دام برس :

لم ينجح رئيس حكومة العدو بنامين نتنياهو في الحصول على الضوء الأخضر الروسي لمواصلة عدوان كيانه على سورية ودعم ما تبقى من التنظيمات الإرهابية فيها .
ما تسرب من معلومات عن لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و نتنياهو حول هذا الموضوع يبين أن الخلاف كان سيد الموقف وان ما طرحه الاخير حول تواجد قوات لحلفاء سورية في الحرب على الإرهاب على الأرض السورية لم الاستجابة الروسية و كان الرد أن تواجد الخبراء الإيرانيين يتوافق مع القانون الدولي وجاء بطلب من الحكومة الشرعية في دمشق وأن إسرائيل هي من تخرق القوانين الدولية وتنتهك السيادة السورية ومن حق سورية الدفاع عن نفسها .
ان الإيحاء الإسرائيلي بأن نتنياهو حصل على ما يريد من زيارته إلى موسكو بشأن التواجد الايراني في سورية يجافي الحقيقة و يخالف فحوى التصريحات الروسية من جهة وما نشرته الصحف الإسرائيلية التي أشارت إلى استمرار الخلاف حول هذا الموضوع من جهة أخرى الأمر الذي ستوضحه التصرفات اللاحقة لكيان العدو.
لا شك إن إسرائيل تسعى للمحافظة على سخونة الموضوع الإيراني على المستوى الإقليمي والدولي وزيارة نتنياهو إلى موسكو وتركيز وسائل إعلام العدو على مباحثاته بشأن إيران دون الملفات الأخرى يوضح ذلك ويعكس الإصرار على إبقاء إيران في دائرة الضوء أملا بوصول المشروع الأميركي الصهيوني ضدها إلى غاياته العدوانية عبر إجراء أميركا في المنطقة.
وكذلك الأمر تدرك حكومة العدو أن واقع الميدان السوري يتغير وحسابات الأمس لا تتفق مع مثيلاتها اليوم وأن أي اعتداء جديد لها على الأراضي السورية قد تكون تبعاته اكبر بكثير مما تعتقد ولذلك رافق نتنياهو وفد عسكري لاستطلاع و معرفة حدود واحتمالات استمرار الانتهاك الإسرائيلي للأجواء السورية .
وفي مقلب محور المقاومة أيضا تتغير الحسابات والأولويات تجاه العامل العدواني الإسرائيلي ولم يعد الانشغال في معركة الإرهاب التي وصلت إلى خواتيمها بجهود محور مكافحة الإرهاب كما كان سابقا ولذلك على كيان العدو أن يعيد حساباته جيدا وأن لا يتوهم أن الرد على أي اعتداء له على الأراضي السورية سيكون كما كان في الأعوام الخمس السابقة وان يتوقع ان الرد على الأصيل الداعم للإرهاب قد يكون موجعا و مؤلما كما كان التعامل مع الأجير الإرهابي.
ان فشل مشروع العدوان الغربي الصهيوني ضد سورية وضع كيان العدو الذي كان يحضر لتسيد المنطقة في حالة تخبط وضياع وتحديات كبيرة تعكسها تصرفاته غير المحسوبة ويحاول تصديرها خارج حدوده المصطنعة وهذا الواقع المتغير لصالح محور المقاومة كان دافعا لنتنياهو للتحرك بكل الاتجاهات أملا بإيقاف هذا المسار.

أحمد ضوا - معاون وزير الإعلام