دام برس - سهى سليمان :

عقد اليوم الأربعاء 18 شباط 2015 في مبنى محافظة طرطوس اجتماعاً موسعاً بمشاركة رئيسة من السيد وزير الموارد المائية الدكتور كمال الشيخة وحضور السيد محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى والمدارء العامون بالوزارة ومدير موارد مياه طرطوس السيد المهندس عيسى حمدان وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي في المحافظة.

وقد أوضح وزير الموارد المائية بعد أن وجه تحية وتقدير كلّ العاملين في الوزارة إلى محافظة طرطوس وأهلها، أن هذه الزيارة تندرج ضمن توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد واهتمامه المباشر، مشدداً على أهمية التضحيات التي قدمتها المحافظة وأهلها في ظل ّالحرب التي نعيشها، وأن سورية بشعبها وقائدها وجيشها - رغم دعم ما يزيد عن 80 دولة للإرهاب - أحبطوا كلّ محاولات قوى الشر للنيل من صمودها.

الأولوية لإيصال مياه الشرب إلى القرى الريفية

وأكّد أن هذه الزيارة تهدف بالدرجة الأولى إلى الاطلاع على واقع المشروعات المائية التابعة للوزارة بما فيها مشروعات مديريات الصرف الصحي والسدود ومياه الشرب لبحث المشكلات كافة التي تعترض العمل، ولتؤكّد أن الوزارة مهتمة بمنطقة الساحل التي تضمّ محافظتي طرطوس واللاذقية، من أجل إيصال مياه الشرب إلى القرى الريفية، إضافة إلى استكمال عدد من المشروعات التي بدأ العمل بها منذ فترة.

وضرب مثالاً مشروع إيصال المياه إلى قرى القدموس الذي بلغ تكلفته 650 مليون ليرة سورية، حيث بلغ عدد المشتركين فقط 500 مشترك حتى الآن، مشدداً على ضرورة فتح المياه وتأمينها إلى جميع المشتركين ليشعر المواطن بالثقة ويبادر إلى الاشتراك بالمشروع.

ضرورة تعويض الأضرار لأصحاب الأراضي المستملكة

وخلال الاجتماع اعتبر الوزير الشيخة أنه من غير المعقول وجود قرى داخل ريف طرطوس تعاني من العطش رغم كلّ هذه الوفرة بالمياه، داعياً إلى تحديد مصادر المياه والاستفادة منها لتقليل العجز في الموارد المائية وحمايتها من التلوث.

كما بيّن السيد الوزير أن هناك تقصير في العمل خاصة فيما يتعلق بالأراضي المستملكة، مشدداً على ضرورة تعويض الأضرار لأصحاب الأراضي، وعدم البدء بأي مشروع مهما كان إلا بعد تسوية أوضاع المنطقة المقام بها، كما وجّه بضرورة الإسراع بتنفيذ محطات المعالجة بشكل يعمّ بالفائدة دون التسبب بأي ضرر ولا أذية، وخاصة فيما يتعلق بسد الصوراني، إضافة إلى الاستفادة من مياه الأمطار من خلال إنشاء حفر خاصة بها، مستعرضاً عدد المشروعات المطروحة في المحافظة التي بلغ عددها 72 مشروعاً لكن تمّ توقيف بعضها بسبب حاجتها للتصويب.

إطلاق المشروعات المائية برؤية علمية بعد دراستها

وذكر السيد محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى بعد ترحيبه بالوفد الوزاري أن محافظة طرطوس ساهمت بشكل كبير بصيانة وإعمار سورية من خلال ما قدمت من أبنائها كشهداء، ولا شكّ أن هذه الاهتمام من القائد والحكومة هو تكريم لعطائها وتضحياتها لأجل أن تكون سورية الوطن الكبير بخير.

وأكد السيد أبو سعدى أن السيد الوزير قام بإعادة دراسة المشروعات المقدمة للوزارة لتلافي الخلل الموجود فيها، إضافة إلى وضع الملاحظات وإرسالها ليصار إلى إطلاقها برؤية علمية صحيحة، مشدداً على ضرورة تلافي جميع الثغرات لرفع التلوث عن مياه الشرب في طرطوس، وأشار إلى أن عدم اشتراك المواطنين بمشروع مياه القدموس سببه الكهرباء، وبمجرد إنشاء خط كهرباء خاص بالمشروع سيتم تنفيذ المشروع بشكل دقيق ويقبل المواطنون على الاشتراك.

من أهم المشكلات الأمراض التي سببتها مياه الشرب

وقدم المهندس عيسى حمدان مدير موارد طرطوس عرضاً تفصيلياً لواقع العمل والخطة المستقبلية والصعوبات التي تعترض العمل من خطر تلوث المياه السطحية والجوفية وكثرة التعديات على مجاري الأنهار، موضحاً أن مرحلة التخزين في سد الدريكيش قد بدأت وأن السدود المستثمرة هي سدود الباسل والصوارني وخليفة ونسبة تخزينها التصميمة بحدود 110 ملايين متر مكعب.

واستعرض السادة الحضور واقع عمل كلّ دائرة من خلال اجتماع موسع في مبنى المحافظة حيث قدم كلّ فريق طروحاته والمشكلات التي تعاني منها المحافظة فيما يخص الموارد المائية أو مشروعات السدود أو معالجة الصرف الصحي ومياه الشرب، مشيرين إلى بعض المشكلات التي تعترض عملهم، والتي تمحورت حول مشكلة تلوث مياه الشرب والأمراض التي سببتها في بعض القرى وهذا ما أثبتته التحاليل المخبرية غير المقبولة، إضافة إلى الإمكانيات الضعيفة والموارد المالية غير الكافية.

كما تركزت المداخلات على المسابقات التي تعلن عنها الوزارة وخاصة فيما يتعلق بذوي الشهداء، وتسوية أوضاع الأراضي المستملكة، وترسيخ ثقافة المؤسسات والوعي بأهمية المياه ووضع استراتيجية واضحة للأمن المائي، وضرورة فصل مياه الصرف الصحي عن مياه المطر، إضافة إلى الكثير من المشكلات والمعوقات التي تعترض العمل.

استراتيجية وطنية للأمن المائي، وموازنة مائية في كلّ محافظة

وفي مجمل ردوده بيّن الوزير أن الوزارة بصدد إعداد استراتيجية وطنية للأمن المائي، موضحاً أن أول جلسة كانت حول الموازنة المائية بهدف توجيه وضع في كلّ محافظة موازنة مائية بهدف الحدّ من الهدر والاستنزاف، مع الاستمرار في دراسة السدود والمشروعات المتعلقة بها، مؤكداً على ضرورة رفع التلوث عن المصادر المائية وخاصة في سدي الدريكيش والصوراني للاستفادة من المياه لأغراض الشرب، ومنع حفر الآبار دون الحصول على موافقة الموارد المائية والمؤسسات المعنية.

ونوه بأهمية الاستفادة من مياه الينابيع تحت البحرية خاصة نبع السن وزيادة عدد الآبار المستثمرة والسدات المائية للاستفادة من الكميات الهاطلة طالباً من مديرية الموارد المائية في طرطوس التنسيق مع وزارة السياحة لاستثمار مواقع السدود بما ينعكس إيجاباً على المحافظة.

وأوضح أنه الآن بدأ الاعتماد على الموازنة الإسعافية للوزارة لرفع التلوث عن السدود وعن مياه الشرب لأنها تعد الأولوية في عمل الوزارة، مؤكداً على ضرورة أن تسير المسابقات التي تعلن عنها الوزارة بشكل شفاف، ومن الأفضل الإعلان عن مسابقات محلية ضمن المحافظة، كما ذكر أن المسابقة الأخيرة كان عدد المتقدمين من ذوي الشهداء 44 متقدماً، وتمت الموافقة على 22 متقدماً، موضحاً أن ذوي الشهداء المعنيين هم فقط (زوجة أو ابن أو الوالد والوالدة للشهيد) كما حدده المرسوم الرئاسي الخاص بتحديد 50% من المسابقات لذوي الشهداء والإعاقة الدائمة.

جولة تفقدية على سد الدريكيش

وكان السيد الوزير في وقت سابق وفي جولة تفقدية برفقة محافظ طرطوس والمدارء العامون بالوزارة وفريق الإشراف والتنفيذ والدراسة لسدّ الدريكش قد اطلع على التخزين الحالي والحالة الفنية له والأمور المتعلقة بالتخزين والمفيض والآبار الجوفية، مشيراً إلى أن الطاقة التخزينية للسد تبلغ 6 ملايين متر مكعب، وهو مخصص لمياه الشرب، كما ذكر أن هناك مشكلة ظهرت أثناء استثماره وتمت معالجتها من خلال بعض الحلول الإسعافية.

وفي ختام الاجتماع شكر السيد الوزير محافظ طرطوس ومدير موارد طرطوس وجميع الحضور على الشفافية التي طغت على الاجتماع، موجهاً بضرورة الإسراع بتقديم الدراسات المناسبة والمنطقية للمشروعات كافة وتنفيذها بما يحقق المصلحة العامة للمواطن بالدرجة الأولى.