دام برس - وسيم قشلان:

انطلاقاً من أهمية بناء مسلم ومسلمة يُعرّفون على الإسلام الحق والمعتدل أقامت وزارة الأوقاف برعاية الدكتور عبد الستار السيد حفلاً تكريمياً في مجمع كفتارو لتكريم الطلاب الأوائل في مسابقة الحديث النبوي الشريف وذلك بالتعاون مع معهد نور الشام بحضور العديد من الشخصيات الدينية المهمة.
المسابقة التي نظّمها مجمع الشيخ أحمد كفتارو، شهدت مشاركة 600 متسابق ومتسابقة من مختلف الفئات العمرية، تنافسوا ضمن ثلاث فروع رئيسة على حفظ وإتقان الأحاديث النبوية الشريفة، وامتدت المسابقة من تاريخ 24 كانون الثاني وصولاً إلى تاريخ السابع من شباط، واختُتمت اليوم بحفل تكريم للفائزين شهد حضوراً كبيراً وتوزيعاً لجوائز مالية تصل إلى 00 ألف ليرة سورية منحت للفائز بالمركز الأول في فرع المسابقة الأول.
الدكتور محمد شريف الصواف المشرف العام على مجمع الشيخ أحمد كفتارو تحدّث عن أهمية المسابقة كونها تأتي في هذا التوقيت العصيب الذي تمر به سوريا، وأنها جاءت كتتويج للجهود الكبيرة التي قام بها المُجمّع عبر مسيرته الطويلة لتطوير آليات الخطاب الديني وإعادة إحياء علوم القرآن والسنة النبوية، وتفعيل دورها الحقيقي في المجتمع بما يساهم في تطوير المجتمع من كافة النواحي.
مفتي دمشق وريفها الشيخ محمد عدنان الأفيوني رئيس لجنة التحكيم في المسابقة تحدّث عن آليات التحكيم في المسابقة متأملاً من خلالها أن يتم تسليط الضوء على أهمية الاعتناء بالحديث النبوي الشريف الذي يعتبر المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي وخاصةً في زمن يحاول بعض المستشرقين تجريدها من مكانتها والتخفيف من أهميتها في حياة الفرد والمجتمع.
وخلال كلمةٍ ألقاها راعي الحفل الدكتور عبد الستار السيد أشار بأن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على اتساقٍ تام، حيث أن طاعة الرسول الكريم هي من طاعة الله، وأشار إلى أهمية ارتباط المسلم بحديث النبي محمد صلي الله عليه وسلم والمقصود بالحديث هنا هي أفعال وإقرارات وسلوكيات خاتم الأنبياء.
وأضاف الدكتور السيد بأن المزاودة في القرآن وفصله عن سلوك وحديث النبي هي المؤامرة التي يحاول أعداء الدين باستمرار زرعها وبثها بين المسلمين منذ زمن الخوارج وحتى وقتنا هذا، وأكبر دليل على ذلك الحركة الوهابية التي هدفت باستمرار إلى تحطيم العلاقة العاطفية بين المسلم ومابين النبي، وهذه الحركة الوهابية التي صنعتها وغذتها المخابرات الأمريكية والإنكليزية، جاء بعدها الكثير من الحركات الأخرى التي تملك نفس الهدف والمشروع الغربي مع اختلاف التسلميات كالإخوان وتنظيم القاعدة وصولاً إلى ما يُسمّى تنظيم داعش.

وفي تصريحٍ لدام  برس عبّر عبد الله فخري الحاصل على المرتبة الأولى عن فرع عمدة الأحكام، عن سعادته بهذا التتويج، مضيفاً بأن أجواء المسابقة كانت تنافسية للغاية وتبعث على الاجتهاد لتقديم الأفضل ، وعن تجربته قال بأن المسابقة لم تشكّل ضغطاً على دراسته حيث كان يقوم بتقسيم وقته بين دراسته الجامعية مساءً وحفظ الأحاديث صباحاً ، اما عن الاختبار فكان عبارة عن مرحلتين الأولى كتابية والثانية شفهية والتي كانت عبارة عن 25 سؤال نجح بها ليتأهل للمرحلة الثانية ويحصل من بعدها على المرتبة الأولى بنسبة 90%.

جديرٌ ذكره بأنه تقدم للفرع الأول من المسابقة ستة عشر متسابقاً ومتسابقة من أصل 339 متسابق حيث حفظوا مختصر صحيح الإمام البخاري، وتقدم للفرع الثاني 48 متسابقاً، حفظوا كتاب عمدة الأحكام، أما الفرع الثالث فقد تقدّم إلية مئة وثلاثة وثمانين متسابقاً، من سن العاشرة حتى الثانية عشر، حيث حفظوا الأربعين النووية، والتي تضم اثنين وأربعين حديثاً، والنهاية كانت مع الفرع الرابع حيث انضم إليه اثنان وتسعون متسابقاً ومتسابقة دون سن العاشرة وحفطوا كذلك الأربعين نووية.
وترافقت هذه المسابقة الخضوع إلى امتحانين الأول كتابي والثاني شفهي أمام اللجان المختصة، وترافقت كذلك مع نشاطٍ علمي مكثّف على مدار أسبوعٍ كامل، قُدّمت فيه محاضرات علمية تخصصية ألقاها العديد من المشايخ والعلماء من داخل مجمع كفتارو ومن معاهد تحفيظ القرآن والمعاهد الشرعية الأخرى.
كما كانت نسبة مشاركة الفتيات من مختلف الأعمار تساوي ضعف من شاركوا من الذكور، فتياناَ وبراعم.