية أعضاء المجلس بسبب أن الدراسة المقدمة لا تحقق الشروط الفنية لإقامة الأبراج ومخالفته للتنظيم، وحينها أثار الموضوع نقاشاً وجدلاً حاداً بين مؤيد ومعارض لفكرة المشروع.

اليوم وبعد أكثر من ثلاث سنوات يعود الموضوع مرة أخرى لطرحه على المجلس لكن بلباس آخر عن طريق الدراسة التي قامت بها لجنة خاصة مشكلة من وزير الإدارة المحلية والمحافظ السابق والتي على ما يبدو أنها أخذت الدراسة السابقة وأجرت عليها بعض التعديلات نتيجة الاعتراضات المقدمة لمجلس المدينة ، وبالنتيجة الدراسة تشير إلى أن هناك مواقع معينة لإقامة الأبراج بالجهة الشرقية من كورنيش جبلة .

أثناء نقاش الموضوع بين أعضاء مجلس مدينة جبلة أيد البعض باتخاذ قرار بالموافقة على الدراسة التي قامت بها اللجنة المذكورة آنفاً ، والمقدمة من قبل الخدمات الفنية باللاذقية بالمحضر رقم 259/10/ 3/ص  تاريخ 12/2/2015.

ويؤيد هؤلاء  القرار لعدة اعتبارات منها أنهم مع التوسع الشاقولي الذي يساهم في تأمين المزيد من الأماكن الخاصة بالسكن، وأن الأبراج تساهم في تجميل شكل المدينة.

في حين رفض البعض هذه الدراسة لأنها تحصر حق إقامة الأبراج فقط ببعض العقارات القليلة الموجودة بالجهة الشرقية  من الكورنيش، وأن الدراسة لا تحقق الشروط الخاصة والفنية اللازمة لإقامة الأبراج وهو مخالف للتنظيم وسيؤدي إلى تشكيل ما يشبه السد أمام البناء الموجود حالياً وسيؤدي إلى تشويه الواجهة البحرية للمدينة.

 ورأى الأغلبية بأن الدراسة يجب أن تشمل أيضاً المتحلق الشرقي للمدينة لأنها منطقة مناسبة وتحقق شروط إقامة الأبراج كونها منطقة شبه خالية من البناء ويمكن التكيف بها وبطريقة البناء فيها،وشدد بعضهم على ضرورة أن تشمل الدراسة كافة المناطق التي تحقق شروط البناء البرجي وأن لا تكون هذه الميزة حكراً على أحد أو منطقة بحد ذاتها وأن تستفيد منها المدينة بأكملها.

ولإنهاء حالة الأخذ والرد والتشنج بين الأعضاء من الفريقين قرر المجلس تأجيل اتخاذ القرار بالموضوع لحين إعداد دراسة كاملة تتضمن كامل المتحلق الشرقي لمدينة جبلة وداخل وخارج التنظيم وضمها لإضبارة دراسة الكورنيش البحري وإعادة عرضها على المجلس لمناقشتها  في المجلس بعد إنجاز الدراسة .

وأبدى بعض الأعضاء استغرابهم من إصرار عرض الموضوع من بعض الجهات التي شبهها أحد الأعضاء بالمطرقة التي تطرق هذا الموضوع على أعضاء المجلس الذي شبههم بالمسمار الذي يتلقى ضربات المطرقة حتى يوافق على الدراسة .

في حين أشار بعض الأعضاء إلى المفارقة في الانتقائية في دعم بعض القرارات التي فيها فائدة شخصية ، في حين أن هناك قرارات اتخذت بالمجلس منذ حوالي السنتين مازالت بالأدراج ولم يقدر المجلس على تطبيقها.