دام برس - خاص :

لطالما لعبت المرأة العربية  عموماً وفي سوريا خصوصاً دوراً بارزاً وجوهرياً في مختلف مفاصل الحياة وعلى جميع أصعدة المجتمع، وتكريساً لهذه التضحيات أقامت مؤسسة أحفاد عشتار فعاليةً خاصة بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة تحت عنوان "صرخة عشتار قضية وطن"، وذلك برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية وبحضور العديد من الشخصيات الثقافية والفنية والدينية في المركز الثقافي بكفرسوسة.

وأوضحت الدكتورة أيسر ميداني رئيسة جمعية أحفاد عشتار أن الجمعية تأسست من خلال ثلاثة محاور وهي المرأة والمعاقين والأطفال، مبينةً أن المحور الأساسي للجمعية هو العمل على توعية المجتمع على الدور المهم للمرأة السورية في بناء المجتمع، ومن هنا جاء اسم الجمعية باعتبار عشتار هي آلهة أنثوية مقدسة ولها دور تاريخي كبير في بناء  سوريا القديمة، ونوهت الدكتورة أيسر إلى أن المرأة هي المحرك الأساسي في إعادة الإعمار وفي بناء النسيج الاجتماعي كونها المربية الأولى للأجيال، ومن غير الممكن يمكن أن يكون هناك رجل حر إلا في حال كانت النساء أحرار في هذا الوطن.
وقالت الدكتورة ميداني أن الدستور السوري يحمل تناقضاً غريباً، بحيث أن الرجل والمرأة متساويين في الوظائف، ولكن عندما تأتي المرأة لتشهد في محكمة الأحوال الشخصية فإنه لا يُعترف إلا بنص صوتها، في حين تمارس نفس حقوق الرجل عن انتخاب رئيس الجمهورية.
وخلال الأيام الماضية  تم عقد العديد من ورشات العمل بمناسبة هذه الفعالية إحداها على المستوى الحقوقي، وأخرى عن صورة المرأة في الدراما والإعلام، على اعتبار الدور الكبير للإعلام في نشر الصورة الحقيقة للمرأة، أما الورشة الثالثة فكانت عن المعنفين من خلال إجراء العديد من التحقيقات مع أشخاص  على يد لجنة من العلماء النفسيين وسيدات من الجمعيات الأخرى، وخرجت كل ورشة بمجموعة من التوصيات ليتم مناقشتها مع الجمهور.

وأكد الفنان مصطفى الخاني أن للفنان أهمية كبيرة في المشاركة في مثل هكذا مناسبات، متوجهاً إلى جميع المعنيين من أجل الوصول إلى نتيجة بداية بوزارة التعليم العالي والثقافة مروراً بوزارة التربية والمؤسسات الدينية و جال الدين انتهاءً بكل مؤسسة أو شخصية لها دور ومكانة في التأثير على المجتمع.

وأوضح الخاني أن للدراما دور كبير في التوعية الاجتماعية في هذا الخصوص ولكنها غير قادرة دائماً على إيجاد الحلول، وأن دورها الأبرز يكمن في تسليط الضوء على المشكلات التي تعاني منها المرأة، ولكن للأسف أصبحت الدراما السورية محكومة ضمن منظومة معينة من قنوات العرض التلفزيوني التي تفرض على شركة الإنتاج صورة معينة للمرأة تريد أن تراها، مرجعاً السبب في تراجع صورة المرأة في الدراما السورية إلى الشروط التسويقية التي تفرضها تلك القنوات، ومن أجل التخلص من هذه الصورة الضبابية يجب العمل إما على إيجاد سوق جديد أو قنوات تلفزيونية جديدة أو توصيات للجهات المنتجة السورية للعمل على تقديم الصورة الأفضل.

وقال الموسيقار طاهر مامللي أنه تم العمل من خلال الورشة الخاصة بالإعلام على التركيز على النقاط التي يمكن للفن من خلالها أن يقوم بدوره الفعال في صد الهجمة التي تتعرض لها الثقافة و المرأة بشكل عام و جميع الملامح الحضارية والهوية السورية بشكل خاص، من خلال ربط الدراما ودور المرأة فيها والمجتمع مع الأغنية كونها تترافق مع اختصاصه الموسيقى، مؤكداً بأن المرأة السورية جزء من المجال والحقل الإبداعي ومن غير الممكن فصلها عنه.

ويقول الأب غابرييل داوود كاهن الرعية في بطريركية السريان الأرثوذكس أن المهمة الأولى المناطة برجل الدين هي توعية الناس وإرشادهم  إلى ما في خير البشرية جمعاء، وأنه يجب أن يتمسك بها كونها رسالة قبل أن تكون أي شيء آخر،  ويرى الأب داوود أن آلهة عشتار بعيداً عن الفترة الدينية التي عاشت فيها أصبحت علماً من أعلام الثقافة والإرث الإنساني الذي تصدر صفحات التاريخ و تم تصديره للعالم كله، و أن عجلة هذه الحضارة لن تتوقف مهما حاول أعداء الوطن أن يقزموا من دور المرأة وتضحياتها.
وتم اختتام الفعالية بعرض فيلم "مريم" من إخراج الفنان باسل الخطيب، الفيلم يروي قصة حياة ثلاث نساء ضمن فترة الحرب التي تعيشها سوريا، ويبين بطولات المرأة على مدار السنوات الثلاث الماضية إضافةً لتسليطه الضوء على الدور الكبير الذي لعبه الجيش في حمايتها، وإضاءة عامة على تاريخ سوريا على مدار حقبات تاريخية متعددة.

إعداد: وسيم قشلان