دام برس-هاني حيدر:
وافق المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي على الاعتمادات الأولية لمشروع الموازنة العامة للدولة لعام 2023 بمبلغ 16550 مليار ليرة سورية بزيادة قدرها 24.2 بالمئة مقارنة بموازنة العام 2022، للحديث حول هذه الموازنة وتحليل بعض اعتماداتها وحول توافقها مع الواقع، دام برس التقت الدكتور في كلية الاقتصاد شفيق عربش الذي قال :" فيما يتعلق بالموازنة العامة للدولة لعام 2023 التي صدرها المجلس الأعلى للتخطيط والتي بلغت اعتماداتها 16550 مليار ليرة سورية موزعة على 3000 مليار ليرة في الجانب الاستثماري و13550 مليار للإعتمادات الجارية نرى أن هذه للموازنة تزيد عن موازنة العام الماضي بحوالي 24.2% نسبة زيادة، أما إذا أخذنا بعين الاعتبار إجمالي الاعتمادات والتي زادت بمقدار 24.2% ونضيف لهم حوالي 600 مليار من تخفيض اعتمادات الدعم، وإذا أخذنا بالأرقام الثابتة "صححنا الأرقام بنسبة التضخم" نرى أن هذه الإعتمادات فعلياً أقل من اعتمادات العام الماضي بصورة إجمالية"٠
وأضاف الدكتور شفيق " فيما يتعلق باعتمادات الرواتب والأجور البالغة 2114 مليار هذا يدل على أنه لا أمل أبداً في تحسين الرواتب والأجور التي هي منخفضة أصلاً قياساً مع واقع الأسعار في الأسواق".
وتابع عربش" فيما يتعلق بجانب الدعم فقد تم تخصيص هذا العام 4927 مليار للدعم موزعة على الشكل الآتي: 1500 مليار للدقيق التمويني و 3000 مليار للنفط و300 مليار للسكر والرز و50 مليار لصندوق الدعم الاجتماعي و50 مليار للزراعة و27 مليار للتحول إلى الري الحديث، هل هذه الأرقام حقيقية أم خلبية تم وضعها كيفما اتفق؟ فإذا أخدنا بعين الاعتبار تصريحات المسؤولين عن إدارة قطاع النفط في أخر تصريح لمدير عام شركة محروقات قبل الزيادة الأخيرة بأسعار المشتقات النفطية أعلن على شاشات التلفزيون أن دعم المشتقات لوحدها يكلف 30 مليار يومياً يعني حوالي 11000 مليار سنوياً والمخصص للعام القادم 3000 مليار فقط فمن أين سيتم سد هذا العجز ؟
وأشار الدكتور شفيق إلى أنه بالنسبة للدقيق التموني إذا أخذنا كلام السيد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك حول تكاليف ربطة الخبز نلاحظ أن أحد الرقمين غير صحيح إما التكلفة غير صحيحة أو اعتمادات دعم الدقيق التمويني غير كافية ولن ننسى أننا هذا العام بحاجة إلى استيراد أكثر من مليون طن من القمح لتسديد حاجة القطر حتى تموز العام القادم.
وتحدث الدكتور شفيق عن اعتمادات  للسكر والرز التي بلغت 300 مليار، مؤكداً أنه إذا كان كل كيلو سكر أو رز يتم دعمه بحدود ال4000 ليرة نرى أن المواطنين لن يحصلوا على المخصصات الشهرية العام القادم.
و توجه الدكتور شفيق بسؤال للحكومة حول  عدم الحديث عن موضوع دعم الكهرباء، فهل هذا يبشر بأرتفاع أسعارها في العام القادم؟
 ورأى عربش أن هذه الموازنة ليست دقيقة وتم إقرارها لتبقى ضمن المهل الدستورية، كما أنها لم تتحدث عن موارد للدولة ولم تشير أبداً إلى نسبة العجز وكيف سيتم تغطية هذا العجز، مؤكداً أنه من خلال هذه الأرقام التي تم الإعلان عنها سيكون  عام 2023  أقسى بكثير من عام 2022 .