دام برس - خاص - أمجد الآغا :

كانت و أخواتها من القرى الصغيرة المجاورة لها تشكل لوحة فسيفسائية جميلة في قلب سوريا إلى ان حاول الإرهاب الأسود أن يدمر هذه اللوحة التي تحكي قصةً سوريةً حاكها التاريخ و كتبتها أيد أبنائها فكانت مثالا للقرية التي رفضت الإرهاب و التكفير و وقفت سداً منيعاً في وجوهٍ أحبت و عشقت الأشلاء و الدماء فهي صامدةٌ و عصية على الاختراق , أبنائها صفا واحدا لمواجهة التكفيرين و الإرهابيين , أبت أن تسلم و تستسلم لشذاذ الأفاق فكانت هدفا لهم و لإجرامهم المتعطش للدماء .

قرية الكافات قرية وادعة تعانق هضبة صغيرة و تشكل معها قصة الأرض التي رفضت الإرهاب يعرف أهلها ببساطتهم و كرمهم فهي قرية بسيطة تعتمد على الزراعة كونها قريبة من نهر العاصي تقع على كتف الطريق العام بين حماة وسلمية وعلى بعد 13 كم شرق مدينة حماة و التي تتبع إدارياً لمنطقة سلمية مع أنها الأقرب إلى حماة لكن صلات القربى والتواصل الاجتماعي بينها وبين ما يقع شرقها باتجاه سلمية كان الأقوى في التبعية والارتباط. 

تحيط بالكافات الكثير من القرى الصغيرة و التي تقسم إلى قسمين فبعض هذه القرى تشكل بيئة حاضنة للمجموعات المسلحة و لكنها شبه خالية نتيجة استهداف الجيش العربي السوري لأي تجمع من المسلحين مثل قرى الجنان و زبادي و قريمش و زور السوس و الشيخ عبدالله و الجرنية و الرميلة و الشموطة و بعض القرى الأخرى تشكل مراكز لتجمع المسلحين إذ تقوم المجموعات المسلحة بالتسلل إلى القرى القريبة من الكافات و خاصة قرية جنان لتكون منطلق لعملياتهم التخريبية باتجاه الكافات و قرية تل الدرة و مدينة السلمية و قرية قبة الكردي و تشكل القرى السابقة خط سير للمجموعات المسلحة القادمة من  قرى عز الدين و الدمينة و الزعفرانة و الرستن و تلبيسة و برغييت و تلول الحمر .

و رغم المحاولات الكثيرة التي كانت بمجملها تهدف إلى إحداث ثغرة في كتف الشريط الواصل بين مجموعة القرى القريبة من الكافات لتكون منطلقا للعمليات الإرهابية و خزانا بشريا منها إلى كافة القرى و البلدات المجاورة و خاصة انها تشرف مباشرة على الطريق الواصل بين مدينة السلمية و مدينة حماه مرورا بقرية تل الدرة فقد كانت الهجمات التي تتعرض لها قرية الكافات لا تقتصر على الهجمات المسلحة و بأعداد كبيرة أو بالقذائف الصاروخية او قذائف الهاون بل تعدت ذلك إلى عمليات انتحارية حصدت بطريقها أطفال و شيوخ و نساء حتى الحجارة كانت هدفا لحقدهم الأعمى .

ففي تاريخ 9\1\2014 تعرضت قرية الكافات لتفجير انتحاري بسيارة مفخخة طالت وسط القرية و قد ذكرت المصادر انه في تمام الساعة العاشرة و ثلاث دقائق دخلت سيارة من المدخل الغربي للقرية و تجولت لبضع دقائق و قد كانت تحاول الاقتراب من المدرسة الواقعة في وسط القرية حسب ما افاد الشهود الذين حاولوا إيقافها بعد ما ارتابوا بأمرها و لكن القدر كان أسرع منهم فانفجرت السيارة قرب الطاحون في وسط القرية حاصدة أرواح بريئة فقد بلغ عدد الشهداء تسعة عشر شهيدا معظمهم أطفال و نساء في حين بلغ عدد الجرحى سبعة و خمسون نقل معظمهم إلى المشفى الوطني في السلمية و قد أشار المصدر إلى حجم الدمار الذي خلفه الانفجار مقدرا كمية المتفجرات بأكثر من  أثنان و نصف الطن من المواد شديدة الانفجار و قد عبر الأهالي عن استنكارهم لهذه الأعمال الإجرامية مؤكدين أن مثل هذه  الأعمال لا يرى فيها السوريون إلا تصرفات منبوذة و خارجة عن ثقافة هذا الشعب القائمة على المحبة و التسامح و أكدوا على وقوفهم إلى جانب الجيش العربي السوري في محاربته العناصر الإرهابية و المجموعات المسلحة .

و في حادث متصل أكد مصدر من رجال الدفاع الوطني أنه بتاريخ 4\3\2014 و أثناء قيام بعض عناصر الدفاع الوطني بجولة حول القرية و بالتحديد على الطريق الواصل بين تل الدرة و الكافات من جهة طريق السد انفجرت عبوة ناسفة مزروعة على جانب الطريق و تبع الانفجار مباشرة انفجار عبوتين ناسفتين مما أدى إلى استشهاد عنصرين و جرح أخرين تم نقلهم إلى المشفى الوطني في السلمية و أكد المصدر أن تلك العبوات زرعتها العناصر الإرهابية على طريق السد و الغاية من زرع عبوات الإرهاب و الموت استهداف المدنيين عند سلوكهم هذه الطريق كما اشار المصدر إلى ان المسلحين ربما قد تسللوا من قرية الرملية القريبة من الكافات و زرعوا تلك العبوات .

قدمت الكافات الكثير من أبنائها شهداء للوطن و لنصرة و عزة هذا الوطن الغالي و ما تزال تتعرض تلك القرية الوادعة للكثير من التهديد و الوعيد بشن هجمات مسلحة للاستيلاء عليها و لتكون منطلقا لعملياتهم الإرهابية و لكن لسان حال أهالي قرية الكافات يقول هذه سوريا و كل مدينة و قرية ستكون مقبرة لشياطين الارهاب و المرتزقة شذاذ الأفاق و نحن صامدن كصمود سوريا الأبية ..