أبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تفاؤله أمس، بخروج وفد معارضة الرياض من مفاوضات جنيف، معتبراً أنه «لا يشكل خسارة لأحد غيرهم»، وأن «خروج متطرفين من الهيئة العليا للمفاوضات، يعني تعافيَ عملية المفاوضات»، مجدداً المطالبة بإدراج «جيش الإسلام» و «حركة أحرار الشام» على لائحة الإرهاب، ملمحاً بذلك إلى النية لإنهاء التسوية الدولية التي أجازت مشاركة التنظيمين المسلحين في عملية السلام السورية.
واعتبر المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في مؤتمر صحافي في جنيف، أن الهدنة تواجه «خطراً شديداً» إذا لم يتم التحرك سريعاً، وأعلن أن مفاوضات السلام ستتواصل حتى الأربعاء المقبل.
وقال دي ميستورا «استناداً إلى كل المعايير، فإن اتفاق وقف الأعمال القتالية لا يزال سارياً، لكنه في خطر شديد إذا لم نتحرك سريعاً». وأضاف أن المحادثات مع مجموعات المعارضة والنظام ستتواصل حتى الأربعاء «كما هو مقرر». ودعا إلى اجتماع وزاري طارئ لدعم جهود السلام حول سوريا.

وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون في لندن، أنه سيحاول «إنجاح وقف الأعمال العدائية»، معتبراً أنه «ليس بالإمكان إنهاء الأزمة في سوريا من دون تحريك المسار السياسي ومن دون روسيا».
ووصف أوباما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «أكثر الداعمين لنظام قاتل في سوريا»، لكنه أكد أنه «ليس بالإمكان حل الأزمة السورية من دون موسكو». وقال إن «التوصل إلى حل في سوريا سيتطلب التعامل مع أشخاص أنا لا اتفق معهم أبداً». (تفاصيل صفحة 10)
وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي في يريفان، إنه إذا كان أعضاء «الهيئة العليا للمفاوضات» يرفضون قبول فكرة أن «السوريين وحدهم يجب أن يقرروا مصير بلادهم، وغادروا طاولة المفاوضات، فهذا الأمر لا يشكل خسارة لأحد غيرهم على الأرجح».
وأعلن لافروف أن خروج أعضاء وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» من محادثات جنيف يعني «تعافيَ» عملية المفاوضات. وقال إن «عدداً من الأشخاص انشقوا عن الهيئة العليا للمفاوضات بسبب اعتراضهم على هيمنة المتطرفين، بمن فيهم قادة تنظيم جيش الإسلام، على الهيئة، ويمكن للمنشقين الاستمرار في المفاوضات السورية - السورية في جنيف كشخصيات مستقلة».
وأضاف «لذلك اعتبرها عملية تعافي المفاوضات السورية، وفي حال مغادرة هؤلاء الذين يرفضون قبول أساس الإستراتيجية التي أقرها مجلس الأمن الدولي والتي تؤكد أن السوريين بأنفسهم فقط يمكن أن يقرروا كل المسائل المتعلقة بمصير بلادهم من خلال إجراء مفاوضات، فإن مغادرتهم لا تعني إلحاق خسائر بأحد غيرهم».
وقال لافروف «إذا أرادوا (معارضة الرياض) تأكيد مشاركتهم (في المفاوضات) من خلال التهديد بمواعيد نهائية يريدون من الآخرين الالتزام بها فهذه مشكلتهم هم». وأضاف «بحق السماء، لا ينبغي أن نركض خلفهم، بل يجب أن نعمل مع من لا يفكرون في شؤونهم الخاصة ولا في كيفية إسعاد داعميهم في الخارج، بل يبدون الاستعداد للتفكير في مصير بلدهم». وأضاف «يتوجب على ستيفان دي ميستورا، باعتباره ممثلاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة، أن ينفذ تفويضه، وهو التحاور مع جميع أطياف المعارضة».
ولفت لافروف إلى أن «تصرفات جيش الإسلام تؤكد أكثر فأكثر سلامة الموقف الروسي الداعي إلى إدراجه على قائمة المنظمات الإرهابية، إلا أننا قبلنا بحل وسط من أجل التوصل إلى مصالحة بأسرع ما يمكن، وقررنا إعطاءه فرصة في إطار اتفاقات مجموعة دعم سوريا بهذا الشأن». وتابع إن «مسلحي جيش الإسلام، وكذلك أحرار الشام، يؤكدون في الواقع أنهم يشاطرون تلك المواقف المعادية للإنسانية التي يتبناها داعش وجبهة النصرة».
وقال رئيس وفد الحكومة السورية في جنيف بشار الجعفري، بعد اجتماع الوفد مع دي ميستورا، إنه بحث القضايا الإنسانية مع المبعوث الأممي إلى سوريا، وسيجتمع معه مجدداً الإثنين المقبل.
واتهم الجعفري قطر وتركيا والسعودية برعاية الإرهاب في سوريا، وندد بالعقوبات غير القانونية التي تفرضها القوى الكبرى على بلاده، موضحاً أن هذا يشمل مقاطعة البنوك السورية ومنع الاستثمار في سوريا، مشيراً إلى أن الاستثمار الوحيد في سوريا على ما يبدو هو الاستثمار في الإرهاب، و «هذا يبدو مشروعاً ناجحاً».
وأعلن المعارض قدري جميل، لوكالة «فرانس برس»، أن الجولة الراهنة من المفاوضات في جنيف ستتواصل حتى الأربعاء المقبل.
وقال جميل «مستمرون حتى 27 نيسان وفق نص الدعوة الأولى التي وصلتنا من دي ميستورا»، مضيفاً «اتصالاتنا مستمرة مع الأمم المتحدة وسنلتقيه مطلع الأسبوع المقبل لاستكمال بحث رؤيتنا» للانتقال السياسي.