دام برس:
عام بعد عام تنمو شجرة الأولمبياد العلمي السوري وتزهر نجاحات في مشروعها الوطني الذي عانقت غرسته تربة الوطن وبسرعة قياسية ضربت جذورها في الأرض وثبتت قوامها باسقة العلى بثقة وجرأة وشموخ..
سنوات قليلة في عددها وثرية في جوهرها ومثمرة في تفاصيلها عاشها الأولمبياد العلمي السوري في مشروعه الوطني الذي تفوق محليا وتألق عالميا.. وفي كل عام يضيف بصمة جديدة ونجاحات أكيدة..
وهكذا كانت صورة الأولمبياد العلمي السوري في العام 2014 الذي كان بمجمله عام تميز وإبداع حقيقيين على الصعيد المحلي والقاري والعالمي أيضا.
عن الصورة الناصعة للأولمبياد العلمي السوري في العام 2014 يقول الأستاذ عماد العزب (رئيس الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري):
مما لاشك فيه أن الـ 2014 كانت سنة ذهبية على الأولمبياد العلمي السوري لكننا لن ندعها تبقى استثنائية كما سبق أن قيل عن سنة الـ 2013 لما حملته من إنجازات للأولمبياد العلمي السوري, فالإنجاز لم يكن مجرد طفرة.. واستمر وامتد للعام اللاحق, لتشهد سنة الـ 2014 باقة من الإنجازات القارية والعالمية ولكن بنكهة أخرى وبطريقة أكثر نوعية...
فالإنجازات لم تتوقف عند حزمة الميداليات وشهادات التقدير التي حققتها أبناء سورية في المشاركة بالأولمبيادات القارية والعالمية, فنحن نعتبر الإنجاز الأهم هو استمرار الأولمبياد العلمي السوري في مشروعه الوطني العلمي الشبابي, وتناميه بشكل لافت وبطريقة أفقية وشاقولية دون أن يتأثر بالظروف التي يمر فيها الوطن.. بل إنه كان مؤثرا وبقوة.. وعندما يتجاوز عدد المشاركين في منافسات الأولمبياد العلمي السوري الـ (42) ألف شاب وشابة بزيادة لا تقل عن (12) ألف مشارك ومشاركة فذلك أكبر دليل على تعزيز مكانة الأولمبياد العلمي السوري في المجتمع وصورته الجميلة في أذهان أهل سورية الذين صاروا أكثر معرفة بثقافة الأولمبياد العلمي وأعمق إيمانا بأهدافه الإستراتيجية. علما أن عدد المشاركين في التصفيات الأولية للأولمبياد العلمي السوري التي تبدأ من المدارس يضاهي عدد المشاركين في الدول الكبرى علميا, وبالطبع فالكم لابد أن يولد النوع, وهذا مانسعى إليه من خلال المنافسات العلمية التي تعمل على استقطاب أكبر عدد من أبناء سورية من طلاب الصف الأول الثانوي في كافة المحافظات بحثا عن خامات التميز العلمي التخصصي وتنميته إلى إبداع من خلال التصفيات العلمية المتتالية والتي تقام بطريقة هرمية (بدءا من المدارس وانتقالا للمناطق ومنها للمحافظات وانتهاء بالتصفيات النهائية للوصول إلى الأوائل على مستوى القطر) وما يتخللها من تأهيل وتدريب علمي فرعي ومركزي ومشاركات قارية وعالمية.

  ويضيف العزب:
للإنجاز العلمي مكان هام وبارز للأولمبياد العلمي السوري في العام 2014, بل إنه كان نوعيا سواء بالكم مع باقة الإنجازات السورية والتي بلغت (11) إنجاز مابين قاري وعالمي تحققت من خلال المشاركات السورية في الأولمبيادات الأسيوية والعالمية.. أو بالخصوصية فالرياضيات السورية تمكنت وللمرة الأولى في تاريخها من إحراز ميدالية دولية وقد تحققت من خلال الشاب سامي رحمه الذي توج بالميدالية الفضية في الأولمبياد الأسيوي للرياضيات الذي نظمته كازاخستان.. فيما شهدت مشاركاتنا الأسيوية أيضا ميداليتين برونزيتين حققهما ألكسندر عباس وحسين قره فلاح في الأولمبياد الأسيوي للمعلوماتية الذي نظمته كازاخستان..
وعلى الصعيد العالمي أيضا فإن سورية نجحت في الثبات على منصة التتويج العالمية.. وبإنجازات أكبر عن السنة التي سبقتها.. فالميدالية الفضية حققها لسورية حسن جدوع في الأولمبياد العالمي للمعلوماتية الذي أقيم في تايوان.. كما تمكن عصام الأنوف من تجديد إنجازه بفوزه بالميدالية البرونزية في الأولمبياد العالمي للكيمياء الذي أقيم في فييتنام.. ناهيك عن الحزمة الكبيرة والقياسية من شهادات التقدير التي حققتها مواهب العلم السورية قاريا وعالميا.. فالفريق الوطني للرياضيات تمكن من إحراز (4) شهادات تقدير في الأولمبياد العالمي للرياضيات الذي أقيم بجنوب إفريقيا عبر الشبان (سامي رحمه – رامي رحمه – مصطفى خليل – أحمد رجب).. وهذه المرة الأولى التي تحقق فيها سورية هذا العدد من شهادات التقدير في مسابقة واحدة.. والشهادات لم تتوقف عند الرياضيات.. فالشاب أسامة قرقوط تمكن من إحراز شهادة تقدير لسورية في الأولمبياد العالمي للفيزياء الذي أقيم في كازاخستان.. فيما حقق فادي عطيه شهادة تقدير لسورية في الأولمبياد الأسيوي للرياضيات الذي نظمته كازاخستان بمشاركة دول القارة الأسيوية والمحيط الهادي..
ويختم رئيس الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري:
نحن كهيئة وطنية للأولمبياد العلمي السوري نفخر ونعتز بالإنجازات العلمية السورية لكننا بذات الوقت نتعامل معها كعامل محفز لنا لمضاعفة الجهد والإستمرار في مسيرة النجاح والتألق والتجدد حيث شهد العام الماضي أيضا الحضور الأول لسورية في الأولمبياد العالمي للعلوم الطبعية الذي أقيم في إندونيسيا حيث المشاركة كعضو مراقب ولكن ولدى ملاحظة اللجنة الدولية الأهتمام السوري الكبير وجديته واجتهاده في المسألة العلمية فقد قررت اعتماد سورية كعضو أصيل بعد سنة من انتسابها للأولمبياد الدولي للعلوم الطبيعية مختصرة عليها المدة المعتادة وهي سنتين قبل تحول الدولة من صفة مراقب إلى عضو أصيل,, وبناء عليه فقد شهدت التصفيات العلمية المحلية للأولمبياد العلمي السوري العام 2014 مشاركة رسمية لمادة العلوم الطبيعية وفي طريقنا لتشكيل أول فريق علمي وطني لهذه المادة تأهبا للمشاركة الأولى لنا كمنافسين في الأولمبياد العالمي للعلوم المقرر في الدنمارك.. فيما يقام الأولمبياد العالمي للرياضيات بتايلند.. والفيزياء في الهند.. والكيمياء بإذربيجان.. والمعلوماتية في كازاخستان.. كما سيشارك الأولمبياد العلمي السوري في الأولمبيادات الأسيوي التي تقام بشكل سنوي للرياضيات والمعلوماتية..  كما ويفخر الأولمبياد العلمي السوري بالعديد من خطواته الجديدة التي شهدها العام 2014 سواء من خلال الأولمبياد العلمي التجريبي الأول للمدرسين الذي نظمته الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري بالتعاون مع وزارة التربية.. في بداية هامة لمشروع وطني كبير.. أو بالتوأمة العلمية التي بدأت العام الماضي بين الأولمبياد العلمي السوري ومدارس أبناء وبنات الشهداء وتم خلالها إقامة الأنشطة العلمية المشتركة بهدف المساهمة في تعزيز المستوى العلمي لأبناء وبنات الشهداء عبر عدة خطوات أهمها دعوة أوائل أبناء وبنات الشهداء للمشاركة في الملتقى (المعسكر) العلمي المركزي للفرق الوطنية للأولمبياد العلمي السوري الذي يقام عادة استعدادا لمشاركاتها بالأولمبيادات العالمية.