دام برس :

لا تشبه جبهة المليحة بريف دمشق غيرها من باقي جبهات الغوطة الشرقية، وقد تكون الجبهة الأكثر عنفاً ودموية ولعل استمرار المعركة لشهرين تقريباً بلا انقطاع يؤكد مدى اهمية هذه الجبهة.
وتأتي أهمية منطقة المليحة كونها خاصرة دمشق من ناحية قربها من مطار دمشق الدولي ومنطقة جرمانا التي يسعى الجيش السوري جاهداً لتأمينها بشتى السبل.
من ناحية أخرى تعتبر نقطة ربح أو خسارة بالموازاة مع فترة الانتخابات الحالية التي تستعد لها سورية.
في رقعة من المساحات المفتوحة المطلة على الفوج’81′، وهو الفوج المحـيط بمنطقة جرمانا في العاصمة دمشق، يحتشد عدد من عناصر كتائب المجموعات المسلحة في جو من الهدوء لا تسمع فيه أكثر من طلقات رصاص متراشقة في ساعات الصباح الأولى، ومن بين العناصرالمدعو ’ياسين المعتصم بالله’أحد والذي يعتبر أن الضغوط التي أتت دفعة واحدة في هذه المعركة لم تكن صدفة فقد خسرت ميليشا الحر مئات من عناصرها ما بين قتيل وجريح.
ويتحدث’المعتصم’ بخوف عن استخدام الجيش السوري لصواريخ ما تسمى بـ’زئير الأسد’وهي صواريخ قريبة المدى لا تخطيئ هدفها متى أطلقته، وهي واحدة من بين العديد من الأسلحة التي ذكرها’المعتصم’، منها ما يعرف اسمه ومنها ما يجهله.
صواريخ كثيرة ومتنوعة إذاً تطلق باتجاه ميليشيا الحر و تستهدف في غالب الأحيان مقر إمدادهم الرئيسي بالأسلحة والذخائر أثناء خوضهم للمعارك، ما يصعب دخول مؤازرات وأسلحة في حال تمت محاصرتهم، ولذلك لاتجد عصابة الحر مخرجاً من القذائف والصواريخ أكثر من الخنادق المحفورة على مستوى منخفض من مكان الاستهداف المباشر، ويذكر المعتصم بأن ما يسمى مضاد الطيران’23′هو أثقل سلاح تمتلكه ميليشيا الحر لإكمال معركته الحالية المستنزفة لكل طاقاته ، في ظروف الحصار القاسية ينوه’المعتصم’.
وعن طريقة الاقتحام التي يتبعها الجيش السوري، فهي غالباً ما تكون عن طريق عربات’الشيلكا’عبر طريقة معينة يطلق عليها ’تمشيط’إذ تبدأ’العربات’باكتساح كل نقطة يتم تحديد موقعها عبر خبراء تابعين للجيش السوري ،على أنها الهدف يضيف المعتصم ‘في هذه اللحظات تحديداً لا يستخدم السلاح الخفيف أبداً’.

وحدات الجيش السوري تقوم بعمليات التمشيط في وقت تبديل نوبات حراسة المجموعات المسلحة و هو الوقت الأنسب الذي يقوم فيه عناصر الجيش السوري بتمشيط المنطقة بسبب انشغالهم في مثل هذه الأوقات بالتبادل.
ولا يريد المقاتل’ع. ز′أن يتحدث عن المعركة بمثالية كما لا يريد أن يصرح عن اسمه، لأنها أمور لا يتوجب على ميليشيا الحر أن يرويها في العادة يقول أنهم خلال أيام قليلة خسروا أكثر من 8 نقاط، وسيطرت وحدات الجيش السوري على مبنى البلدية وغيرها من المناطق القريبة والبعيدة.