دام برس :

"طبّل العالم وزمّر" يوم أعلنت "داعش" بدء عملياتها العسكرية على مدينة عين العرب "كوباني" السورية. إلا أن عيون الكثيرين تكاد تغفل عن قريتين سوريتين تعانيان من حصار منذ اكثر من 3 سنوات. في بلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي، يسطّر الاهالي اجمل ملاحم الصمود. هناك يتداخل الدوام المدرسي مع "المناوبة" على الحراسة عند المتاريس ليلاً. هناك أيضاً يترك العامل رزقه لمشاركة المجاهدين في تصديهم للهجمات الارهابية، حيث يصّر الأهالي رغم قساوة ومرارة الواقع على مبدأ "هيهات منا الذلة".

كيف ينظر الأهالي الى واقعهم ؟

"يدرك الأهالي انهم لا يخوضون فقط معركة مصير، بل معركة بين الحق والباطل"، يؤكد الشيخ محمد جظة، احد الفعاليات الدينية البارزة في بلدة نبل. ويضيف أن الاهالي يتعاملون مع "التكفيريين على اساس انهم قوم لم يعرفوا الاسلام الا بالإسم، فهم (الأهالي) يعلمون جيداً ان التكفيريين هم صنيعة الغرب للقضاء على محور المقاومة من وسطه: سوريا". 

وفي حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري، شدد الشيخ جظة على أن عزم القتال سيبقى حتى آخر قطرة دم، لأننا نعلم ان من نقاتلهم لا أمان لهم، فمجازرهم معروفة ولو دخل التكفيريون بلدتينا فسوف تقع أبشع المجازر، خاصة وأن عقيدتهم قائمة على القتل والذبح والحرق والتدمير.

هل النصر قريب فعلاً؟

الشيخ محمد جظة، يشير في حديثه لـ "العهد" الى أن الأهالي يتحسسون معنى النصر بصمودهم. فكل يوم يصمدون اكثر ينتصرون فيه. إلا أنهم ايضاً يعرفون أنهم جزء من هذا الوطن العظيم ولا يكون النصر مكتملاً حتى يندحر آخر تكفيري من البلاد، ويقول "نحن لا ندافع عن نبل والزهراء فحسب، نحن ندافع عن كل ذرة تراب في سوريا".

مما تتألف اللجان الشعبية في نبل والزهراء؟

بدوره، يشرح القائد في اللجان الشعبية في بقعة الزهراء الحاج ابو علي غريب أن "جميع المدافعين عن البلدتين هم من شبابها، إضافةً الى عدد من جنودالجيش السوري المتواجدين منذ بدء الحصار"، ويضيف في حديث لموقع "العهد" الإخباري أن "المدافعين مقسمين الى عدة مجموعات، يتناوبون على المهمات العسكرية(من حراسة ورصد وغيرها)،  ويجري التنسيق والتعاون فيما بينها لتجنب اي خرق".

كيف يصل الدعم اللوجستي الى نبل والزهراء؟

الدعم اللوجستي المقدم يأتي من الجيش السوري وتحديداً بأمر من القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة. يقول المكلف من الجيش السوري بتأمين الدعم للبلدتين العميد الركن  محسن فياض المحمد، إن "القيادة تقدم للمدافعين كل ما يحتاجونه من عتاد وسلاح وخبرات عسكرية وخطط قتالية، حتى انها احياناً تساهم في قرارات المعارك وحسمها".

العميد فياض يوضح في حديث لموقع "العهد" الإخباري، أن الدعم يصل عن طريق الجو عبر الحوامات، إلا أنه يتعثر احياناً بسبب رداءة الطقس وكثافة الضباب المؤثر على حركة الطيران.

هذا ويكشف العميد فياض أنه إضافة الى الدعم اللوجستي، تقوم فرق من الجيش بحماية البلدتين عبر رصد محيطهما ورفد المدافعين فيهما بالمعلومات عن اي غزوٍ او تحرك عسكري. ويلفت إلى أن قيادة الجيش تجهد لفتح خط آمن في المستقبل الى البلدتين يساهم في فك الحصار واستتباب الامن.