دام برس – اياد الجاجة

مع الفشل الكبير الذي منيت به ميلشيات الناتو المسلحة حاولت بعض الجهات الاستخبارية التركية وبالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أن تنفذ خطة تشكل ساعة الصفر الحقيقة لإسقاط دمشق في يد عملاء الناتو وذلك عبر تجميع المقاتلين بما يملكون من كافة أنواع الأسلحة بما فيها تلك المضادة للطيران والتي ثبت تورط إمارة الغاز في قطر بتزويد المسلحين بها بحيث يتم الهجوم كما يلي :   
تجميع حوالي خمسين ألف مقاتل من أجل الهجوم عبر عدة محاور للسيطرة على أربع مناطق إستراتيجية في محيط دمشق القريب والأقرب ، يخصص لكل منها حوالي عشرة آلاف مقاتل، وهي مطار دمشق الدولي، مطار المزة العسكري ومحيطه ، مطار السيدة زينب العسكري  الذي يتمتع بأهمية إستراتيجية كبيرة كونه يضم سربا كبيرا من الحوامات القاذفة ومهبطا يبلغ طوله أكثر من 3 كم، وهو ما يمكنه من استقبال الطائرات المدنية والطائرات القتالية النفاثة عند الضرورة ، رغم أنه غير مجهز بتجهيزات ملاحية للطائرات النفاثة علما أن بين المقاتلين طيارين عرب وأجانب.
ومن الجدير بالذكر أن تلك الخطة تدار عبر ثلاث غرف عمليات موجودة في كل من تركيا وجبل لبنان والثالثة على الحدود السورية ـ الأردنية.
ولكن ما جرى على الأرض كان مخالفا لكل الخطط المحكمة بحيث نفذ الجيش العربي السوري ضربة استباقية أحبطت تلك الخطة.
حيث تم حشد قوات كبيرة ونوعية وعبر توجيه ضربة لتجمعات المسلحين وخطوط امدادها قبل تمركزها، والتي كانت قادمة من جميع المحافظات.
في غضون ذلك، وعلى الصعيد نفسه، أفادت المعلومات الواردة من بلدة "داريا" ، التي كان من المفترض أن تكون قاعدة انطلاق للسيطرة على مطار المزة وفق الخطة، بأن القتال لا يزال مستمرا فيها، لكن الجيش أحرز تقدما كبيرا فيها. وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن ما لا يقل عن مائتي مسلح قتلوا في البلدة فضلا عما يوازي هذا العدد من الجرحى, ومن المتوقع إعلان داريا مدينة أمنة خلال الأيام القليلة القادمة.
وأفادت المعلومات عن وجود عدة مئات القتلى في صفوف الإرهابيين تجاوز الألفين إضافة إلى أعداد كبيرة أعلنت استسلامها وتحديداً على محور حجيرة بيت سحم والغسولة وكذلك محور حرستا دوما والشيفونية حيث صد الجيش كل الهجمات الإرهابية التي انطلقت قبل ظهر الخميس مع محاولات المجموعات المسلحة قطع طريق مطار دمشق الدولي ومحاولتها الاقتراب من المطار بهدف السيطرة عليه، في حين كانت مجموعات أخرى تستعد للهجوم على دمشق في محاولة جديدة تكللت بالفشل كسابقاتها مع الطوق الذي يفرضه الجيش لحماية سكان دمشق.
يعتبر تطهير الغوطة الشرقية و سيطرة الجيش بالكامل عليها اضافة الى عملياته المكثفة لتطهير الغوطة الغربية و ريف دمشق بالكامل بمثابة اعلان نهاية حلم ميليشيا الحر و الدول الداعمة له بإسقاط النظام كما يعتبر انهيارا شاملا لميليشيا الحر سيمتد بشكل سريع الى باقي المحافظات التي تشهد مواجهات عسكرية و خصوصا حلب.
كما كانت من أولى نتائج هذه الهزيمة الاستراتيجية المنكرة لميليشيا الحر, إعلان الإئتلاف السوري المعارض تأجيله اعلان حكومة منفى كما ينتظر ان يكون لهذه الهزيمة تداعيات عسكرية وسياسية كبيرة لاحقة.
وقد دارت المعارك على تخوم المطار من الجهة الشمالية والشرقية، كما أن القرى المتخامة لطريق المطار مثل "حتيتة التركمان" و "شبعا" من الجهة الشرقية للطريق ، و"عقربا" و"ببيلا" و"الغزلانية" من جهته الغربية، شهدت مواجهات عنيفة بين الجيش العربي السوري من جهة وعصابات" لواء الإسلام" و "لواء الفرقان" و"جبهة النصرة" من جهة أخرى. وهذا ما أدى إلى إقفال الطريق. وقد رمى المسلحين الإرهابيين بكل ثقلهم للاستيلاء على المطار بحيث سقطت قذائف الهاون للمرة الأولى داخل كتيبتي الدفاع الجوي اللتين تحميان المطار ، واللتين ترابطان في قرية"الغسولة" الملاصقة تماما لحرم المطار من الجهة الشمالية ولا تبعدان عن مهابط الطائرات سوى أقل من 900 متر، وعلى الرغم من ذلك تم تطهير تلك المناطق وإعادة فتح المجال الجوي وإعلان طريق المطار منطقة آمنة.
واذا عدنا إلى التاريخ لنستذكر أن خديعة سقوط بغداد كانت عبر معركة المطار ولكن وعي وحكمة القيادة السياسية والعسكرية أحبطت تلك المؤامرة.