دام برس :
يقوم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في هذه الايام بجولة خارجية تشمل زيارة عدة بلدان عربية قبل توجهه لحضور اجتماعات مجموعة العشرين الدولية و من تلك الدول الامارات و تونس و مصر و هذه الزيارات الخارجية لها علاقة بتأزم موقف ولي العهد شخصيا بسبب جريمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بتركيا و الضغوط التي يتعرض لها من حلفاءه الغربيين بخصوص تلك الجريمة البشعة
الهدف الرئيسي لولي العهد السعودي من جولته الخارجية التي خططها له مستشاروه بلا شك هو اكسابه الثقة بالنفس و تأهيله نفسيا و ذهنيا و اخراجه من حالة الشعور التي يعيشها منذ فترة بانه منبوذ اقليميا و دوليا و مهدد بالمحاكمة و يجب عليه ان يظل مختبيء في السعودية خوفا من ملاحقته قضائيا ، فالمطلوب ان يشعر ولي العهد السعودي بالثقة و الامان و يتم تأهيله ذهنيا و نفسيا بشكل جيد قبل توجهه للارجنتين لحضور اجتماعات مجموعة العشرين الدولية ، فيجب ان يظهر امام وسائل الاعلام الاقليمية و الدولية بمظهر الواثق و الهاديء ، و بلا شك سيخضع لتدريبات لغة جسد مكثفة ، لأنه يجب ان يظهر صلبا امام عدوه اللدود اردوغان ، الذي يبتزه يوميا و يلعب باعصابه في قضية مقتل جمال خاشقجي ، فيسعي مستشاروا ولي العهد ان يظهر بشكل صلب امام اردوغان ، حتي لا يتمادي الاخير في ابتزازه اكثر و اكثر بعد ان يتيقن من ضعف فريسته
و لعل الدول التي تم اختيارها للزيارة منتقاة بعناية ايضا ، فالامارات حليف ظاهري هام للسعودية في محاربة الاخوان المسلمين و المشروع التركي في المنطقة و تصفية القضية الفلسطينية و الحرب علي اليمن ، لذلك حظي باستقبال رسمي حافل ، يعطيه جزء من الثقة التي يحتاجها و يخرجه من العزلة النفسية و الذهنية التي يعاني منها ، نتيجة الضغط الاعلامي الدولي الذي يتعرض له منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي
فالجولة الخارجية التي قام بها ولي العهد السعودي هي جولة نفسية بامتياز ليتخلص من العزلة النفسية و الذهنية التي يعيش فيها منذ مقتل خاشقجي لذلك فان تلك الجولة بمثابة علاج نفسي سري و غير معلن لولي العهد السعودي لاعادة تاهيله نفسيا و ذهنيا و جعله قادرا علي التصرف بثقة في اجتماعات مجموعة العشرين الدولية خاصة امام اردوغان !