دام برس:
تبدو المفاوضات الجارية داخل سوريا أعمق وأهم وأكثر جدوى من التي جرت وتجري خارج حدود البلاد في جنيف السويسرية، على الأرض ثمة تفاهمات وتسويات بين الخصوم يلمس الجميع نتائجها مدنيين وعسكريين، مؤيدين ومعارضين، مفاوضات ناجحة بين السلطات السورية والمعارضة المسلحة تجري على الأرض وفي الميدان الساخن مباشرة أسفرت حتى الآن عن تسويات وهدنات في برزة والمعضمية بريف دمشق وتسويات جزئية ومحدودة جداً في بعض بلدات الغوطة الغربية لم تنضج تماماً بعد وأخرى في حمص القديمة، ثمة أنباء إعلامية عن تسويات ممكنة في عدد من أحياء حلب.
معلومات ‘القدس العربي’ تشير إلى رسائل صريحة تلقتها القيادة العسكرية السورية من داخل جبهتي حرستا ودوما مفادها أن هاتين الجبهتين مستعدتان للإنتقال إلى وضع شبيه بوضع جبهتي المعضمية وبرزة، وأن الفصائل المسلحة بداخلهما ترغبان بهدنة وتسوية ميدانية مع الجيش السوري، وتقول المعلومات ذاتها أيضاً أن قيادة الجيش السوري تستمهل في اتخاذ قرارالقبول بتفاهم أو تسوية شبيهة بتلك التي حصلت في برزة والمعضمية مع إشارات إلى أن النية الرسمية قد تكون أطرى لجهة حرستا منها لجهة دوما.
تقول مصادر متابعة لـ ‘القدس العربي’ أن أهالي حرستا بدأوا بخطواتشعبية تعتبر جزءاً من المشهد الشكلي للتسوية بين السلطة والمعارضة من قبيل الشروع بتنظيف الأحياء والشوارع وإزالة المظاهر المستفزة كعلم الثورة واليافتات المناهضة للجيش والعبارات المستفزة على الجدران وغيرها وكأن التسوية قاب قوسين أو أدنى.
بالنسبة لدوما تشير المصادر ذاتها إلى انقسام داخل معسكر ما يُعرف بـ ‘لواءجيش الإسلام’ الذي يتزعمه زهران علوش بين مؤيدين ومعارضين للهدنة مع العميل علوش ومعاونيه نحو الهدنة في مقابل معارضة قادة بعض الكتائب المنضوية تحت هذا اللواء للتسوية، لكنهم يتعرضون لضغط شعبي من سكاندوما الذين ضاقوا ذرعاً بوضعهم المتردي منذ عدة أشهر.
وينشط في بلدة حرستا عدة ألوية وكتائب مسلحة من بينها لواء جيش المسلمين في دمشق وريفها، وكتيبة البراء بن مالك وكتيبة شهداءحرستا ولواء سيف الشام، أما في دوما في عتبر لواء جيش الإسلام الذراع الأقوى في مواجهة الجيش السوري والمدعوم سعودياً بشكل مباشر، إضافة لكتائب درع دوما التي يتزعمها المدعو أبو علي خبية، ولواء شهداء دوما.
'القدس العربي':